ماذا تعرف عن المدينة المنكوبة بام الإيرانية ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ للهِ وبعدُº فقد كثر الكلامُ عن هويةِ المدينةِ المنكوبةِ "بام" الإيرانيةِ، فالبعضُ يقولُ: إنها مدينةٌ سنيةٌ.

 

والبعضُ الآخر يقولُ: نسبةٌ كبيرةٌ منهم سنةٌ.

 

وآخرون يقولون: مدينةٌ شيعيةٌ صرفةٌ لا يوجدُ فيها سنةٌ البتة.

 

وبياناً لحقيقةِ الأمرِº هذا سؤالٌ وجهتُهُ لمديرِ موقعِ "مفكرة الإسلامِ" أخي الحبيب صويان الهاجري سألتُهُ فيها عن حقيقةِ أهلِ السنةِ في تلك المنطقةِ المنكوبةِ في ظلِ التخبطِ فيها.

 

فأرسل لي جواباً نصهُ:

أخي الفاضل عبد الله زقيل

 

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته

 

الحقيقة أنه وردت إلي تساؤلاتٌ كثيرةٌ عن المدينةِ الإيرانيةِ المنكوبةِ "بام"، وحقيقتها ولم يكن لدي رغبةٌ في الحديثِ عن واقعها قبل الزلزالِ ولكني رأيتُ بعد ذلك كثيراً من التخبطاتِ في بعضِ القنواتِ العربيةِ حتى الإسلاميةِ منها وللأسف حتى بعض الدعاةِ المعروفين فقررتُ أن أضعَ تعريفاً عنها وعن واقعها، ثم ترددتُ كثيراً غير أني قررتُ أن أجيبَ عليك.

 

فمدينة "بام" قديمةٌ جداً، وكانت ذاتَ أغلبية سنية حيث كانت تصلُ نسبتهم فيها قبل قرابة ثمانين سنة يصل إلى أكثر من 70 % غير أن هذه النسبةَ بدأت تتغيرُ بعد ذلك بعدما ثم رأت القياداتُ الشيعيةُ في إيران أنه لا بد من زرعِ مدينةٍ, شيعيةٍ, وسط الجنوب السني حتى يمكن التحكم فيها من خلال سياسةِ العزلِ والتفريقِ، وهي نفسُ السياسةِ الشيوعيةِ التي تقومُ بها السلطاتُ السوفيتيةُ سابقاً مع الجمهورياتِ الإسلاميةِ، ولهذا قامت بستةٍ, أمورٍ,:

 

الأول: حثُ الشيعةِ على الانتقالِ والتوطنِ فيها حيث قَدِمَت إليها أعدادٌ كبيرةٌ تم تسكينهم في قلبِ المدينةِ، وطرد العديدُ من أهلِ السنةِ من ذلك المكانº لأن من تمكن من القلبِ مَلك الجوارح.

 

الثاني: التضييقُ على أهلِ السنةِ باحتلالِ مساجدهم القديمةِ، وتحويلها إلى حسينيات، ومنع إحداث مساجد لأهلِ السنةِ بعكس ما نشاهدهُ الآن في بلادِ السنةِ من حيث السماح لهم بالبناءِ، فحسينياتُ الكويتِ والبحرين والقطيفِ والأحساءِ عددها كبير ولا ندري أين مزاعمُ قياداتِ الشيعةِ في العالمِ من كونهم مذهبُ العدلِ والتقاربِ والتسامحِ، ويكفي شاهداً على ذلك أنه لا يوجدُ في طهران عاصمةِ الشيعةِ الكبرى أي مسجدٍ, سني.

 

ثالثاً: اضطهادُ أهلِ السنةِ على يدِ أهلِ هذهِ المدينةِ وباقي منطقة كرمان حيث تم الاستيلاءُ على منازلهم ومزارعهم وأراضيهم في حملةٍ, تشبهُ الحملةَ الشيوعيةَ القديمةَ حتى هرب أهلُ السنةِ بأنفسهم.

 

رابعاً: قتلُ واغتيالُ القياداتِ السنيةِ في تلك المنطقةِ والمناطقِ المجاورةِ لها في محاولةٍ, للضغطِ على العلماءِ حتى يهاجروا منها، وبالتالي يبقى العوامُ بلا عالم يرجعون إليه فيسهلُ التأثيرُ عليهم وتشيعهم، وهي نفسُ الطريقةِ التي يُعملُ بها الآن في العراقِ وبالذات الجنوب السني... قتلُ العلماءِ والتبليغُ عليهم وزجهم في السجونِ هي الجريمةُ الرائدةُ بين أهلِ التشيعِ هناك.

 

خامساً: بما أن دينهم يقومُ على قاعدةٍ, يهوديةٍ, قديمةٍ, وهي "أن الغايةَ تبررُ الوسيلة" فقد قاموا بتفعيلها في تشييعِ سنةِ أهلِ تلك المدينةِ حيث كان يسكنها قبل ثمانين سنة عددٌ كبيرٌ من البلوش، والبلوشُ يختلفون في مذهبهم فأكثريتهم ما بين حنفي وشافعي وقلةٌ منهم مالكية، وليس معنى القلة أن يكونوا فعلاً قلة، ولكنهم قلةٌ بالنسبةِ لغيرهم من بقية البلوش، وإن كان عددهم كبيراً، وقد استغل الرافضةُ بطريقةٍ, ماكرةٍ, حيث اعتقلوا علماءهم حتى لم يبق في المدينةِ عالمٌ يذكرُ إلا وسجن أو هرب فبقي عوامُ المسلمين السنة هناك لا يعرفون من الإسلام إلا قليلاً بحكم التضييقِ الشديدِ عليهم ثم أتوا الشيعةُ بدعاةٍ, جددٍ, منهم لهذه المنطقةِ ممن لم يحصل بينهم وبين سكانه أي مشاكل حتى لا يكون هناك أي عائقٍ, في دعوتهم وأدخلوا على هؤلاء البلوش فكرةً أن طريقتنا غير طريقةِ دعاةِ الشيعةِ في المنطقةِ، ونحن خيرٌ منهم، وأنه لا فرق بيننا وبينكم في الملةِ إلا أشياء بسيطة، وبما أن الصلاة هي أهمُ عباداتِ أهلِ السنةِ الظاهريةِ فقد كان التركيز عليها حيث دخلوا عليهم من قضيةِ إسدالِ اليدِ في الصلاةِ كما هو مذهبُ مالكٍ, - رحمه الله - وقالوا لهم: انظروا فكل أهلِ السنةِ يخالفونكم وينكرون عليكم ما عدانا فنحن الذين نوافقكم، ومازال تأليفُ قلوبهم على التشيعِ قائماً حتى بدأ التشيعُ يظهرُ بين البلوش حتى تشيع عددٌ كبيرٌ منهم من أهلِ تلك المنطقة، وإن كان عددهم بالنسبة لقبيلة البلوش يعتبر قليلاً.

 

سادساً: اتخذوا طريقةَ صليبي الأندلس لما فرغوا الأندلس من مسلميها في بضعِ سنين من خلال عمليات القبضِ والاعتقالِ الذي يستمر لعدةِ سنواتٍ, بل إن بعضَ الدعاةِ مكث في سجنهم أكثرَ من خمسة عشر عاماً، ثم قتل بعد ذلك مما جعل الناس يظهرون التشيع كما حصل لمسلمي الأندلس، وكل ذلك رغبةً في الأمانِ ولعل هناك فرجٌ قريبٌ غير أنهُ لم يحصل فرجٌ، وخرجت أجيالٌ تأثرت بهذا نتيجةَ سكوتِ الأبِ خوفاً على أسرته ونفسه.

وهكذا أصبحت المدينةُ الآن ذات أغلبيةٍ, شيعيةٍ, حيث تتراوح نسبة الشيعة فيها الآن بين 85 – 90 % وأهلُ السنّة يتراوح تعدادهم بين 10 – 15 % وليس بصحيحٍ, كونُ أهل السنة أغلبيةٌ مطلقةٌ كما ذكر هذا بعضُ المراكزِ الإعلاميةِ الإسلاميةِ، وعدد ليس بالقليل من الدعاة.

وصارت هذه المدينة هي نقطة انطلاقِ عملِ الثورةِ الإيرانيةِº فيكفي أن القيادات العسكرية والمدينة في الجنوب في غالبها من هذه المدينة نظراً لشدة وقسوة أهلها حيث طبيعة أرضها والتي هي خليط بين جبال وصحارٍ, غير أنها تتفق في قلة المطر وندرته.

 

وما قتل عالم في الجنوب السني إلا وكان (في الغالب) لعسكر هذه المدينة نصيب فيه فإما هو الآمر أو هو المنفذ، ولهذا هرب أهلُ السنةِ من هذه المدينة نجاة بدينهم وأرواحهم.ا.هـ. كلامهُ – جزاهُ اللهُ خيراً -.

 

وإلى اللهِ المشتكى.....

 

ولكم أن تقارنوا بين حال الشيعةِ في دولِ الخليجِ، وبين حالِ أهلِ السنة هناك.

 

يا أهلَ السنةِ في إيران لا بواكي لكم، يُشيعُ أهلُ السنةِ هناك بالحديدِ والنارِ.

 

فأين أهلُ السنةِ من مثلِ هذا التاريخِ؟؟

 

وهذه الطرقُ يعملُ بها في أرضِ الرافدين.

 

وصورةٌ مشرقةٌ من هناكº منطقةٌ في شمال غرب "بام" غالبها سنة فيها مدرسةٌ سنيةٌ يدرسُ فيها 1000 طالب، هبوا وسارعوا لإنقاذ الناس في"بام".

 

لله دركم يا أهلَ السنةِº ما أطيب قلوبكم، وكيف أنكم تعملون بما تمليه عليكم عقيدتكم وأخلاقكم على الرغم مما فُعل بكم؟؟؟

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply