بسم الله الرحمن الرحيم
84- اسم الكتاب: الدعوة والدعاة في الإسلام.
المؤلف: الأديب الدكتور مصطفى صادق الرافعي.
المولد: مصر.
د- مصطفى صادق الرافعي..الذي سار بنا في \"وحي القلم\" منبأً بأديبٍ, رفيع..صاحب لغة سامية..تتجلى من قلمه روعة البلاغة.. بألطف عبارة.. رحم الله الرافعي.. صاحب التصانيف الكثيرة البديعة..
وأثناء تجوالي بين كتبه.. وجدت كتاباً يدور حول ما أُحبه وأعشقه.. إنها فاكهة القارئ، وأُنس المتابع، وقدوة الباحث، وحكاية الزمان.. إنه ما قال عنه الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - - تعالى -: \"إن السير أحب إلينا من كثير من الفقه\".. فالسير مدرسة الفقه.. وعلم التاريخ.. وتجارب الحياة.. وحكاية الزمان.. والحكايات التاريخية.. عهدتها على الرواة.. ما لم يتهم.. وهكذا تجلت ريشة أديبنا الرافعي لترسم الحديقة الغناء.. في كتابه الرائع [الدعوة والدعـاة في الإســلام].. واختار عدد من الدعاة والعلماء.. ومنهم الإمام المجدد..
والسبب لتأليف هذا الكتاب: (فمن أجل حركة توعية رائدة، ومن أجل تجهيز دعاة إسلاميين ذوي جدارة وأهلية، لمواجهة النكبات التي تتوالى على الإسلام والمسلمين منذ أكثر من خمسة قرون، أقدم هذه العجالة عن بعض الدعاة السابقين المؤهلين \"رجال الإسلام\" عسى أن يكون فيها بعض ما ينير الظلمات التي تكتنف حياتنا، وتلف مجتمعاتنا، وعسى أن تنشأ بوادر انتفاضة صحيحة تقوّم الاعوجاج، وتزيح أستار الضلالة، وتدفع بعربة الإسلام في طريق المجد والتقدم).
ومن القدوات لأبناء هذا الجيل إمام الدعوة السلفية المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - - تعالى - ولنقف مع أديبنا د- مصطفى صادق الرافعي والإمام محمد بن عبد الوهاب.. حيث قال:
(الدعوة السلفية: عاش الشرق الإسلامي زهاء خمسة قرون من عمر الزمن، ينعم في بحبوحة ونعيم، وحضارة وارفة الظلال، بفضل نور الإسلام الوهاج الذي عمّم خيراته على كل أرض، ونشر هدايته لكل قبيل.
بعدها اعتراه الوهن والضعف، فمر في عهود سوداء، وحاقت به ظلمات حالكة، فتقلصت هداية الإسلام عن أرضه أو أوشكت، وأصبح تراث المسلمين نهباً مقسماً بين شذاذ الأمم، وذئبان الشعوب، يستغلون علومه ويستأكلون حضارته، فسيطر على بلاده الغربيون، فأذاقوها من العذاب أقسـاه، ومن الألم أشده، حتى انحدرت بلاد المسلمين إلى هوة عميقة من الضعف والتخلف والانحطاط.
ثم ما إن أطلّ القرن الثامن عشر، حتى انطلقت صيحة واعية مؤمنة من قلب الجزيرة العربية، تهيب بالمسلمين أن يتحرروا من الشوائب التي اعترت عقائدهم، والخرافات والأباطيل التي شوّهت دينهم، وأن يعودوا في جميع شؤون حياتهم إلى ما كان عليه حال السابقين الأولى من أسلافهم.
وكان مرسل هذه الصيحة، الداعي إلى الله على بصيرة القائد الفذّ، محمد بن عبد الوهاب، وإليه تنسب \"الحركة السلفية\" التي دعت إلى إصلاح النفوس، واستعادة مجد الإسلام، فظهرت بظهورها تباشير صبح جديد، فيه كل معاني الصباح، من نور وضياء، وإشراق ولألاء، فأيقظ المسلمين من سباتهم العميق الذي رزخوا تحت وطأته حقباً طويلة من الزمن).
ثم فتح فصلاً لذكر نسبه ونشأته العلمية وشيوخه ورحلاته العلمية
ومما قال: (تلقى محمد بن عبد الوهاب علومه في دمشق، وتشرّب مبادئ الإمام الحافظ حجة الإسـلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، وابن عدوة الحنبلي وغيرهم من فحول الحنابلة. ثم رحل إلى بغداد والبصرة والإحسـاء والمدينة والمنورة. وهناك أزداد رياً من موارد المذهب الحنبلي، وأخذ يفكر في إعادة الإسـلام إلى نقاوته الأولى، عقيدة الصحابة والتابعين. وكان منذ نعومة أظفاره، حادّ الذكاء سريع الفهم والحفظ).
وقال: (وقد أنكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور والاستغاثة بغير الله، إلى ما هنالك من بدع وخرافات، مما جعله من باب الشرك، واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية).
وقال: (لا يظن أنه أورد شيئاً جديداً عما أورده ابن تيمية).
وقال: (ومما تجدر الإشارة إليه أن أنصار الشيخ محمد بن عبد الوهاب أطلقوا على أنفسهم اسم \"السلفيون\" أو المحمديون نسبة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -. أما اسم \"الوهابيون\" فقد أطلقه عليهم أعداؤهم لتنفير الناس عنهم والإيهام بأنهم يسعون لإيجاد مذهب خامس يخالف المذاهب الإسلامية الأربعة. إلا أن أنصار الشيخ محمد بن عبد الوهاب اشتهروا باسم \"الوهابيون\" وسميت حركتهم بالوهابية، التي استبعدتها من هذه الدراسة وجعلت مكانها كلمة \"السلفية\" التي عرفت به منذ قيامها).
ثم عقد فصلاً تحت عنوان [أهــداف السلفيـــــة]
وقال: (إذن، فإن هدف الحركة السلفية الديني، هو كما أسلفت، العودة بالمسلمين إلى ينابيع الإسلام الأولى).
وشهد إذا صح الحديث بأن الإمام هو مجدد القرن الذي عاشه: (وإذا صح الحديث: ((إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها)) فإنني لا أشك في أن محمد بن عبد الوهاب المولود في مطلع القرن السابع عشر الميلادي هو أحد المعنيين في هذا الحديث النبوي الشريف).
ويشهد على ذلك العصر المظلم حتى أشرقت الدنيا من جديد على يد المجدد: (ذلك أن الانحطاط الخلقي في ذلك العصر، والانحلال الديني، إلى جانب الاضطراب الشامل في مختلف نواحي الحياة، وفوق هذا وذاك رجال الدين الرسمي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد