زلزال جنوب شرق آسيا.. نظرة من الداخل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
 
 قليلة هي الأحداث التي تودي بحياة مئات آلاف البشر خلال ساعات معدودة، وقليلة هي الكوارث التي تغيّر في طبيعة الأرض وتضاريسها وجيولوجيتها في زمن قصير من عمر الأرض.

ولكن رغم هذا فإن كل شيء قريب جداً منا نحن بني البشر، الذين لا نملك حولاً ولا قوة في الأرض، ولا نستطيع أن نميط أذى هنا، ولا أن نمنع قدراً هناك، ولا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً، ولا حياة ولا موتاً.

وما حدث قبل أيام آية من آيات الله في الأرض، نعجز (مهما حاولنا) إيجاد السبب الحقيقي لحكمة حدوث ذلك، كعجزنا أن نبعد القدر عن أي واحد منا، في أي وقت أو أي مكان.

زلزال جنوب شرق آسيا قتل مئات آلاف الناس وشرد الملايين، وأدى لنتائج وآثار في عدة دولº وفي الكرة الأرضية ما لا يمكن تجنبها أو إعادتها لسابق عهدها مهما بلغ بنا العلم والتطور والرقي.

 

بداية الزلزال ونشوء ظاهرة التسونومي:

عند الساعة السابعة من صباح يوم الأحد 26 ديسمبر حدث زلزال صدعي تحت البحر أمام السواحل الغربية والغربية الشمالية لجزيرة سومطرة الإندونيسية بقوة بلغت 9 درجات على مقياس ريختر، أدى إلى تغييرات في البنية التحتية للمنطقة، وأثر في الكرة الأرضية بمجملها.

بلغت قوة هذا الزلزال حداً اعتبر فيه خامس أكبر زلزال في العالمº منذ بدأ العلماء تسجيل قوة الزلازل عبر أجهزة الرصد الجيولوجية عام 1899م، كما عدّ أكبر زلزال في العالم منذ 40 عاماً.

ولم يكن هذا الزلزال هو الأوحد الذي ضرب المنطقة خلال نفس الأسبوع، إذ ضرب زلزال آخر نفس المنطقة قبل عدة أيام، في الـ23 من ديسمبر، ووقع بين أستراليا وأنتاركتيكا، بقوة 8.1 درجة.

وحسب المراصد الجيولوجية والزلزالية فإن الزلزال الأول لم يؤدي إلى حدوث (تسونومي) أو أمواج البحر الزلزاليةº لأنه أثّر في الطبقات التكتونية الأفقية تحت المحيط الهندي، وأثر على قشرة الأرض.

أما الزلزال الثاني والذي حدث بالقرب من جنوب شرق آسيا فقد اندفع بشكل عمودي، وأثّر رأسياً في المحيط، ما ولّد ضغطاً هائلاً على كميات ضخمة من الماء، التي أطلقت موجات عاتية من الأمواج الكبيرة بكل الاتجاهات.

وتقول المراكز البحثية: " إن هذه الموجات العملاقة (التسونومي) بقيت محتفظة بقوتها تحت سطح الماء، وبدأت تظهر قوتها وشدتها عندما اقتربت من السواحل البرية"، مشيرة إلى أنه كان بالإمكان التقليل من الخسائر البشرية بشكل كبير لو كان هنالك أجهزة لرصد وقياس قوة الأمواج في المحيط الهندي.

 

آثار إنسانية وجيولوجية بسبب الزلزال:

أحدث الزلزال الأخير الذي وقع جنوب شرق آسيا مأساة إنسانية مروعة، أحدثت في عدة دول عالمية تأثيرات سلبية مخيفة ستستمر آثارها عدة سنوات قادمة، وربما ساهمت في تغييرات تتعلق بجيل كامل.

قتلى لا يمكن حصر عددهم بسهولة قد يتخطون المئتي ألف، أوبئة وأمراض بدأت تنتشر إثر تعفن آلاف الجثث، ونقص المياه الصالحة للشرب، والأغذية، والأدوية، تشرد 5 ملايين شخص على الأقل في العراء دون مأوى، الألغام الأرضية التي بعثرتها الأمواج في عدة دول، قطع الإمدادات الإغاثية لمناطق كبيرة بسبب اختفاء طرق ومسالك برية لها، وغيرها العديد من الآثار السلبية التي نتجت عن الزلزال الكبير.

عدا عن التغييرات التي أحدثها الزلزال في البنية الأساسية للأرض في تلك المنطقة، وتأثيرها على دوران الكرة الأرضية، التي قد تستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

حسب آخر إحصائيات أعداد القتلى فإن أكثر من 135 ألف شخص، لقوا حتفهم خلال أيام قليلة من حدوث الزلزال، وسط توقعات بأن يرتفع العدد إلى أكثر من 200 ألف.

فيما وصل عدد المشردين الذين لم يعد لديهم مأوى أو مكان يقيمون فيه إلى أكثر من 5 ملايين شخص، وسط تدمير شامل لآلاف القرى والبلدات والجزر الصغيرة في أكثر من 10 دول تأثرت بالزلزال.

كل ذلك أثر سلباً على أعمال الإغاثة والإنقاذ الدولية التي وجدت نفسها أمام كارثة لا يمكن تطويقها أو إنهائها، وسط تنامي الحاجة الماسة للمياه النظيفة الصالحة للشرب بعد أن لوثت مياه البحر آبار وينابيع المياه العذبة، ووسط دمار شامل قضى على أية معونات داخلية يمكن للمناطق المنكوبة أن تستخدمها ريثما تصلها مساعدات خارجية، وغيرها.

أكثر المتضررين الذين يعانون من المد البحري للزلزال العنيف هم ملايين الناس في دول جنوب شرق آسيا، والذين لا يستطيعون أن يصمدوا أمام أي نوع من أنواع الكوارث الطبيعية أو الصحية أو غيرها.

كما دُمرت السياحة البحرية في تايلند، وستحتاج إلى سنوات طويلة من أجل إعادة نشاطها إلى سابق عهدها، بعد أن قضى الزلزال على جميع المرافق والمدن والطرق في تلك السواحل، ولمسافات واسعة جداً.

وفي حين تم الإعلان عن ظهور جزر جديدة أمام سواحل إندونيسيا، فإنه تم الإعلان أيضاً عن اختفاء جزء وقرى ومدن كانت تزخر بالحياة قبل لحظات من المد البحري.

حيث ذكرت صحيفة (جاكرتا بوست) في عددها الصادر يوم الجمعة 31 ديسمبر 2004م أن الزلزال وما تلاه من مد بحري قبالة سواحل جزيرة سومطرة عدلا جغرافية الشاطئ القريب من العاصمة باندا اتشيه، حيث ظهرت جزر صغيرة جديدة.

وأوضحت الصحيفة أن "مجموعة من الجزر الصغيرة باتت الآن قبالة ساحل باندا اتشيه لكنها كانت تابعة لسومطرة"!، ونشرت الصحيفة صورة لهذه الجزر الصغيرة المغطاة جزئياً بأشجار النخيل ولا وجود لأي حياة إنسانية عليها.

فيما قال ريتشارد جروس ( من وكالة ناسا الأميركية): " إن الزلزال المدمر الذي ضرب المحيط الهندي أدى إلى اختفاء جزر بأكملها في اندونيسيا والهند بينها جزيرة تمتد لمسافة 100 كلم"·

وأضاف: " إن الاستطلاع الجوي لم يعثر على أي أثر للحياة في ثلاث جزر كبيرة، إلى جانب اختفاء جزر عدة بأكملها قبالة الساحل الغربي لسومطرة"·

 

الأسوأ لم يأت بعد:

قال أطباء وخبراء في الصحة: " إن الناجين من أعتى موجات مد زلزالية سجلت حتى الآن يواجهون خطر الإصابة بأمراض خطيرة تنقل عن طريق الماء، مثل: الكوليرا، وسيحتاجون في شكل عاجل إلى أدوية ورعاية طبية خلال الأشهر المقبلة".

وصرحت غاندهيماثي غايارامان (وهي طبيبة تعمل مع الصليب الأحمر) بالقول: " الآن يتولى عدد كبير من جماعات الإغاثة الصغيرة رعايتهم، إنها أشبه بمدة شهر عسل، لكن عندما يخبو الاهتمام العام ستظهر المشكلة".

ويقول أطباء: " إن أكثر ما يهدد الناجين في الهند وإندونيسيا وسيريلانكا الإصابة بأمراض معوية ينقلها الماء مثل: الكوليرا والتيفوئيد والكبد الوبائي، إضافة إلى الإصابة بعدوى السلامونيلا"، ودعا فوك تاي فاي، (وهو طبيب أطفال وعميد كلية الطب في الجامعة الصينية في هونغ كونغ) إلى إرسال المضادات الحيوية اللازمةº لأن الناجين الذين أصابهم الضعف، وربما سوء التغذيةº معرضون للإصابة بأمراض معدية تنتج عن الجروح البسيطة.

فيما قال روبرت ادلمان (أستاذ الأدوية وخبير الأمصال في جامعة ماريلاند): "أخشى أن يكون الأسوأ لم يأت بعد بسبب تعطل مرافق الصحة العامة".

وأعلن جيلبرت بورنهام (المدير المشارك لمركز الطوارئ الدولية والكوارث ودراسات اللاجئين في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور) أن توصيل مياه نقية لملايين المتضررين ستكون الخطوة الأولى لكنها خطوة بالغة التأثير، وتساءل: "أين ستجد مليون دلو من البلاستيك في سيريلانكا الآن"؟

ورغم المخاوف التقليدية من أن عدم دفن الجثث يسبب أمراضاً فان خبراء الصحة يرون أن مخاطر ذلك بسيطة.

وقال ادلمان: " إن الوقاية من مرض الإسهال سهل باستخدام ماء نقي، إلا أن موجات المد العاتية والتي ضربت مناطق شاسعة دمرت محطات تنقية المياه، وعطلت مضخات الماء، كما أن مياه الفيضانات ملأت الآبار على الأرجح، وجرفت أنابيب المياه وحتى الدلاء"، وتابع ادلمان: "بمقدورك تطهير الماء بغليه لكن لا يوجد وقود أو وضع شيء ما فيه مثل اليود أو الكلور الذي لا يتوافر على الأرجح لدى غالبية الناس".

وحذر ادلمان من أن موجة أخرى من الأمراض ستأتي مع وجود البعوض في المناطق المنكوبة قائلاً: "الناس سيكونون في أماكن مكشوفة أو في خيام"، وتابع ادلمان الذي يعمل على تطوير مصل مضاد لحمى الدنغ أن نوم أعداد كبيرة من الناس معاً سيساعد على انتقال فيروسات مثل فيروس حمى الدنغ، وقال بورنهام: " مع توجه الناس إلى أماكن الإيواء واحتشادهم عن قرب نخشى أشياء، مثل: الإصابة بالالتهاب السحائي، وأمراض الجهاز التنفسي، وما إلى ذلك والمخاطر البيئية المرتبطة بالبعوض، مثل: حمى الدنغ والملاريا".

وقال (رئيس عمليات الإغاثة التابعة لمنظمة الصحة العالمية) الدكتور دايفيد نابارو: " إن الأوبئة قد تحصد ضحايا بقدر ما حصد طوفان تسونامي"، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.

 

الدول المتضررة وحجم الأضرار:

بلغ عدد الدول التي تضررت بشكل مباشر من الزلزال الضخم وتوابعه 12 دولة، قتل فيها أكثر من 135 ألف شخص، وشرد نحو 5 مليون شخص، وتكبدت خسائر مالية بمليارات الدولارات، وسط توقعات بزيادة تعقيد الأمور، وزيادة عدد الضحايا والخسائر فيها.

أكثر الدول تضرراً من الزلزال كانت إندونيسيا، التي تأكد مصرع نحو 80 ألف شخص فيها، حيث تعد جزيرة سومطرة أقرب الأماكن من مركز الزلزال، وتكبدت الدولة ما يفوق إمكانية حصر الخسائر المالية والأضرار في البنية الاجتماعية والسكانية والعمرانية في مئات الجزر التابعة لها والتي تقع ضمن محيط آثار الزلزال.

بعد إندونيسيا تأتي في المرتبة الثانية من حيث الخسائر دولة سيريلانكا، التي يوجد بها أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن كارثة الزلزال بعد إندونيسيا، لكن حجم الكارثة صعب على فرق الأمم المتحدة مهمة توفير استجابة سريعة منسقة، حيث يعاني العمل الإغاثي فيها من العشوائية وعدم التنظيم، وسط الفقر المنتشر بين مئات الآلاف ممن تعرضوا للكارثة.

ويقول مسؤولون: " إن ما يصل إلى 25 ألف شخص لقوا مصرعهم في الكارثة، كما أجبر أكثر من مليون شخص على هجر منازلهم".

كما ضرب الزلزال جنوب الهند وجزر أندامان، وتجدد الرعب بين الناس هناك في أعقاب تلميحات لوزير في الحكومة بأن مزيداً من الأمواج قد تضرب المنطقة، وفر آلاف الأشخاص بعيداً عن السواحل قبل أن يوضح أنه كان ينصح بتوخي الحذر ولم يكن يصدر تحذيراً، ويتجاوز الإحصاء الرسمي لعدد القتلى سبعة آلاف، وكان أغلب القتلى في تاميل نادو، ويتوقع ازدياد هذا الرقم مع ورود معلومات من مناطق نائية.

وفي تايلند قال تاكسين شيناواترا (رئيس الوزراء): " إن الأغلبية من بين ستة آلاف مفقود يفترض الآن أنهم في عداد القتلى"، وتقول السلطات: " إنها لم تعد بحاجة إلى أطقم إنقاذ، لكنها بدلاً من ذلك تطلب خبراء أجانب في الطب الشرعي للمساعدة في التعرف على هوية الضحايا"، حيث تحولت فرق الإنقاذ إلى فرق لانتشال الضحايا، وقد تأكد مقتل نحو 473 أجنبياً من 36 دولة، معظمهم كانوا في المناطق الساحلية السياحية".

كما غمرت الأمواج العاتية جزر المالديف، ما أدى إلى مقتل 67 شخصاً على الأقل، كما غطت المياه أجزاء كبيرة من العاصمة مالا، ولأن أغلب جزر المالديف لا ترتفع عن سطح البحر سوى بمتر واحد، فقد كانت الأضرار جسيمة، ويتعذر الاتصال ببعض من جزر البلاد البالغ عددها 200.

برغم وقوع ماليزيا على مقربة من مركز الزلزال فقد نجت معظم سواحلها من الدمار الشديدº لأن سومطرة كانت بمثابة درع لها، لكن التقارير تفيد بأن الأمواج اجتاحت عشرات الأشخاص على شواطئ قرب جزيرة بينانج في شمال ماليزيا، حيث أعلن عن مقتل أكثر من 65 شخص حتى الآن.

وفي بورما تشير بيانات المجلس العسكري الذي يسيطر على مقاليد الأمور مقتل نحو 30 شخصاً حتى الآن، وتفيد تقارير أخرى بأن عدد القتلى يصل إلى 90، وقال مسؤول حكومي: " إن أغلب القتلى كانوا في دلتا وادي إيرا، حيث تضررت 17 قرية وأصبح 22 شخصاً بلا مأوى"، وهناك مخاوف بشأن مصير قوارب الصيد التي كانت تبحر وقت وقوع الكارثة، وفي بنجلادش أشارت التقارير إلى مقتل شخصين حتى الآن.

فيما تأكد مقتل 120 شخصاً في الصومال، حيث أفاد وزير في الحكومة أنه تأكد حتى الآن مقتل 120 صومالياً على الأقل، كما شرد الآلاف، ولا يزال مصير كثير من الصيادين مجهولاً، وأصبح نحو 50 ألف شخص بلا مأوى، إلا أنه يصعب تقييم الأضرار الناجمة نظراً للافتقار إلى حكومة مركزية فاعلة.

وفي كينيا تأكد غرق شخص واحد على الأقل، وكانت هيئة المساحة الجيولوجية في البلاد قد حذرت السائحين والصيادين ورجال الأعمال بالبقاء بعيداً عن السواحل، ورفع التحذير في 29 من ديسمبر، لكن المسؤولين مستمرون في التحذير من السباحة في المياه التي يحتمل تلوثها ومن شرب المياه الملوثة.

أما في تنزانيا فقد قتل عشرة أشخاص على الأقل، فيما أعلن عن وفاة شخص واحد في سيشل التي وقعت فيها فيضانات غزيرة.

أما القتلى من الدول الأخرى فقد أعلن حتى الآن عن مقتل:

44 قتيلاً و1400 مفقوداً على الأقل من السويد.

33 قتيلاً وأكثر من ألف مفقود ألماني.

28 قتيلاً و50 مفقوداً بريطانياً.

22 قتيلاً و90 مفقوداً فرنسياً.

21 قتيلاً و430 مفقوداً نرويجياً.

14 قتيلاً و600 مفقود من إيطاليا.

14 قتيلاً أمريكياً، وآلاف لم يعرف مصيرهم بعد.

11 قتيلاً من سويسرا، و850 لم يعرف مصيرهم بعد.

عشرة قتلى من أستراليا وألف مفقود.

5 قتلى إسرائيليين و6 مفقودين.

 

تأثير الزلزال على المنطقة والأرض:

استمرت الآثار القاتلة الناجمة عن المد البحري المدمر في جنوب آسيا وشرق أفريقيا في كشف أهوال جديدة تتواتر فظاعتها تصاعدياً على مدار الساعة، في الوقت الذي دب فيه الذعر على ساحل المحيط الهندي إثر هزات متفاوتة ضربت المنطقة بالتوازي مع هزات سجلت في اليابان وتركيا وكولومبيا·

وقال ريتشارد جروس ( أحد علماء وكالة ناسا) في أمريكا: " إن الزلزال المدمر الذي ضرب المحيط الهندي بقوة تزيد على 9 درجات حرك محور الأرض بمقدار 2،5 سم، وإن مسطح الأرض أصبح أضيق وبدأ يتحرك أسرع عندما تحرك اللوحان التكتونيان"، لافتاً إلى أن سرعة دوران الأرض حول محورها زادت بمقدار 3 مايكرو/ ثانية·

فيما اختفت جزر بأكملها في اندونيسيا والهند بينها جزيرة تمتد لمسافة 100 كلم·

وكشف العلماء في الولايات المتحدة أن هذا الزلزال الذي سبب المد البحري تعادل قوته مليون قنبلة نووية.

وقال العالم الجيولوجي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كيري سيه): " إن منطقة المحيط الهندي تعد واحدة من المواقع العالمية التي تتعرض لأعنف الهزات في العالم، وإن الطوفان الذي حصل الأحد هو نتيجة أكبر هزة حلت بالمنطقة منذ 200 عام"، وأكد العالم الجيولوجي أن قوة هذا الزلزال يمكن تقديرها بالقوة التفجيرية لقرابة مليون قنبلة نووية.

ويعتقد سيه وعلماء آخرون أن الهزة أدت ربما إلى ارتجاج الكرة الأرضية والتأثير في حركتها قائلين: "إلا أنها لن تؤدي إلى قلب الأرض رأساً على عقب في أية حال".

من جانبه قال (خبير في المعهد الجيولوجي الأميركي) كين هودنوت: " إن الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر المفتوح، ويقع مركزه على مسافة 250 كيلومتراً جنوب شرق سومطرة، أدى إلى إزاحة الجزر الأصغر في المنطقة نحو عشرين متراً "، وقال هذا الخبير لوكالة فرانس برس: " إن الزلزال غيّر الخريطة".

وأشار هذا الخبير إلى أن الرأس الشمالي الغربي لسومطرة يمكن أن يكون تحرك في اتجاه الجنوب الغربي نحو 36 متراً، ورأى هودنوت أن الطاقة التي تحررت بالتقاء الصفيحتين الذي أدى إلى الزلزال أدت على الأرجح إلى اهتزاز الأرض حول محورها، وأضاف "يمكننا كشف التحركات الطفيفة جداً للأرض، وأعتقد أنها اهتزت في مدارها عندما وقع هذه الزلزال بسبب الكمية الهائلة من الطاقة التي تحررت".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply