العصرانيو ن و ضرورة الحجر عليهم


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين  ..

أما بعد ..

ففي ظل إلحاح أبله وتعد مستغرب على التخصص من قبل من يدعي التعقل والفهم وإنزال الأمور منازلها على فصول لا يعقلها .. إنها لمصائب تترى .. وانه لفضول ممجوج .. إن احترام الذات ووضعها على الوجهة المطلوبة شرعا وعقلا لأمر يحمد عليه صاحبه ..

 

والرسالة الموجهة إلى هؤلاء  لا تعني طرح راجح في خلاف محسوم شرعا .. بقدر ما تعني في لبها ذلك التعدي الأهوج على تخصص الآخرين .. إذ ليس من المعقول أن يسمح لكل أحد أن يبحث في أمور هي ليست لكل أحد .. وليس من الحق أن يُساق استفسار في قضايا حساسة يخُاض غمارها عن جهل واضح ..

  ما كان لهؤلاء إلا أن يذعنوا لرأي الموقعين عن رب العالمين ..

   أسفي على أولئك ونحن نعرفهم بأساليبهم وفكرهم المتحرر عن ثوابت الدين تحت ضغط الواقع أو الشهرة أو الهوى أو الجهل ، أن ينتهوا حيث انتهى سلفهم .. إذ ليسو هم اعلم ولا افقه ولا أدرى ببواطن الأمور و ظواهرها من سلفنا .

وأسفي أن يتولى أحدهم قضية يصوغها بأسلوب عار تماما عن أساليب البحث العلمي .. والذي كان من السهل عليه أن يدعها إلى من هو افقه واعلم منه ، بادعاءات مضللة وحجج واهية تحت راية الأخذ بالدليل وحرية الرأي والفكر ..

 إن المشروع الإسلامي في نقد الضلالات وتمييز الخبيث من الطيب يحتم علينا جميعا أن نكون على قدر من المسؤلية من جهة التبيين والإيضاح ، ومن جهة الوقوف أمام زحف الجهلة .. و إلزام النفس ما ليس لها بلازم من قبل هؤلاء جدير أن يسقط جميع المشاريع الإسلامية .

 

 

 والمطلوب من قبل فئة متطفلة على العلم و أهله أن تكون على قدر حسن من المتابعة لأوامر الدين وخوف من رب العالمين و إحسان التصرف مع النصوص الشرعية وسؤال العلماء عن المشكلات والرجوع إلى بيان أهل العلم الموثوقين من المتقدمين والمتأخرين .

إذ ليس من المعقول ولا من المنقول أن يصادر عقل المسلم بأساليب ناشزة هي عبارة عن تهويشات

 وتلميحات عن طريق الحشد الخاطئ لبعض المصطلحات غير المرعية شرعا ولا عقلا ..

إنها ظلمة نتجرع غصص أزمتها حينا بعد حين ..

 إن الرزية كل الرزية يا أحبتي أن اعنيَ بحديثي هذا فئة محسوبة على الدين و أهله ..

 
والواقع المشهود يلاحظ ظهور نبتة سيئة رديئة تصوغ الفساد على أنه الدين .. بسلوكها طريق أهوج من خلال مواقع إعلامية تافهة مشبوهة . إنها لهزيمة مشهودة ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) .

والمواجهة ضد طغمة إنزال الفساد بقالب الدين ضرورة قصوى ..وإن تترك فلسوف تتخبط في أصول الدين وفروعه ..

     كنا منذ سنوات قريبة وما زلنا نشكوا من نشوء جهات مشبوهة  .. تحاول جاهدة القضاء على الصحوة الإسلامية بطرق شتى تحت مظلة مقنعة بأقنعة شتى ، هذه النبتة الجديدة الفاشلة تسير بسير بعض تلك الجهات شبرا بشبر وذراعا بذراع ، وان كانت تتغير الوجهات والطرائق ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم ) .. إلا أن الغاية واحدة ، وهي القضاء على الدين من خلال القضاء على علمائه والتشكيك في ثوابته .. 

    

وهذه النبتة الرديئة الجديدة تفترق عنها بتقربها لبعض دعاة الإسلام حيلة منها لسحبهم إليها ، وتعزيزا لمنهجهم الفاسد  ..

إن الصحوة الإسلامية والتي فرضت نفسها .. جعلت من لا يرضى عنها أن يرضى بها رغما عنه .. وجعلت من الواقع المشهود مواقع إسقاط وتساقط من يحاول أن يقف في طريق هذه الصحوة المباركة
    وليعلم أن أفكار هؤلاء نتيجة إفرازات فكر المستشرقين الغربيين ..ونتيجة لتتلمذ هؤلاء على كتب أهل الفلسفة والاعتزال .. ونتيجة لرسم أهل الحداثة لهم شعروا أم لم يشعروا وهم يحاولون كسر طوق قواعد أهل السنة في محاربة البدعة .. مع استصحاب الجهل والتعالي على الآخرين .. ونتيجة تطبيل جهلة هم كالذي ينعق بما لا يفقه .. ونتيجة انتكاسات دينية مصورة بصورة الفقه الميسر .
إنها يا أحبتي سلسلة القضاء على الدين عن طريق خلخلة مناهج أهل السنة بالحكم على الأشخاص وإسقاطهم باسم علم الجرح والتعديل ..وباسم إعادة النظر في كتب العقائد .. و باسم إعادة النظر في كتابة التأريخ الإسلامي .. وباسم حرية الرأي والفكر وإظهار الخلافات الفقهية للناس ..و باسم تنقية كتب السنة عن ما داخلها من الإسرائيليات والكذب .. و باسم نبذ التمذهب ..

 وهلم جرا .

  إنها شعارات ظالمة متجنية متنحية عن الحق والعدل والصدق في القول ..
اللهم انصر دينك ..

   والمطلوب من هذه الطغمة الفاشلة أن تعي الواقع ، وان تعي كيف تعايش هذا الواقع .. وأن تعلم أن هذه الزعزعة لا تنطلي على عوام المسلمين فضلا عن خواصهم ، مهما زُين لها  .

  ومن جملة من أتحدث عنهم من أمثال تلك الفئات الفاشلة من تسعى إلى رسم نفسها عن طريق    الرقي على أكتاف بعض أهل العلم إما بتصنيفهم بأنهم ينتمون إلى بعض الجماعات وقد رأينا ما تقوم به هذه الزمرة من إلصاق التهم والتجني واختلاق الأكاذيب عليهم .. و باتهام بعضهم بنصر فكر الخوارج من خلال قراءة مذهب الإرجاء ..

    والإشكال أن هذه الفئة لا يقطعها عن مخاصمة الناس قاطع ولا رادع ،  فسبحان من ركب هذه العقليات  بتلك الصور .

    والرسالة الموجهة إليهم أيضا أن يعوا انهم في مستنقع مليء بالجراثيم .. وانهم أصحاب فشل ذريع و نبتة سيئة رديئة .. لا تكاد ترقى بنفسها ولا أن تغير من مجريات حياتها ..

نعم .. أقولها و أنا اعلم جيدا من هو هذا الجيل الفاشل ..        

 

  و المرارة التي  يكابدها الشخص  .. انك تجد من يريد أن يقحم نفسه بعقبات لا يحتملها .. علما أن جزءا ليس بالقليل من هؤلاء يحتاج إلى إعادة نظر في تكوين عقليته وتركيب تفكيره .. ومنطقه العام .. وجزئيات حياته ..

    و النوازع الغريبة  التي تتسنم عقلية فئة من الناس لم تتجاوز القنطرة كتلك الفئة .. تحيلك أحيانا إذا لم تكن على إدراك لواقعها .. ولم تكن صارفا لنفسك عنها .. تحيلك إلى هوس فكري متجن ، ذي صبغة مكتئبة

وان كان الأولى أن تعيش تلك الفئة في محاورها البيئية الذاتية فلا تتعداها .. إلا أن الدفع لها تحت ضغط الحاجة أو التعالي أو الهوى أو الجهل أو التعالم أو التعقل أو التحرر أو مجاراة العصر أو غير ذلك جدير بأن يجعل من أمثال هذه الفئات دراسات وبحوث ساخرة من قبل أعداء  الإسلام  ..

  ولذلك فإن من الواجب علينا أخي الحبيب أن نكون على قدر من التوقي لأنفسنا من أن تجتذبنا الزخارف القولية أو العناوين البراقة .. والتي قد تخدع من لا يعي مدى هشاشة فكر من ينتحلها .

   فهل هؤلاء  مطالبون بأن يكونوا من أهل التمكين الهش المغشوش المجترئ على الحق .. على حساب دعاة الإسلام و مجاهديه .. ولا أقصد بكلامي هذا من هؤلاء الدعاة من هو في طريق نسف ضرورات الإسلام أو ثوابته .

   هل تظن تلك الفئة أن التمكين لا يتم إلا بهذا الأسلوب الأخرق أسلوب القضاء على أهل الإسلام  وثوابته وأصوله وفروعه .. وهل تتصور تلك الفئة أن الاعتلاء الديني لا يكون إلا بتصفية لغيرها بأسلوب أو بآخر .

إن التصور الأرعن الذي يجعل عقل تلك الفئة خربا بالأسلوب المجتزئ للحق ما هو إلا دعم من مستفيد .. يريد الإفساد .. يفرض هذا الدعم ما تفرضه الحاجة بالحاحات ساقطة  أو بحب الذات.

   وحتى يتبين لك أمري .. فإن تلك الفئة تشذ بتصوراتها و تظهر مكنوناتها وتتجنى على غيرها عن طريق مخطط مرسوم لحساب جهات تريد هدم الدين ..

 ومنصور النقيدان من أقرب الأمثلة ..

  إذ لا يزال على وتيرة خلخلة شعائر الدين باسم حرية الرأي والفكر المزعوم .. والأخذ بالدليل       عن جهل .. حتى ترى في كتاباته الدعوة إلى الرذيلة ..

فهل الأخذ بالدليل وحرية الرأي والفكر تأمرك :

بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته ..

أو بالتعرض لسلف الأمة وعلمائها .. 

أو بمدح المبتدعة والضلال ..

أو بخلخلة شعائر الدين ..

أو بتشتيت عقائد العامة ..

أو بسب طلبة العلم ..

أو بنشر الرذيلة ..

أو بأمثال هذه الأمور  ؟


 والمستغرب من هذا المتعالم انه ينـزل إلى مواضع هي اكبر منه بكثير .. والمشكلة انه يتصور انه أهل
لأن يبحث في مثل بعض الفصول ، والتي كان عليه أن ينتظر عشرين سنة حتى يصل فيها إلى راجح يحل فيه إشكاله ..إذا لم يأخذ العلم من أهله .

و الإشكال الذي يكابده هذا المذكور . أنه يملك بعض المعلومات العامة .. وبعض الخلافات

الفقهية .. فتراه يتخبط بمواضيعه ومعلوماته فيطرحها وقد تراكمت في عقليته على تلك المعلومات المنسية أكوام من أفكار الكتب الفكرية الاعتزالية الفلسفية المحلول أشكالها من قبل علماء الأمة رحمة الله على الجميع  ..

وأيضا تراه يقحم نفسه عن طريق طرح ومناقشة مسائل عظيمة التي لو وقعت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر  وهو في الحقيقة يعيش خيالا غير متناسق ، في صورة من أصابه نخر عقلي فكري غير قادر هو على    اكتشافه .. ويظن انه من خلال ذلك الخيال في تكامل فكري منهجي يواكب شخصية فذة تركت    خلفها سنين من التيه والتخلف والجهل ، عاشت فيها بين أوساط ما زالت في تحجر ديني مذهبي عقلي غير مواكبة للعصر الذي لا بد له من أن يجاريه .

والدوران في فلك الاعتداد بالنفس وتصويرها أنها علت شاهقا لم يعلوه غيرها ، وأنها وصلت إلى    درجة طرح الواقع بأسلوب المنظّر الموجّه ، أو عن طريق إسقاط غيره بأوصاف متجنية ، قد يتفق فيها مع جملة من الببغاوات ، تجعل هذا المتعالم  يكمل بناية عقله الخرب على نسق يجمع العقلاء على انه لا بد من أن يحجر عليه وعلى عقله كالحجر على المجنون ..لأنه فشل في أن يعايش انسجاما مع نفسه ..

    والتغيرات التي طرأت عليه لا تتواكب مع فكر مضطرب غير ثابت على وجهة معينة .. حتى إن بعض طلبة العلم أحصى عليه ثلاثة عشر منهجا انتحله .. ولهذا كان كما ذكرنا لا بد من الحجر عليه نسأل الله الثبات ..

   وهو أيضا يتخبط في تحرير رأيه الأعوج حينما يريد أن يطرح ما عنده بجهله المدقع بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبالتعالم الذي غلب عليه ، والذي يجعله في كثير من احيانه يبحث عن غرائب الفقه والمعتقد حتى يترأس على من هو أقل منه ، ولذلك ما أسرعه أن يسقط ويكون بذلك كبش فداء لمن هم مستخدمون مثله .

فهل يعي أنه في طريق إهلاك نفسه ..؟

وهل هو على استعداد للرجوع إلى الحق .. ؟

وهل يتغلب على الشيطان ؟ أم يتغلب الشيطان عليه  ..؟

وهل هو على وعي بالواقع الذي يعيشه ..؟

أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة ..؟

اللهم رده إلى رشده .. واهده سبل السلام 

اللهم ثبتنا على دينك وصراطك المستقيم  ..

                الحمد لله على إحسانه  ، اللهم صلى على نبينا محمد ..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply