أُثـنـي عليكَ وأنتَ أهلُ ثَنائي *** ولـديـنـكَ الحقّ المبين وَلائي
ولـصُحبةٍ, أكرم بهم من صحبةٍ, *** أبـطـال مـلحمةٍ,، نجوم سماءِ
لـولا هُداك لما استبانَ لنا هدى *** ولـظـلّت الأبصارُ في عمياءِ
فـأزحتَ عنها للضلالِ سحائباً *** حـجـبت نقاءَ الفطرةِ البيضاءِ
وأغـاثنا الرحمنُ بالوحي الذي *** هـلّـت أوائـلُـهُ بغار حِراءِ
خـيرُ البريةِ قولُهُ الفصلُ الذي *** أعـيـا وأعـجزَ أبلغَ الفصحاءِ
داوى الـنفوسَ بحكمةٍ, وفضيلةٍ, *** وبـنـى على التوحيدِ خيرَ بناءِ
أخـلاقُهُ القرآنُ فانظر هل ترى *** شَـبَـهـاً لها في سيرةِ العُظماءِ
يـعـفو ويصفحُ لا يُجازي سيّئاً *** بـالـسوءِ، حاشاهُ من الأسواءِ
وإذا الـفوارسُ أحجمت، فمقدّمٌ *** يحمي الحِمى، ويُجيبُ كلَّ نداءِ
فـرسـولُنا ليثُ المعاركِ، أوّلٌ *** عـنـدَ اللقاءِ، وفي اشتداد بلاءِ
ويـداهُ كـالغيثِ العميم إذا همى *** كـالـريـح مرسلةً كبردِ الماءِ
يُـعـطي عطاءَ الواثقين بربهم *** مـن غـيرِ ما فخرٍ, ولا خُيلاءِ
قـد عـلّـم الناسَ الكرامَ بجودهِ *** كـرمَ الـنفوسِ، وهمّةَ الكرماءِ
وطَوى على جوعٍ, يعلّمُ من طَوى *** صـبـرَ العفيف، وعفّة الفقراءِ
لـو شاءَ كانت أرضُهُ من فضةٍ, *** ومـنَ الجواهرِ لا منَ الحَصباءِ
وبـيـوتُـهُ ذهـباً يشعٌّ نضارةً *** ومـسـاكـناً تُكسى عظيمَ ثَراءِ
لـم تغرهِ الدنيا، وقد خضعت له *** فـبـدينه استعلى على الإغراء
يـا رحـمةَ الرحمنِ يا أملاً بدا *** مـن بـعـدِ نـائبةٍ, وليل شقاءِ
بـكَ ربّنا فتحَ القلوبَ فأبصرت *** وأزال وقـرَ مـسـامع صمّاءِ
صـلـى عليكَ اللهُ ما قلبٌ هَفا *** نـحـوَ الـحجاز لطيبةَ الغرّاءِ
فـلأنـتَ أحمدُ والحبيبُ محمدٌ *** ومـقـامُك المحمودُ في العلياءِ
مـا قـلتُ فيكَ مُبالغاً أو مُطرياً *** حـاشاكَ من زيفٍ, ومن إطراءِ
إلا كـمـا قـال الإلـهُ، فعبدُهُ *** ورسـولُـهُ أهـلٌ لـكـلِّ ثَناءِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد