يا أمتي ! كم من دماء قد صببت !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا أمَّتي! كم مِن دِماءٍ, قَد صَبَبـ ***ـتِ وَمِن صريعٍ, في الدَّيارِ مُجدَّل

 

كم جُدتِ بالكفّ السخيّ على ميا *** دين النِّزالِ وجمعِها؟! لَم تَبخَلي

 

قد جُدتِ بالمالِ الوفيرِ وَبالدّمـا *** ءِ بكلِّ غُصنٍ, مِن شبابِكِ مخضَلِ

 

كم من نسائِك قَد خَلَعنَ قلائـداً *** زانَت وَجُدنَ بكلّ غالٍ, مِن حِلـيَ

 

وطفولة هَبَّت تَواثَبُ في الحمى *** وَثبـاً إلى الميـدانِ لم تَتَمَهَّـلِ

 

جَعَلوا مِنَ الحجَرِ الأَصمِّ مَلاحِماً *** دَوَّت! وَمِن عَزمٍ, هُدى المتأمِّـلِ

 

فكأَنَّه العملاقُ هَبَّ و دُونَه الـ *** أَقزامُ في هَلَـعٍ, وطـول تَمَلمُـلِ

 

يا أُمّتي! مَهلاً! بَذَلتِ مَعَ السِّنيـ *** ـنَ تطولُ! أينَ جَنى العطاءِ المجزِلِ

 

 

يا أُمَّتي! لِمَ، بَعد بَذلِكِ، لم نَجد *** إلا الهَزائِمَ؟! هَل وقفتِ لتسألي؟!

 

يا أُمّتي طالَ المدى! عظَمُ البَلا *** وَعَلا نَشيُـدُ القاعِـد المتقـوّلِ

 

كم مَهرجَانٍ, صاخِبٍ, متمـوِّج؟! *** كم نَدوة؟! كم مُلتَقىً؟! كم محفِل؟!

 

هلا وقَفتِ لتسألي سَبَبَ الهـزا *** ئم والقوارِع؟! فانظُري وتَأمَّلي!

 

كم حَوّلوا بِالوَهم كُلَّ هَزِيمَـةٍ, *** نَصراً وَزانوا مِن ربىً أو منـزِلِ

 

أخفَوا أَسالِيب الجَريمَةِ! ويحَهم *** مَهما يَطُـل مَكـرٌ لهم لا يَنطـلِ

 

واللهُ يَشهدُ وهـوَ خَيرٌ شاهـداً *** مَكـرَ الشَّقيِّ وَفتنَـةَ المتحيّـلِ

 

نُزِعَت مهابَتُنا وفُـلَّ سِلاحُنـا *** وَهَوت صُروحُ المجدِ حُطَّت مِن عَلِ

 

وتَفَّرقَت تلكَ القُلـوبُ ومُزِّقَـت *** تِلكَ الصٌّفـوفُ وتاه كلٌّ مؤَمِّـلِ

 

لا يُرتجى نَصرٌ وأمرُ المسلميـ *** نَ مُشتّتٌ في غـفـوةٍ, و تَعَلٌّـلِ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply