ولم أعلم بأن يدي *** غداة الروع ترتعد
وبتّ اليوم منفرداً *** فلا خلُّ ولا ولد
أجيل الطرف ملتمساً *** فألقى الكل قد بعدوا
ويذهب بي حصاد الأمس *** مثل البرق يتَّقد
إلى ما كنت أنكره *** وأزعم أنه الفند
فأين الآن من زعموا *** بأني الخالد الفرد
وأني الفارس المقدا *** م والعمدان والوتد
وأني صانع الأمجاد *** وي أم أنهم جحدوا
أراني كنت منخدعاً *** على الأوهام أعتمد
فكم أمسيت منتفشاً *** كأني في الوغى الأسد
وكم أصبحت منتشياً *** لأن القوم قد سجدوا
فقلت لعلهم صدقوا *** بأني الموئل الصمد
ولولا ذاك ما هتفوا *** لِتَحي الدهر يا أحد
وكانت صيحة أخذت *** بلُبِّي والحجا شرد
فلم أعبأ بنصح أخٍ, *** ولم أنصت لمن نقدوا
ودارت بي كؤوس الطي *** ش والآثام والمضد
فلم ألمس ولم أبصر *** ولم أسمع لمن وفدوا
فيا ليت الذي بيني *** وبين الأمس مفتقد
وأمثالي وإن عظموا *** بهذي الأرض ما ولدوا
فهذي الحفرة التعسا *** ءِ في الإيذاء تجتهد
لظاها سابغ اللمسا *** ت في أنحائها الزرد
لها فَيحٌ شديد الوط *** ء في الحلقوم ينعقد
نسيت لهوله أمسي *** وضقت لفرط ما أجد
ودالت دولة الطغيا *** ن والأذناب قد رقدوا
هنا وحدي أسير القب *** ر ضاع الزهو والغَيَد
سيوفي كنت أحسبها *** تعيش الدهر تحتَصِدُ
فخانتني وما صدقت *** وكانت دائماً تعد
فأين الآن حاشيتي *** وذاك الجمع والعدد
أراهم كلهم دخلوا *** جحور الذل واختُضِدُوا
أو ارتدٌّوا على الأعقا *** ب فليجدوا الذي أجد
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد