ألقى الحسامَ وقال: أين بلائي * * * ورمى الجواد فهام في البيداء
ورنا إلى الدرع الممزق حسرة * * * من بعد طول تكبد وعناء
ومضى يجوب الليل ينشد نجمه * * * شكوى فؤاد مغرق بدماء
شـكـوى فؤاد بات خفق وجيبه * * * يـصلي السماء ولا صدى لنداء
ربـاه أرسـلـهـا نـداء من دم * * * حـظـي الثرى من فيضه بهناء
فـتـحوا له كل المنافذ فاكتست * * * مـن لـونـه حُللاً ربى الفيحاء
ربـاه أين الأرض؟ راحت منحة * * * رغـمـي ورغم مشيئتي وإبائي
ربـاه أيـن الـقدس؟ زفت غادة * * * عـزفت لحون العرس من سيناء
ربـاه أيـن العرب؟ أين الصيد؟ * * * أيـن الـشم؟ أين جحافل الهيجاء
ربـاه قـد بُـحَّ الـنداء ولم أجد * * * مـن بين قومي من يجيب ندائي
أغـدوا جـماداً مات في أعماقهم * * * روح الإبـاء ونـخـوة العظماء
يـا هـذه الأجـيال تلك فجيعتي * * * عـرض الـزمان فصولها بجلاء
بـفـجيعتي غنى القريض مقيداً * * * وانـسـاب حراً روعة الشعراء
بـفـجـيعتي صدح البيان مرتلاً * * * فـوق الـمـنـابـر آية البلغاء
بـفجيعتي اهتدت العروبة لاسمها * * * وبـهـا الـمحافل رددت أسمائي
فـفـجيعتي قصب السباق لكاتب * * * ولـشـاعـر ولـسـاسة زعماء
الـكـل حـقق ما أراد من المنى * * * ورجـعت وحدي أرتدي بشقائي
ووجدت نفسي ضائعاً لا بيت لي * * * غـيـر الـخيام الباليات إزائي
وعـثـرت بـابني تائهاً فسألته: * * * أين المبيت؟ أجاب: في الصحراء
بـاسـم العروبة قُطّعت أحشائي * * * واسـم الأخـوة فُـرّقت أشلائي
وبـاسـمها فتحت كهوف جوفها * * * لـتـضم في غسق الدجى أبنائي
الـشـارديـن فـلا كيان يلمهم * * * والـحـامـلـيـن هزيمة الآباء
والـضـائـعـين بكل قطر ثلة * * * لـبـني العمومة ضيعة البؤساء
والـهـاتـفـين بكل حفل علهم * * * يـصـلون للوطن القريب النائي
لا يـرجع الوطن السليب بخطبة * * * ومـقـالـة وقـصـيدة عصماء
أو ثـورة هـدارة مـحـمـومة * * * عـبـر الأثير تذاع في الأجواء
لـكـن بفيض الدم يكتسح الخنا * * * بـعـزيـمـة وعـقيدة سمحاء
رفـع الـحسام وقال أنت دوائي * * * وعـلا الـجـواد بهمة ومضاء
وجرى يشق الأرض يجتث الأذى * * * ويـصـبـه حمماً على الأعداء
ويـعـبـد الدرب الرهيب لمارد * * * فـيـدكّ دكـاً دولـة الـلـقطاء
ويـزيـل عاراً لطخت قسراً به * * * غـر الـجـبـاه لأمـةٍ, غـراء
ويـمـزق الأفعى ويحطم رأسها * * * ويـطـيـح بالأشلاء عبر فضاء
ويـطـل لـلقدس الجليل هلاله * * * ويـسـجـل التاريخ: عاد فدائي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد