احتلت الأنثى مساحة عظيمة من الإنتاج الروائي الإسلامي
تعددت الروايات التي احتلت فيها المرأة الشخصية الأولى
الرواية الإسلامية المعاصرة لها كتّابها المبدعون والمبدعات، ولها مستوى فني ناضج، وتحتل شخصية الأنثى مساحة كبيرة من النتاج الثري. وتأتي أهمية هذا الموضوع في حدّ ذاته، من حيث هو اهتمام بنصف المجتمع، وهو النصف المشرف أكثر من غيره على التربية، وعلى توجيه مستقبل الأمة، من خلال توجيه أبنائها وبناتها، ورجالها الصغار والكبار على حدّ سواء، يضاف إلى ذلك التصدي للسياسات الهادفة إلى تزيين ظلم المرأة والأنثى محلياً وعربياً وعالمياً، تحت رايات وتسميات مختلفة.
الأنثى: ومما لا يفوت على المتأمل..النص على لفظ (الأنثى)، وهو أشمل من لفظ المرأة، فهناك البنت والأخت والأمّ والطفلة والشابة والكهلة والعجوز والعمة والخالة، كل ذلك يدخل تحت لفظ (الأنثى)، ويتيح المجال، للإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه، علمياً وإسلامياً، وغير ذلك من أبعاد ومستويات معرفية، بما يقطع الطريق على من يختزل المرأة بالحبيبة أو العشيقة، وفي هذا الاختزال وحده ما فيه من ظلم وسوء نية.
الروائيون والروائيات
ومن كتّاب الرواية الإسلامية الكثير ممن نالت المرأة حظاً في كتاباتهم، على سبيل المثال:
في مصر: علي أحمد باكثير، ونجيب الكيلاني، وسيد قطب، وعزيزة الأبراشي، وبنت الشاطئ.
في سورية: محمد المجذوب، وعبد الودود يوسف، ومحمد الحسناوي، ونعماء المجذوب، وابتسام الكيلاني.
في الأردن: جهاد الرجبي، ونافذة الحنبلي.
في العراق: الدكتور عماد الدين خليل، وداود سليمان العبيدي.
في المغرب: ليلى الحلو.
في السعودية: محمد عبده يماني.
مع العلم أن هذه الأسماء للتمثيل لا الحصر، وأن المستوى الفني يتفاوت من كاتب إلى آخر، وأن البعد الإسلامي يختلف عند الكاتب الواحد وضوحاً وخفاء، وقوة وضعفاً.
شخصية الأنثى تبرز أكثر ما تبرز في الروايات الاجتماعية، مثل روايات (ملكة العنب رحلة إلى الله) للدكتور نجيب الكيلاني، ورواية (إصلاح) لعزيزة الأبراشي.
ومن فروعها الرواية الحضارية، مثل رواية (سر الشارد) لعبدالله عيسى السلامة.
ثم شخصية الأنثى في الرواية السياسية، مثل روايات (عمالقة الشمال عذراء جاكرتا) للدكتور نجيب الكيلاني، (أرض البطولات) للدكتور عبدالرحمن الباشا، (الإعصار والمئذنة) للدكتور عماد الدين الخليل.
ثم شخصية الأنثى في القصص التاريخي: مثل روايات (وا إسلاماه سلامة القس) لعلي أحمد باكثير، (عمر يظهر في القدس نور الله) للدكتور نجيب الكيلاني.
ثم شخصية الأنثى في الروايات الأسطورية: (ثورة النساء كانوا همجاً) لعبد الودود يوسف.
الأنثى شخصية أولى
مثلما كان الرجل أو الفتى شخصية أولى في عدد من الروايات كانت الأنثى أو الفتاة كذلك، هكذا طبيعة الحياة، والأدب الحقيقي صورة للحياة، أو إعادة تشكيل للحياة في صورة من الصور. هناك روايات جعلت الأنثى الشخصية الأولى، وأخرى جعلتها ضمن الشخصيات الأولى، لكن لا تكاد رواية تخلو من شخصية أنثوية، سواء كانت أولية أو ثانوية.
من الروايات التي كانت الأنثى فيها الشخصية الأولى، وسميت الرواية باسمها: رواية (إصلاح) لعزيزة الأبراشي، و (ملكة العنب) للدكتور نجيب الكيلاني. ففي الرواية الأولى تنهض الفتاة ثم الزوجة (إصلاح) بدورٍ, مهم في حياة أسرتها قبل الزواج وبعده، كما تحج إلى بيت الله الحرام، وتستطيع إنقاذ زوجها من براثن (المغوية: سهام)، وتكرم كلاً من (سامي) و(سوزان) من تركة أبيها، على الرغم من انكشاف نسبهما إلى والد آخر. وملكة العنب (براعم) شابة ثرية، يتعرف عليها أيضاً شيخ شاب في الثلاثين في الريف المصري اسمه (محمد حسب الله) بعد خلاف بينهما حول نصاب الزكاة من كروم العنب الضخمة التي تمتلكها (الست براعم)، لكن تقوى كل منهما، وسعة عقله، جمعتا بينهما أخيراً على الزواج.
ومن الروايات التي تحتل فيها الأنثى مكاناً أولاً بجوار الشخصية الأولى رواية (الغيمة الباكية) لعبد الله عيسى السلامة، و(الثائر الأحمر)، و ( وا إسلاماه) لعلي أحمد باكثير، و(الإعصار والمئذنة) للدكتور عماد الدين خليل. ومثل هذه الروايات تعكس صورة الأنثى في الأدب الإسلامي واقعاً وطموحاً على حدّ سواء، كما تعكسها الروايات التي تأتي فيها بأدوار ثانوية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد