بسم الله الرحمن الرحيم
مضى العامُ الهجري سريعاً يحملُ في ذاكرته مخزوناً هائلاً من الأحداث العاصفات، والنوازل الداميات، وكل ذلك بما كسبت أيدي الناس ويعفو عن كثير، وفيما يلي نظراتٌ خاطفات لأحوال عالمنا الإسلامي المنكوب!
1- مسلسلُ النزيف:
أولاً: العراق:
ما زال الأوباشُ النصارى، والعلوج الصليبيون يستبيحون الدم الحرام، وينتهكون العرض الحرام، بدوافع (إنسانية!!!) بحثاً عن موطئِ قدمٍ, يضمن أمن إسرائيل الشرقي، وأمن الخزينةِ الأمريكية العطشى، عبر أنابيب النفط الدافئة!!
بيدَ أن المجاهدين الأبطال لا زالوا في المُقابل يبددون أحلام الصليب، ويُمرغون كبريائه بالتراب، والله المستعان.
ثانياً: أفغانستان:
الجبهةُ الأفغانية لا تزالُ ساخنة، بل تقذفُ شرراً ولهباً تحت أقدام عُبّاد الصليب، رغم التعتيم الإعلامي الرهيب الذي تمارسه (دولة الحرية والديمقراطية!! )،
ورغم الجهودِ المبذولةِ لإضفاءِ الحياة الطبيعية على الأرض المغتصبةِ، عبر القنابل الذكيةِ والغبية، والمرابطة على مدار الساعة لطائرات لأباتشي، أو عبرَ ضخ الملايين لمرتزقةِ استراليا وفرنسا وألمانيا وغيرها، للمرابطةِ في قواعد عسكريةٍ, محصنة بإحكام، إلا من: ((وَمَا رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)) (الأنفال: من الآية17))
ثالثاً: فلسطين:
لا يزالُ المسلمون يُذبحون في فلسطين ذبح الخراف، على يدِ السفاح العجوز شارون، ولا زالت الجرَّافاتِ اليهوديةِ الحاقدة تدكُ البيوتَ فوق رؤوسِ الأطفال الرضّع، واليتامى الرتّع، في مشاهد يومية، وأمام عدسات الإعلام الدولي المنافق، في حين تُدنّس أروقة الأقصى وباحاته بأحذية الجنود النجسة!!
إلاَّ أنّ أبطالَ الانتفاضة ـ كما يُسمّون إعلامياً ـ ونسميهم مجاهدين أشاوس لا زالوا يقوضون (مملكة أورشليم) حجراً حجراً، ويُبددون أحلامَ التلمود حُلماً حُلماً فاللهمَّ لك الحمد.
رابعاً الشيشان:
وعلى صعيدِ الشيشان تتوالى الحماقةُ الروسية الحمراء، ويُراهنُ العساكرُ الروس على عاملِ الزمن، ويظنون بأنَّ المُصابرةَ كفيلةٌ بإنهاك الخصمِ، وإركاع الشعب الشيشاني المسلم.
وما درى هؤلاءِ الملا حدةُ أن المصابرةَ والمرابطة هو اختصاصٌ إسلاميُّ بحت، وأدبٌ قرآنيُّ فريد، وأنّ المجاهدين الأبطالَ هُم أولى الناس بقوله - تعالى -: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ)) (آل عمران: 200)
وللتاريخ نَذكُر ونُذكَّر أنّ (بو تين الخبيث) قد وعدَ بهزيمةِ الشيشان في أربعةِ أيام، وقد مرّ ما يزيدُ على أربعةِ أعوام، فما كان وعدهُ ولا وعيدهُ إلا أضغاثُ أحلام!!
2 ـ المكاسبُ المشبوهة:
لا يزال الكثيرون يركضون خلفَ المساهماتِ المشبوهة، والمضاربةِ في أسواق البورصة، وفتح الحساباتِ المُحرمة في بنوك الربا، واستدرارُ الفوائدِ كغنائم باردة سيما مع صدورِ فتاوى (الوسطيين) بأنَّهم أحقٌّ بها وأهلها!
كما نشطت حركةُ القمار، غير شكل سحوبات على جوائز فورية، وسيارات تُقدر قيمتها بالملايين، وحتى اعتاد الناس تلك المشاهد وألفوها، سيما إذا كانت الصحافة لا تُمانع في نشر الإعلانات والنتائج ولو في صفحتها الأولى خلافاً للعرف الصحافي العريق، كما فعلته جريدةُ الحياة في عدد الأربعاء 30/12/1425 هـ
وعلى الصعيد نفسهُ، ظلّ الإنفاق الاستهلاكي يرتفع إلى أعلى مستوياته يوم تقزّمت الهمم، وغابت القيم، وتشبث الناسُ بأهداب الحياة الفانية، والمتاع الرخيص!!
وحسبك برهاناً لما نقولُ، هذه الشركات العالمية التي لم تكتف بوكلائها في أرض المسلمين، بل جاءت بقضها وقضيضها، و صخبها وضجيجها، لتغزونا في عُقر دورنا فأصبحت ترى (إيكيا) (جيان) (مذر كير) والبقية تأتي، والله المستعان
3- على الصعيد الترفيهي والأخلاقي!!
نظراً للإبداع الكبير، (والرقى!!) الفائقُ في هذا الصعيد، فنكتفي بنقاطٍ, سريعةٍ, في هذا المضمار، في إحصائيةٍ, مقتضبة، فالإحاطة مستحيلة:
أ- ثلاثمائة ملهى ليلي في بلدٍ, مسلم صغير فقط.
ب- 90% من الشباب يتابعون مواقع إباحية على النت في بلدٍ, مسلم صغير أيضاً
ج- 8 دور سينما في بلدٍ, صغير جداً جداً تعرض ثمانية أفلام، وكلٌّ فيلم يعرض ما بين 8- 11 مرة على مدار الأربع والعشرين ساعة!!.
أمّا الملاهي الليلية في نفس البلد فعددها 26 ملهى ليلي، تعمل حتى الساعة الثانية ليلاً، وبعد ها ينصرفُ الجميعُ لقيام الليل بطريقتهم الخاصة!!
د- قامت جهةٌ مسئولة في بلدٍ, مسلم بحملةٍ, رقابية على الملاهي الليلية ودور الرقص للبحث عن (الراقصات!! ) القاصرات، ومنعهنَّ من الرقص، وصرّح المسئول لوكالة الأنباء الألمانية أن حملة الرقابة تأتي في سياقِ تطبيق القانون الذي يحظر عمل القاصرات تحت سن 21سنة كراقصات في الملاهي الليلية!!).
قلت: بقي أن تعرف أن عدد الراقصات المسموح لهنَّ رسمياً يربو على أربعةِ ألاف راقصة عربية في ذلك البلد، على ذمةِ صحيفة الشرق الأوسط!!.
قلت: أيضاً هذا غيضٌ من فيض، ونقطةٌ من بحر، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا!!
4- الإنجازات الرياضية.
وكما أبدع العربُ خصوصاً على الصعيد الترفيهي والأخلاقي، واكب ذلك الإبداع، إبداع مماثل على الصعيد الرياضي، فالأنديةُ والمنتخبات العربية والإسلامية تصارعُ في كل ميدان، وتنافس في كل مضمار (والبطولات!! ) العظيمة تُسطرُ في سجلاتٍ, من ذهب، وبمدادٍ, من نور! ولصعوبةِ الإلمام بكلِّ المنجزات الرياضية نكل الحديث إلى الملاحق الرياضية الشمّاء، فعند جُهينة الخبر اليقين.
وختاماً
فمهما كانت الأحوالُ بين مدّ وجزر، وشدةٍ, ورخاء، فلا زلنا نحلمُ بصبحٍ, قريب، وقد انفلق فجرهُ وأسفر نوره..
ولكنّ الحلمُ يحتاجُ بذل الرجال، وعطاء الأبطال، ولن تخلو الأمة منهم!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد