طبائع الاستبداد .. !


 بسم الله الرحمن الرحيم

قال - تعالى -: (ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء).

الطغيان هو الطغيان في كل زمان ومكان..

والطاغوت هو ذلك المستبد الجائر.. يرى نفسه فوق كل شيء.. يعرف كل شيء.. يقمع من حوله.. يُبدد أموال الأمة بلا طائل.. وهو عبد ذاته إذا استشعر التهديد سلّم البلاد والعتاد

توعد للأعادي أن يكيدا * * * يكون أمامهم صلباً عنيدا

 

فشنّ عليهمُ حرباً كلاماً * * * شعاراتٍ,، سفاهاتٍ, وعيدا

 

بلا قصد ولا فقه صحيح * * * مزايدة، ولن تلقى مزيدا

 

جعاجع ثائر وقِراع ثور * * * أتعجب أن ترى ثوراً عقيدا!

 

ظنناه على الأعداء سيفاً * * * يكون مراغماً عضباً حديدا

 

ظنناه لأهل الحق يوري * * * فكان لنارهم زنداً صلودا

 

فقتل واستباح بغير حقٍ, * * * وأظهر للملا وجهاً جليدا

 

وأثخن في عباد الله بطشاً * * * وشتت في بلاد الله صيدا

 

بلا ذنب ولا جرمٍ, جنوه * * * سوى أن صدّقوا رباً وحيدا

 

ظنون مُخبّلٍ, صرعات طاغ * * * يرى من حوله أضحوا عبيدا

 

يصعّر خدّه كِبراً ويهذي * * * يرى في النفس فرعوناً مريدا

 

فعربد في السما والبرّ خطفاً * * * وأسرف في الدّما سرفاً شديدا

 

ولم يسمع لنصح أو لقدحٍ, * * * وطاش بحمقه يبغي مزيدا

 

وتعجز أن تفسّر فيه أمراً * * * وتألو أن تخال له حدودا

 

مضى في عسفه ردحاً طويلاً * * * وقد أعيا المراقب والمُعيدا

 

تخبّط أخرق، وعُتو باغ * * * شهوراً بل سنيناً أو عُقودا

 

إلى أن زال سِتر الله عنه * * * وأبصارٌ لنا عادت حديدا

 

فأنفق ملخزينة ذخر شعبٍ, * * * وأسلم عُدة، وألان جيدا

 

وأظهر للعِدا خسفاً وهوناً * * * وإذعاناً وتمريغاً أكيدا

 

لبوش واليهود يهيل مدحاً * * * ويرفع للأعادي البنودا

 

يُبرئ جمعهم من كل جرم * * * يعيب على الأعاريب الصدودا!

 

تشاهده تحيط به نساءٌ * * * مهمتهن يحرسن العقيدا

 

ألا تأسى على أحوال قوم * * * بفقه زعيمهم صاروا عبيدا

 

إذا ملك الزعيم زمام قوم * * * وكان كما ترى وغداً بليدا

 

فقل ما شئت عنه ولا تكني * * * أسودُ الأمس قد مُسخت قرودا؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply