سهم الشوق

4.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا نفذ سهم الشوق إلى الله سبحانه ، حتى يصل إلى قاع القلب ،


يفجر بالضرورة ينابيع الحب تترى

تجري بالخير في كل ثنية ، ومن خلال كل جارحة ،
ومن ثم يجد الناس عبق الأخلاق الزكية السنية ،
ويرون أنواراً للسلوك الحميد ، الذي افتقده واقع الحياة اليوم ،
حتى ظن كثيرون أنه لم يعد موجوداً إلا في بطون الكتب الصفراء القديمة ،
غير أن حقيقة الحقائق تقرر أن
هذا الصنف المتميز من الناس لا يزال يعطر الحياة من خلال عمق الإيمان بالله في قلبه
قومٌ كرام السجايا أينما نزلوا ****** يبقى المكان على آثارهم عبقا
- -
ولقد عرف العقلاء المنصفون أن جهة واحدة فقط في هذا العالم
هي التي يمكن أن تمنح هذا العطاء كله في زمن قصير مثالي ،
تلك الجهة هي :
جرعة إيمان عميق بالله ،

علامتها الواضحة إقبال قوي على تعاليم الله في مختلف دوائر التكليف ..
إن الإيمان العميق المتغلغل في أغوار القلب المنبثق عن معرفة جيدة لأسماء الله الحسنى ،
وصفاته العليا ، وآياته الكريمة في كتابه العظيم الخالد ،
إن هذا الإيمان لابد أن تنبثق عنه سلوكيات طاهرة لا أروع منها ،

ولا أحلى ، ولا أنقى ، ولا أقوى أثراً في دنيا الناس منها ،
ولقد شبّه بعض المفكرين هذا الأثر الملازم للإيمان العميق بالزهرة وأريجها ،
فما إن تتفتح الزهرة حتى يصاحبها أريجها العبق بالضرورة ، والزهرة التي لا عبـبر فيها ، ليست سوى زهرة ميتة لا روح فيها ، ولا خير منها !
فإذا لم تكن لإنسان سلوكيات طيبة واضحة مقيّدة بنصوص الوحي ،
فأعلم أن هذا الإنسان لا يملك في الحقيقة سوى دعاوى عريضة ،
وهل تكلّف الدعاوى صاحبها شيئاً ؟؟
إن أسهل شيء في دنيا الناس هي الدعاوى ،
ولكن هذه الدعاوى لا تنفع أصحابها شيئاً عند الله تعالى
كما قرر سبحانه ذلك في كتابه الكريم :
((
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ، من يعمل سوء يُجزأ به ))
فتأمل وافهم .. ثم اعمل ..


مقالات ذات صلة


أضف تعليق