مع التراب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ثَـوى فـيـكَ الأحبةُ يا حبيبُ *** وقـد يـؤذي الثّواءُ وقد يَطيب

 

ثـوى فـيك الأحبةُ واستراحوا *** ونـحـنُ لـقىً تقاذفُهُ الدروب

 

أتـعـرفُ كيف تحترقُ المآقي *** وتـطـفـرُ من مخابئها القلوب

 

أتـعـرفُ كيف تنتحرُ المعاني *** ويخنقُ زَهَرهُ الروضُ الخصيب

 

أتـعـرفُ يا حبيبُ ديارَ سعدى *** ألـم تـأكـل بـشاشَتَها الندوب

 

أتـعرف فتيةً في الضوء ذابوا *** وفـي نـار الجَوى كبدي تذوب

 

أتعرفُ؟ ما بكيتُ، ولستُ أبكي *** بـلـى أبكي، ويغلبني النحيب

 

بـلـى أبكي، لعلّ الدمعَ يَروي *** رفـاتَـهـمُ، فـمـنزلُهم جديب

 

بـلـى أبـكي بكاءَ أخٍ, غريب *** يـنـاشـدهُ أخـوهُ فـلا يُجيبُ

 

وجـوهٌ مـازجت قلبي وغابت *** لـديـكَ، فـأينَ عن قلبي تغيبُ

 

فـلُـمـني يا تراب، فإن تَلُمني *** تُصِب، وإذا ارعويتُ فلا أُصيب

 

أمِـنّـي أنتَ؟ أم أنا منكَ؟ كلّ *** لـهُ مـن طبعِ صاحبهِ نصيب

 

غـريباً كنتُ عنك، وكنتَ عني *** ونـحـن أحـبّةٌ، هذا عجيب!

 

غـريباً كنتُ عنك، وكان أُنسي *** لـديَّ، فضاعَ فيك، فهل يؤوب

 

شـمـوسٌ في الظهيرةِ أطفأتها *** يـدٌ سـكرى، ولملمها الغروب

 

أأوغِـلُ خـلـفها؟ غُسلت بنورٍ, *** وقـلـبـي بـعدُ تغمرُهُ الذّنوب

 

ومـا سـيـفي إذا بَرَزوا حُسامٌ *** ولا مُـهـري إذا رَكِبوا نَجيب

 

ومُـتّـكـئي من التّسويفِ بالٍ, *** وداءُ الـقـلـبِ يعرفه الطبيب 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply