يا من قرأتِ تداعيَ الأركــانِ *** وتركتِ روحي في دجى الكتمانِ
يا من قصمتِ القلب حين دخوله *** محرابَ عطرك واستبيتِ لسـاني
حاصرتِ كل مدائني وحرائقـي *** وبنيتِ جمهورية الأحـــزان
ورسمتني درباً يخـالف بعضَــه *** وجعلتني حكراً على الذوبـان
وهزَزتِ نخـلَ كـآبتي فتساقطت *** رُطبُ الفراق على لقاءٍ, فــان
إني رسمتُكِ فوق سطرٍ, شــاهقٍ, *** وإذا بصوتك حاملاً نسيــاني
وعلى جبال الصمت خطّ حكايتي *** وعلى الحريق وفوق ليل هـوان
يا مـَن رأى عسل التلاقي فرصة *** ومضى بشهد الروح ثم رمانـي
ورأى بأن البُعد يأكل عمــره *** كالنار تأكـل فلذة العصيــان
ورأى بأن العمر يفني بعضــه *** وأتى ليثبت أننـا صنـــوان
أني الذي لا أستطيع فراقـــه *** ولئن بدا فلأنــه أفنـــاني
هل تحسبين بأنني لا أكتــوي *** إلا بنـار الفقد والهجـــران
أو تعلمين بأن صدّكِ صــاعدٌ *** نحوي وينحتُ في الأسى عنواني
ونظامُ قلبي في يديك يذيقنــي *** مرّ انقلاب الفكر في بنيــاني
قسماً بربّ الكون لستُ متيّماً *** إلا لأنك كنتِ بعض معــاني
هل تستطيع حرائقي أن تحتسـي *** صفو الحياة و نعمة النسيــان
يـا من سلبتِ الروح أين دفنتها *** هل من لقـاءٍ, في ذرى الأوطان
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد