حكم لعب كرة القدم


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

والِدِي يُحَرِّم عليَّ أن ألعب الكرة مع زملائي، ويقول إنها من اللهو الذي نهى الله عنه، فهل هذا صحيح؟

 

الجواب:

 من المعلوم أن الأشياء التي لا ضَرَرَ فيها ولم يَرِد نصُّ من الشرع يَمنعها تبقى على الأصل وهو الحل الذي يدل عليه عموم قوله - تعالى -: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَا فِي الأَرضِ جَمِيعًا) (سورة البقرة: 29)، وقَوله: (وَسَخَّرَ لَكُم مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ جَمِيعًا مِنهُ) (سورة الجاثية: 13)، وَالتَّكَالِيفُ الشَّرعِيَّةُ هي في حدود الوُسع والطاقة، ولا تَحرم الإنسان من التمتٌّع بطيِّبات الحياة في الحد المعقول، كما سبق ذكره في الترويح عن النفس، ومن الترويح الألعاب الرياضية التي كان لكل جماعة اختيار ما يُناسبها، وقد سبق الكلام عليها، وذكرنا آدابها "المجلد الثالث ص 196 وما بعدها".

وكرة القدم من الرياضات القديمة، جاء في مجلد العربي الصغير "أكتوبر 1978" أنها بدأت في الصين قبل نحو ثلاثة آلاف سنة أي قبل "كونفشيوس" ووضَعوها في البرامج العسكرية سنة500 قبل الميلاد، وانتشرت في اليونان أيام الإغريق وذُكرت في شِعر هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسا، ثم وَرِثَها الرومان وانتشرت في مستعمراتهم، ثم انتقلت إلى بريطانيا وشجَّعتها، إلا أنها مُنعت ثلاث مرات سنة 1314، 1349، 1447 بسبب أنَّها غطَّت على لُعبة الفروسية المُهمة، وأنها ألهت الشباب عن صلاة الأحد، ففقدت شعبيَّتها عدة قرون حتى أوائل القرن التاسع عشر فأحيوها وخاصة بين المدارس الثانوية، ثم غطَّت جميع أرجاء الكرة الأرضية تقريبًا.

وبالجُملةِ فهِيَ في أصلِها حَلال، ويَجب الاحتفاظ بالآداب المطلوبة في الرِّياضة كلها، مع مراعاة عدم طغيان اللَّعِب والمشاهدة على الواجبات.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply