بسم الله الرحمن الرحيم
وجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني نداءً عاجلاً عبر أسبوعية "السبيل" الأردنية لإنقاذهم من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حقهم، والتي تتجاوز بكثير ما تسرب عن سجن أبو غريب في العراق.
وقال أحد الأسرى في اتصال هاتفي من داخل سجن "مجدو" الصهيوني إن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يتعرضون منذ ثلاثين سنة لتعذيب وانتهاكات وجرائم أبشع بكثير مما يتعرض لها العراقيون في سجن " أبو غريب "، لكنَّ الاحتلال الصهيوني - وفقاً لكلامه - أكثر اتقاناً في إخفاء جرائمه بحق المعتقلين في سجونه، كما أن المحتلين الصهاينة يهددون الفلسطينيين بإعادة اعتقالهم وإيذائهم إذا ما كشفوا ما تعرضوا له في السجون.
ونقل الأسير الفلسطيني استغراب الأسرى في سجون الاحتلال من الضجة العالمية التي افتعلتها الصور التي تسربت من سجن أبو غريب الأمريكي، بينما يحدث أكثر من ذلك بكثير في سجون الاحتلال وسط صمت عربي وعالمي وتجاهل غير مسبوق لقضية الأسرى.
وأوضح الأسير الفلسطيني في سجن "مجدو" أن قوات الاحتلال وسلطات السجون تستغل انشغال العالم ووسائل الاعلام بالأحداث في العراق منذ سقوط بغداد في نيسان من العام الماضي لترتكب جرائم بحق الأسرى في سجونها، حيثُ ازدادت الانتهاكات الصهيونية بشكل لا سابق له بعد بدء العدوان الأمريكي على العراق. واستعرض الأسير الفلسطيني عدداً من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها جنود الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى والمعتقلين، حيثُ يقوم جنود الاحتلال بتعرية الأسرى لساعات طويلة على مرأى من بعضهم البعض وتعرضهم لمعاملة مهينة وقاسية، كما تقوم بسرقة أموالهم التي غالباً ما يحصلون عليها من خلال الهيئات الخيرية الفلسطينية وتكون مودعة لدى ادارة السجن بهدف شراء بعض المستلزمات المعيشية والأساسية غير المتوفرة لهم.
وأكد الأسير أن إدارة السجون الصهيونية تسرق ما بين 50 الى 60% من أموال الأسرى، مشيراً الى أن إدارة سجن "تلموند" الصهيوني صادرت سبعة آلاف شيكل من أصل 16 ألفاً للأطفال في السجن.
كما كشف الأسير عن انتهاكات أخرى يرتكبها الجنود الإسرائيليون، ومن بينها تعرية بعض الأسرى لساعات طويلة في العراء من قبيل اللهو والتسلية فقط، وليس في سياق الضغط عليهم لانتزاع اعترافات منهم أو في إطار التحقيق معهم.
وقال إن جنود الاحتلال يقومون بتعرية الأسرى ودفن ثيابهم في التراب، ومن ثم اجبارهم على البحث عنها، وذلك من قبيل اللعب والتسلية!
وأنهى الأسير الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن الهجمة الصهيونية على الأسرى الفلسطينيين هذه الأيام لم يسبق لها مثيل في تاريخ السجون الصهيونية، حيثُ أن الأسرى يمرون بظروف هي الأسوأ في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وقال تقرير أعده المركز الصحافي الدولي التابع للهيئة الفلسطينية للاستعلامات أنه منذ 56 عاماً يواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني صنوفاً شتى من أساليب التعذيب والقهر الجسدي والنفسي تشمل القتل والصلب والتعرية والاغتصاب وسياسة الهز والشبح لساعات طويلة والتكبيل والحرمان من النوم خلف الأبواب المغلقة بعيداً عن عدسات الكاميرا أو الشهود غير الأسير نفسه.
وهؤلاء الأسرى لا يزالون أحياء يروون بأنفسهم شهادات حية عن ممارسات التعذيب ويكشفون عن الإعاقات التي خلفها التعذيب الصهيوني والمحققون الصهاينة في أجسادهم وعلى أرواحهم التي يصعب علاجها.
وقد ابتكرت العقلية الصهيونية طرقاً وأساليب جديدة لانتزاع الاعترافات من المعتقلين الفلسطينيين تحت التعذيب، فعن طريق القوة الجسدية وممارسة التعذيب ومنع تقديم الأكل والشرب أو العلاج وكسر الأطراف والإغراءات المادية التي تعتبر خرقاً لحقوق الإنسان ولكافة الاتفاقات الدولية.
صنوف التعذيب والمعاناة
ويعتبر قسم العزل الجديد في سجن شطة قسماً خاصاً لمعاقبة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المحرومين من كافة حقوقهم والذين يعاملون بأساليب يحظرها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وقد ناشد أسرى سجن "شطة" الصهيوني المؤسسات الحقوقية والدولية بوقف الممارسات اللاإنسانية التي يتعرضون لها على أيدي السجانين وجنود الاحتلال الصهيوني.
وأكد الأسرى، أن ممارسات التعذيب الصهيوني بحقهم تفوق التي شاهدها العالم والمتعلقة بسجن "أبو غريب" في بغداد، خاصة ما يتعلق بالتعري والشبح والضرب.
ويقول التقرير: "إن أبرز قضية تواجه الأسرى في سجن مجدو هي كثرة تنقلاتهم من سجن إلى آخر باستمرار وعدم الاستقرار داخل السجن الواحد مما يخلق نوعاً من التوتر النفسي للأسير والإرباك في البرنامج النضالي لهم داخل السجن هذا إضافة إلى تعرضهم إلى الضرب والشتم والإهانة والتعذيب أثناء عملية النقل.
مضيفاً: " هناك مسألة أخرى تمارس بحق الأسرى وهي التفتيش العاري وخصوصاً في السجون المركزية حيث تقوم إدارة السجن بإجبار السجين على خلع جميع ملابسه وذلك بحجة التفتيش".
أما الوضع الصحي داخل السجن فيؤكد على معاناة الأسرى من انتشار للذباب والجرذان بشكل كبير جداً حيث تفتت ملابس الأسرى وحاجياتهم وتهاجمهم وهم نيام وتتخذ من المجاري والحمامات ذات الصرف الصحي السيء مرتعاً لها، مشيراً إلى أن هذه الأماكن أيضاً مغلقة باستمرار بسبب نقص في مواد التنظيف والصابون مما يؤدي إلى تكاثر الذباب والبعوض ونقل الأمراض.
ويقول أحد الأسرى المحررين أن الأسرى الفلسطينيين يطلقون على سجن مجدو اسم "مقبرة مجدو" على اعتبار وجوده في منطقة منخفضة جداً وانعدام التهوية فيه.
وحول تقديم العلاج اللازم للأسرى قال: "هناك نقص دائم في الأدوية وجميع الأسرى أصبحوا يعانون من أزمة حادة علاوة على نقص كمية الغذاء يوماً بعد يوم وتدهور الحالة الصحية لبعض الأسرى ومن بينهم الأسير المريض إياد أبو حرب من مخيم نور شمس الذي يعاني من أزمة حادة ولا يقدم له العلاج المناسب.
بالإضافة إلى حرمان بعض الأسرى من الزيارات العائلية وإن سمح لبعض ذوي الأسير بالزيارة وخصوصاً الأطفال فإنهم يواجهون شتى وسائل الإهانة والذل والتحرش عند تفتيشهم أثناء الزيارة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد