فسحة الإنسانية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الـضوءُ ليلٌ..و الصباحُ مسَاءُ *** لا ثـلـجَ، لا بَـرَدٌ، و لا أنواءُ

 

الـصمتُ لاحَ على الشفاهِ مُكسَّرًا *** و كـأنَّ فـي أعـمـاقِه..أنباءُ

 

أفـنـيـتُ نظمَ الشِّعرِ في أفنانِه *** و نـظـمتُ شِعريَ إذ بَدَت أنداءُ

 

حينَ ارتسمتُ عل خيوطِ عروبتي *** بـانت خيوطُ الفجرِ، و الأضواءُ

 

و نـمَـا الربيعُ بنفسجًا بنهارِهم *** و الـلـيلُ ضاءَ سراجُه المستاءُ

 

بالحِسِّ يحيى البدرُ في بحرِ الدنا *** فـضـياؤُه.. يجري إليهِ ضياءُ

 

و دنَـا الشروقُ الغَضٌّ مِن آمالِه *** و قَـدَ اشـرقَ الكُتَّابُ و الشعَراءُ

 

يـبـنـي الطموحُ لِشِعرِنا أمجادَهُ *** فـيـطيرُ في مجدِ الطموحِ ثنَاءُ

 

و تـنـامُ فـي أيَّـامِنا مدُنُ الوفَا *** و الـحُـبٌّ قنديلٌ.. حوَاهُ وفَاءُ

 

هـذي الـقصائدُ صيفُنا و شتاؤُنا *** و ربـيـعُـنا و خريفُنا المستاءُ

 

نـنـسـى بـها أوجاعَنا مدفونةً *** تُـطـوى بـها أحزانُنا الهوجاءُ

 

فـنفيضُ نحوَ الفجرِ أزمنةً و قَد *** أثـنَـت عـلـيـنا دفقَةٌ شقراءُ

 

تِـلـكَ الـقصائدُ زادُنا و متاعُنا *** أنَّـى حـمَـلناها.. أشَعَّ رجَاءُ

 

و تـفـجَّـرَ الينبوعُ في أقلامِنا *** مـثـلَ الغديرِ.. تدَفَّقت أضواءُ

 

الـلـيـلُ صـارَ مـنارةً فضِّيَّةً *** تـجـتـاحُها.. أحلامُنا البيضاءُ

 

هـل تـنـتهي مدُنُ الوفاءِ ذليلةً *** و تـموتُ غيظًا أرضُها الغرَّاءُ؟

 

يـا قـادمًا مِن شِعرِه، مِن روحِه *** مـاذا روَت أوتـارُكَ الزرقاءُ؟

 

أرسُـم بـخارطةِ النجومِ سبيلها *** تـشدو النجومُ و تعزفُ الجوزاءُ

 

يـبدو الحنينُ إلى القصائدِ جدولاً *** و الـحـرفُ مجدافٌ يحيطُهُ ماءُ

 

كبُرَ الشعورُ.. و قد تصاغرَ نبعُه *** لـمّـا نـهَـلنا.. فاستهلَّ صفَاءُ

 

إنّـا تـجـرّعـنـا الودادَ تلَهٌّبًا *** حـيـنَ انطفَت عبَراتُنا السوداءُ

 

لا يـأسَ فـي فُلِّ الحياةِ فلا تكُن *** مـثلَ الوجومِ ورودُكَ الصحراءُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply