ذات مساء مفعم بالحيوية
مليء بالأنس والسرور
قومي فقد دنت سويعات الوداع
ذات مساء مفعم بالحيوية
مليء بالأنس والسرور.. مترع بالراحة والاطمئنان
كانت الساعة تمضي وكأنها ثانية
أقلب فيها صفحات من ذكريات الماضي
وأرسم في ضوء القمر نقوشاً على فضاء المستقبل
جميلة كانت تلك الساعات العذبة
حين يجد الإنسان نفسه.. بعد جهد وعناء وبحث
وهل يضيع المرء نفسه؟؟!!
نعم حين تغوص في لجج المادة.. وتغدو بلا روح
بلا ضمير يتحرك.. بلا شعور يثور
غير أن تلك الساعات التي عشتها مع نفسي
جعلتني أحس جزماً أن النفس تتوه في فضاءات الحياة
حتى يصعب على الإنسان الوصول إليها
بل ربما مل البحث فعاش مكتئباً من غير إحساس
شارداً من غير ملجأ
في تلك الأجواء النفسية الرائعة
تقافز إلى ذهني العديد من المشروعات والبرامج والخطط
أعترف أن بعضها من المستحيلات
وبعضها لا تبعد عن المستحيلات
والبعض الآخر من رابع المستحيلات
ولكن النفس حين تأخذ راحتها هكذا تفعل
أو هكذا تفكر
ما أجمل الخيال.. لعل هذا السر هو الذي جعل الشعر
قريباً من النفوس.. محبباً إلى الطبائع
إذ الخيال يلعب دوراً بارزاً في جماله ورونقه
أعود إلى نفسي الحالمة.. فهي غريقة في بحر التخيلات
قررت أن أحاسبها هذه المرة
قررت أن أقسو عليها قليلاً.. وأطبق عليها قول القائل:
(فليقسُ أحياناً على من يرحم)
وبختها قائلاً: ويحك أيتها الساهية!!
لماذا كل هذه الغفلة عن ذاتك وعما ينفعك في العاجل والآجل؟؟
ولماذا كل هذا الدوران في الشرق والغرب
والجري وراء السراب؟؟؟
أما علمت أن يوماً ما سينتظرك لو علمت أهواله
وتذكرت غصص فواجعه ما استقر حالك
ولما فكرت في دنيا المتاعب التي إن أضحكت أبكت
وإن أعطت منعت.. وإن سرت أحزنت
إنه يوم مماتك!!!
وانتقالك إلى حياة البرزخ والآخرة
يوم خروج الروح.. ودخول القبر
هلا فكرت كيف سيكون حالك في ذلك اليوم العصيب
وأنت تنعمين في هذه الساعة الخالية من المكدرات
الصافية من الآفات
تذكري يوم تجتمع عليك الهموم والفواجع
وتنتابك الآلام والنوازل.. أين ستهربين؟؟ وكيف تتخلصين؟؟
إن لحظة واحدة من هم وكرب تلك الساعة
حقيقة أن نسخر كل الأوقات والدقائق من أجلها
وأن نعمل بحزم وعزم حتى توافينا تلك اللحظة
ونحن في طاعة وعبادة وقربة
لأن الباري سبحانة فرق بين الفريقين: بين العصاة والصالحين فقال:
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات
سواءً محياهم ومماتهم؟؟...... ساء ما يحكمون.
كلا لن يكونوا سواء
فهيا أيتها النفس.. اجعلي هذه الساعة الجميلة مزدانة بالاستغفار
مزينة بركعتين خالصتين لله
واجعلي هذه اللحظات سلّماً إلى رضا الخالق - سبحانه -
وارفعي التقوى شراعاً.. يلوح كالشعاع
فقد دنت سويعات الوداع..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد