عندما تتحدث النساء المسترجلات عن قضايا المرأة العربية المعاصرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نوال السعداوي تهزأ بالقرآن، وفريدة النقاش تتحدى المحجبات

 

عندنا في لبنان يطلقون على المرأة المسترجلة التي تخانق الجيران وترفع صوتها في الطرقات بأنها\"مشلفة\" وفي مصر يلقبونها بـ\"شيخ الغفر\" لإمعانها في الخشونة والصفات الذكورية.

تذكرت هذه المواصفات ورأيتها تنطبق على أكثر من امرأة استحضرتها وسائل إعلامنا المرئية كلما فتح النقاش حول قضية من قضايا المرأة...

فمنذ أسابيع وفي برنامج \" للنساء فقط \" الذي يبث من محطة \" الجزيرة \"، تساءل العديد من المشاهدين عن سبب دعوة المسترجلة المشلفة نوال السعداوي لإبداء رأيها في قضية نسائية، وهي التي تقر جهارا نهارا بأنها تكره نفسها لأنها أنثى وتعيش مع رجل دون وثيقة زواج، ولها مفاهيمها الحاقدة نحو الدين والقرآن والشريعة، وتنصحنا بأن نغير بعض الآيات التي تخص المرأة، وراحت تنعق وتزعق وتنهق بطريقة هستيرية لافتة لا تتوافق مع ما تدعيه من موضوعية كونها طبيبة ومؤلفة وروائية، ولكن على ما يبدو فإن لسن اليأس عند أمثال هؤلاء المشلفات تأثيره السلبي على أعصابهن مما يدفعهن أحيانا إلى العصبية والنرفزة وإطلاق التهم والأباطيل ضد كل ما يرد في شريعتنا وكتابنا، شفاها الله، ولا نعتقد أنها في منأى عن دخول مصح نفسي أو مستشفى للمجانين بعد حين.. ولا ندري لماذا تتفصح محطة \" الجزيرة \" القطرية باستدعاء أمثال هؤلاء المشلفات المسترجلات كلما كان هناك حوار مع رأي الدين في إحدى قضايا المرأة، فهل من الضروري أن يشتم المشاهدون \" الجزيرة \" وأصحاب الجزيرة على هذا النوع من الضيوف الذين لم يعود مرغوبين في حياتنا العامة، وصاروا طي النسيان ولا قيمة علمية وفكرية لهم، اللهم سوى ترداد بعض التفاهات الحاقدة ضد كل ما هو ديني. ونحن لسنا ضد أي حوار يلتزم الأدب واحترام الآخر، وإنما غير مستعدين لسماع كلام مجانين أو شتائم مشلفات مسترجلات تحت ذريعة أنهن يمثلن الرأي الآخر في قضية ما… ولا ندري ما هي الحكمة من هذا الرأي الآخر المنحرف والشاذ؟.

 

ومشلفة أخرى كانت ضيف برنامج \"الحدث\" الذي تعده شذا عمر في \"الـ بي سي\" عن القانون الفرنسي لمنع ارتداء الحجاب في المعاهد والمدارس والجامعات الفرنسية وأماكن العمل الرسمية، فتطل المسترجلة فريدة النقاش كأنها أطلقت من وكر ذئاب وراحت تزعق بوقاحة وهي تقول \"لا لن أرتدي الحجاب أبدا، ولن يجبرني أحد على ذلك\" وذلك بوجود ضيف آخر هو فرنسي يضحك بخبث وشماتة كلما تكرر \" لا لن أضع الحجاب على رأسي أبدا وكأني بالمشاهدين يقولون لها \"عمرك ما تحطي الحجاب، وبالناقص\"

واللافت في هذه الحلقة حضور السيدة الداعية الدكتورة الفقيهة عبلة الكحلاوي المضمخة بالأدب والهدوء والحنان والدعة والرقة وهي تدعو لتلك المشلفة المسترجلة بالهداية، وتهدىء لها من روعها وتخاطبها بأناقة ودفء وود بأن الأمر لا يحتاج لمثل هذا الانفعال غير المبرر، ونحن لا نجبر أحدا على ارتداء الحجاب، ولكن المشكلة أنهم يريدون إجبارنا على خلعه، فهل هذه هي الديمقراطية التي تتشدقون بها، وهل هذه هي الحرية الشخصية التي تتبجحون بالترويج لها والتي تقف عند حرية المرأة المسلمة؟

بصراحة، لقد بتنا نشك بنوايا معظم معدي البرامج التي تتناول قضايا المرأة حيث لا نرى في المقلب الآخر سوى المشلفات المسترجلات قليلات التهذيب والاحترام واللواتي يفرغن حقدهن وسمومهن نحو المرأة المسلمة ونحو الشريعة الربانية، وكأن الموضوع أو الحلقة لا يمكن أن تنجح إلا إذا تمت استضافة عميلات العولمة والفكر المنحل، وداعيات التغريب والانسلاخ عن قيمنا ومفاهيمنا وتراثنا وحضارتنا.

 

لقد تناست هؤلاء المشلفات المأجورات كل قضايا المرأة العربية المجاهدة في فلسطين والعراق وما تتعرض له أمهاتنا ونساؤنا من قهر وإذلال وطرد من المنازل واحتجاز على المعابر واستشهاد أبنائهن وأزواجهن، ولم يتحمسن سوى لقضية الحجاب واعتباره مشكلة المشاكل لدى المرأة العربية المسلمة.

فهل تسمحون لي أيها الأخوة القراء بأن أندد بكل من يفسح في محطاته التليفزيونية للترويج لكل فكر معاد لهذا الدين؟

وماذا عن أولئك الأثرياء العرب الذين يسهمون بأموالهم ورصيدهم لدعم مثل هذه المحطات المشبوهة والبرامج الموبوءة والإعلاميين العملاء ويتجاهلون الأوادم؟.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply