رحيق العفو في رمضان

رمـضـان هـلَّ فـزانَ دنـيانا *** فـانـثُـر رذاذ الـنٌّـورِ ألوانا

وتـنـسَّـمِ الأشواقَ مِن نفحاتِه *** وارشـف رحـيـقَ العفو غفرانا

واسـفـح دموع القَلب سفحَ تذلٌّلٍ, *** تـرجـعـك بـعد الوجد جذلانا

وسـل الـغَفُور جنان عدن خاشعا *** مـتـحـرِّقـا لـلـوصل ندمانا

***

رمـضـانُ قبَّلَ مُهجتي فتأوّهَت *** ولـهـانـةً لاقـتـهُ ولـهـانا

وتـهدَّجت مِنِّي الضلوع وسبَّحت *** بــتـذلـلِ تـزداد إيـمـانـا

وزنـابِـقُ التَّقوى يفوح عبيرها *** فـي روضـةٍ, الإيـمانِ إحسانا

وحـبـا فـؤادي في بساط يقينه *** مـتـضـرِّعـا بـالوجد نشوانَا

وسـجَـا يـقِيني ثـمَّ مَارَ أوارهُ *** مُـتـسَـربِـلا بـالـنٌّورِ ريَّانا

وتـلألأت روحِـي كـأنِّي سابحٌ *** والـكـونُ مـدَّ الـنٌّـورَ شُطآنا

واخـضوضرت فيَّ الأماني بهجة *** وتـضَـوَّعَـت طـيـبا وريحانا

وتـنسمت صفو الرضا فتقطَّرت *** نـبـعـا نـديّـا فـاض قـرآنا

وسكبتُ وجدي في صفاء تضرعي *** فَـتَـرقـرقَ الـتَّـحنَانُ وازدَانا

وهـمَت دموع الحبِّ ذاب حنينها *** تـجـلـو الـدٌّجى وتزيل ما رانا

يـا شوق روحي للجنان ورَوحها *** ولـوجـه ربِّـي يـوم لـقـيانا