تعريف الملأ في الفكر الإسلامي ( من صفات الملأ )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

لو عدنا إلى القرآن الكريم، وتتبعنا الآيات الكريمة، التي يتحدث الله - تعالى - فيها عن أولئك الملأ ومواقفهم من الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، لوضعنا أيدينا على مفتاح شخصية أولئك الملأ وتعرفنا على صفاتهم، وسنشير فيما يلي إلى أهم هذه الصفات، ولعلّ الحديث - فيما يأتي - عن وسائل الملأ في محاربتهم لدعوة الرسل والصَّد عنها، يعطينا ملامح أخرى لشخصية الملأ وصفاتهم أيضاً.

 

أولاً - الملأ يستكبرون في الأرض بغير الحق:  

وتلك شنشنة قديمة نعرفها من الملأ، الذين نصبوا أنفسهم دعاة للضلال والصد عن الدعوة ولمعاداة الأنبياء والكفر بهم، فقد أخذتهم، العزة بالإثم عندما بعث الله - تعالى -لهم رسلاً من البشر، يدعونهم إلى الله - تعالى- وتوحيده وعبادته، فاستنكفوا عن ذلك، وقعدوا بكل صراط يوعدون ويكذبون، ويصدون عن سبيل الله من آمن ويبغونها عوجاً، فاستحقوا - بذلك - الخلود في النار:  (إنَّ الَذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا واستَكبَرُوا عَنهَا لا تُفَتَّحُ لَهُم أَبوَابُ السَّمَاءِ ولا يَدخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وكَذَلِكَ نَجزِي المُجرِمِينَ) [الأعراف: 40].

 وقد وصف الله - تعالى -أولئك الملأ بالاستكبار، حتى أصبح ذلك وصفاً لازماً لهم، وها هي الآيات القرآنية الكريمة تحدِّثنا عن موقف أولئك الملأ من أنبيائهم، عليهم الصلاة والسلام، واستكبارهم عن اتباع الهدى:  أ - فالأشراف والسادة المستكبرون من قوم نوحٍ, - عليه السلام -، يكذِّبون نوحاً؟ لأن أتباعه من البشر، بل هم من فقراء البشر وأراذل القوم - بزعمهم - من أصحاب المهن البسيطة، كالباعة والحاكة، وغيرهم، ولذلك فالسادة المستكبرون يأنفون أن يكونوا معهم فى دعوة واحدة، وفي صف واحد يجمعهم:  (ولَقَد أَرسَلنَا نُوحاً إلَى قَومِهِ إنِّي لَكُم نَذِيرٌ مٌّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعبُدُوا إلاَّ اللَّهَ إنِّي أَخَافُ عَلَيكُم عَذَابَ يَومٍ, أَلِيمٍ, (26) فَقَالَ المَلأُ الَذِينَ كَفَرُوا مِن قَومِهِ مَا نَرَاكَ إلاَّ بَشَراً مِّثلَنَا ومَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إلاَّ الَذِينَ هُم أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأيِ ومَا نَرَى لَكُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply