يا قدسَنا..ماذا تبقَّّى من ترانيم الوتر..
بعد اغتصابك.. ضاع كلٌّ الفرح.
وابتدأت جنازاتُ الكدر..
قُطِعَ اللجامُ.. وديس وشيُ السرج..
وانكفأ الجوادُ بجرحه بين الحُفر.
ناحت عيونُ الفجرِ..
وانقبضت أساريرُ النهار..
وضاع - من جفن الصبايا- وهج أحلامِ السَّحر.
***
بزغت قرونُ اليأس، من بين المخادع
واستطال الليلُ.. وانتحر القمر.
وانفضَّ تاريخٌٌ طويلٌ
يومه دهرٌ.. وساعته عقودٌ
وانتباهته عُمُر.
صارت ملامحُ عصرنا الغبراءُ
لحَّاد ٌلتاريخٍ, جميلِ.. بالفتوة والشهاماتِ عبر.
***
يا قدسَنا.. هذي حكايتنا القبيحة..
أو روايتنا التي.. ضمّت فصولاً من وقاحات البشر.
باضت عليها كلٌّ أسراب الذباب..
وأفقستها في القمامة هدهداتٍ,..
بين أحضان الغجر..
ووشت بها بعض المحافل..
عسعسات.. أوحيارى
في مخادعهم عرائسُ
بالمنية تحتضر.
وهفا إليها من قبيلتنا سُكارى
في هواجسهم لليلِ العُهرِ دوماً تنتظر
كتبت محاورَها سياطُ رعاتنا
وبنت فواصلَها حروفٌ بالخيانة تستعر
يا قدسنا..
ماذا تبقّى في البدن؟
بعض القشور من الدماء، وبعض البدن
وبعض أدخنةِ المِحن.. سلخوه قبل الذبحِ
حتى يرحموه من العذاب إذا انتحر.
قالوا له هذا الكلام..
فنام واسترخى لسكِّينٍ, قذر
فتحوا المسالخَ، والمقاصبَ..
زيّنوا كل الذبائح بالدّرر.
لم يهملوا زرع الخطاطيف البدينة..
فى العظام، وفي المناكب والكمر.
رشقوا سكاكين الجزارةِ في المداخلِ.. والمخارجِ.. والمساطبِ والحجر
***
الكلٌّ صار بمهرجان السّلخِ
جزاراً يتيهُ بشارِبٍ, لا ينكسر
كانت من المفروض
أن تأتي الخرافُ -على سجيّتها - إلى سوق المذابح
في تهادٍ, إلى كلّ المهاوى في اندفاع مُحتَقر.
كانت تواريخُ المدائن..
في النفوس كأنهرٍ,، حُفِرَت بأسنانِ القدر.
سالت مجَارِيها بأمواجٍ, من الإعزاز
وازدانت شواطئها بهالات ِالورود وبالشجر.
فأتى - من الأحفاد- حطَّابون، يقتَتِلونَ جَهراً في شقوقِ النَّهرº
بحثاً عن قتادٍ, أو حجر.
هدروا مياهَ النَّهر، وانسعروا بتقطيعِ الجُذورِ،
وجَفَّفُوا كلّ الزَّهَر،
وتوافدوا لعزاءِ ماضيهم، ودَفنِ قَتِيلِهم في ظلّ أضواءِ القمر.
***
ماذا تبقّى في محاجركم من الحَدَ قات..
حتى تلحظوا جُنَح الخطر.
ماذا تبقّى في جوانحكم من الخَفَقات..
حتى تلثموا صهدَ الكَدر.
***
ماذا تبقّى في أصابِعَكم ..
من الأظفار، حتى تفقؤوا عينَ الجبانِ المُحتَقر.
ماذا تبقّى في الجماجم غيرُ غربانٍ,،
وكرباجٍ, يلوح ُوينشطر.
ماذا تبقى من شرايينٍ, بمهجتكم،
لتغلي، أوتثورَ وتنفجر.
ماذا تبقّى من شرف؟!
ماذا تبقّى من قرف؟!
ماذا تبقّى في البدَن؟!
إلا عظامٌ من هشاشتِها، تشيخُ وتنكسر.
وعويلُ أحشاءٍ,، ودمعُ مواجعٍ,، وجروحُ أكبادٍ,..
من الفوارس ما احتضر.
***
يا قدسنا..
السلخُ قبل الذبح ِأشهى للذئابِ..
إذا تَراعوا في قطيع محتقر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد