في 22/4/2004م أقدم المجرم شارون على اغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين بثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ بعد خروجه من صلاة الفجر على أبواب المسجد..فكان استشهاده - يرحمه الله - شهادة على العالمين..
شهادة على أحفاد القردة من المغتصبين الحاقدين، وأوليائهم من الصليبيين المتصهينين.
وشهادة على تخاذل القاعدين المتخاذلين والخانعين المتبلدين وهوانهم..
وشهادة على استحالة السلام مع الصهاينة المحتلين..
وشهادة للمجاهدين المرابطين القابضين على الجمر في أكناف بيت المقدس..
ولئن كانت حياة الشيخ المبارك مصدر إلهام وعظة وعبرة فلقد كان موته أكبر واعظٍ, ومنبّه حضاري، كما قال الأول: (لأنت اليوم أوعظ منك حياً) ولعل الدم الزكي المهراق يكون فاتحة جهاد واستشهاد.. ونصر مبين إن شاء الله.
هم صيّروا أشلاءَه أجزاء *** فتمازجت بالتُرب والحصباء
فتدحرجت عجلى تحنّ إلى الثرى *** وتقبّلُ الزيتون والغبراء
ركزوك في أرض الرباط منارةً *** فتضوّعت من عرفك الأرجاء
المجرمون الحاقدون على الملا *** الراضعون الجُبن والشحناء
ومضيت للرحمن حامل دعوةٍ, *** فذّاً عظيم الهمّ صنو وفاء
أسدٌ قعيدٌ رمزُ كل مروءةٍ, *** إيهاً لها من همةٍ, قعساء!
يا أحمد الياسين يا نِضو التّقى *** من نور وجهك تستضيء ذُكاء
قد كنت في الدنيا مِثالاً للفدا *** صبراً وتصديقاً، حليف إباء
لله أنت فكم صبرت على قذىً *** وسموت فوق القيد والإغواء
فرأى بك الإخوانُ صالحَ أسوةٍ, *** والصّحبُ والأجيالُ والأبناء
أخليفة القسّام نلتَ شهادةً *** قد عشتَ ترجوها صباح مساء
قد ساقها لك عُصبةٌ مجنونةٌ *** إذ بيّتوا للفعلة النكراء
شارونُ والموفازُ كادوا ما دروا *** أن الدماء تجرّ سيل دماء
فتسابق الأوغادُ في عدوانهم *** واستبشر العُملاء والحقراء
عجباً لهم يستبشرون لموته *** أنّى وقد قعدت به الأعضاء!
لكن روحاً في ثنا حيزومه *** أقوى من الجبروت والإغراء
دمُك الزكيّ هناك لعنةُ آثمٍ, *** تستنهض الموتى مع الأحياء
تدعو تنادي أيّ فارس بهمة؟ *** يُعلي لأخذِ الثأرِ فيك لِواء
إن كان في هذي الجموع مروءةٌ *** أو ثم في ماءِ الوجوه حياء
سخطت لمقتله شعوبٌ فجعت *** فتدافعت تنعى على الجبناء
ضجّ الخلائق من حماقة أرعن *** ساءَ الملائكَ والمليك سواء
يوماً سيلقى الآثمون مصيرهم *** وتُنظف الدنيا من الرّقعاء
ما كنتُ أرثي عالماً في حجمه *** الحقّ أولى بالرثا الزعماء
الجالسون على كراسي شِقوةٍ, *** متدثري أطمار الاستخذاء
أمّن أعاد ومن أفاد ومن سعى *** ودعا وحض، وقام في الظلماء
ما عاقه عجزٌ ولا سقمٌ ولا *** قيدٌ دهاه وما شكا إعياء
كرسيّه والشيخ في صهواته *** فضح الكراسي الرّاعدات خَواء
ما راعَ راعي السّلم هاتي فِعلة *** ونحا بلائمةٍ, على الضعفاء
فالشيخ إرهابي وحوله فتية *** يستهدفون عصائب الغرباء!
عجباً لها من نخبةٍ, مغبونةٍ, *** باتت تصدّق منطق الخبثاء
شارون يمضي جرمُه والبوش ينـ (م) *** ـصحنا بضبط النفس ذاك هُراء
ويردٌّ بالفيتو الإدانة وهي لا *** تشفي صدوراً أو تقوم عزاء
ما زال بعضهمُ يُصدّقُ هرطقات(م) *** السلم يسعى باليد البيضاء
عبثاً يحاول أن يُخادع نفسه *** فأصمّ أذناً عن جليل نداء
لا سلم إلا أن تحررَ قُدسُنا *** أو تغرقَ الأرضُ السليب دماء
يا شيخنا المغدور لن نأسى فقد *** علمتنا بشموخكم معنى الإباء
فلقد نصرت الدين غير مُتعتع *** وسبقت في المِضمار كلّ عداء
فارقد قرير العين ناعمَ عيشةٍ, *** جادت رُفاتَك في الثرى الأنداء
فلنحن أبناءٌ وصحبٌ إخوةٌ *** سنجرّع الباغي كؤوس شقاء
نمضي على سنن الجهاد شوامخاً *** أعتى من السيف الخذام مضاء
ما لم يَعُد للقدس سابقُ عزّه *** وتُدقٌّ منبرَه يدٌ حمراء!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد