نبذة من أسرار وراء أقبية السجون الأوزبكية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لعل كل مسلم غيور يهتم بالاطّلاع على ما يحدث وراء أقبية السجون الأوزبكية من حالات على المساجين عامة والمحبوسين المسلمين خاصة، وانطلاقا من ذلك نود لو نقدم فيما يلي ما حدّث يافجِينِي دِيَاكُونُوف - السجين السياسي السابق، الصحفي ونشيط حقوق الإنسان الذي يقوم حاليا على موقع "زونا. أوز" المعني بجمع المعلومات عن أحوال السجون والمساجين - ، على الأوضاع السائدة الحاضرة في معتقلات أوزبكستان، معتمدا على أقوال السجناء السابقين ورسائلهم، مما قد يلقي ضوءا على نواح غامضة في هذه القضية.

 

يقول دياكونوف:

"إنني أؤكد على أنه يحدث وراء أقبية سجوننا أفظع الجرائم إزاء المساجين وحقوقهم، ويتم الاعتداء على حياة الإنسان وهو حقه الأول والرئيسي، لماذا أقول كذلك؟ لأن حياة المحبوسين في سجوننا لا تساوى نقيرا، إنني أقرأ كتب "صُولجِي نِيكسُون" ومؤلفات أخرى تحكي عن السجون والمعتقلات، ولا أرى فارقا بين تلك المحابس الموصوفة في الكتب وبين سجوننا، ولا سيما الآن نلاحظ أن الأوضاع في المعتقلات الأوزبكية تتردى أكثر بالمقارنة مع عام 1998 ورسائل المساجين الحالية. واطلاعا على هذه الرسائل يخطر ببال الإنسان أن هناك ثمة "أشخاص" يهتمون أكثر بتردي الوضع في السجون بدلا عن تحسنه. فالمعتقلات تمتلئ أكثر فأكثر بالناس وتنقص المواد الغذائية، أما السجناء فيتوفون بمرض بسيط يمكن علاجه..

 

إن الحبس في السجن هو بعينه تعذيب، فيزج ب10 أناس في زنزانة، طولها وسعتها متران، أو متر – يوجد زنازين مماثلة - ، ولا يعطون لهم طوال عدة أيام لا طعاما ولا شرابا، ولا يسمحون حتى بالخروج إلى دورات المياه لقضاء الحاجة. فكيف يسعنا أن نسمي هذه الحالات بغير تعذيب؟!

 

أما الوجبات المقدمة للمساجين - في سجن طشقند مثلا - فلا يأكلها حتى الكلاب الحارسة لهم. ولو كان فيها لحم لسئمت منه الكلاب أيضا، فإن طعام الكلاب أحسن من طعام المساجين، وأنا على ذلك من الشاهدين.

 

أما الأمراض في السجون فأكثرها انتشارا السل أو التدرن الرئوي، وكان المصابون بالسل - في زنزانتنا مثلا - يحبسون مع الأصحاء فلا مفر من ذلك لك. وإضافة إلى ذلك أن مستوى انتشار مرض الإيدز في السجون عال جدا، وهذا المرض أخوف من السل وإن كان الأخير هو أسرع الأمراض انتشارا. كما وثمة هناك الأمراض الجلدية التناسلية واللواط، ولا ينكر ذلك أحد..

 

بالطبع أن الحكومة بشخصية الإدارة العامة لتنفيذ العقوبة ترفض ذلك بتاتا وإذا أصغي إليها فإن سجون بلادنا كأنها جنةُ الأرض، ولا هناك أية مشكلة وأن كل شيء على ما يرام، كأن الحياة هناك أحسن من الحرية. أما في الواقع فشيء آخر تماما، وإذا أرادت لجنة (دولية) أن تقدِمَ إلى سجن لدراسة الوضع فيه فإن إدارة السجن تلم بذلك مسبقا وتسعى لترتيب السجن، فتنقل المرضى ومن في حالة صحية خطيرة إلى مكان آخر تفريغا للزنازين، أما نقلهم من سجن إلى سجن فذلك موضوع آخر.. ويودَع في مقصورة واحدة بقطار الركاب ما بين 10 و15 سجينا وحتى إلى 20 محبوسا ولا يعطى لهم طعام ولا شراب ويُرد مطلبهم في الخروج إلى دورات المياه، بضرب على رؤوسهم، مما يضطر السجناء إلى قضاء حاجتهم في الحزم وما شابه ذلك، ومن الصعب أن أصف ذلك كله بالقول"..

 

هذا وقد حقق نشطاء مكتب حقوق الإنسان المحلي بمدينة نمنغان – معقل الإسلاميين - الاستفتاء بين السجناء السابقين، وقد قال جميعهم بأن ظروف الحبس في السجن رديئة جدا، وطعامه أسوأ من طعام البهائم، أما الأمراض فتدرن الرئة والسل والزحار والإسهال، وذلك فضلا عن التعذيب بمختلف الأنماط من قبل السجانة والضباط.

 

ويقول نشيط حقوق الإنسان ذاكرجان تُوشبولاتوف: إن أغلبية المساجين أجابت عن أسئلتنا سلبيا، مؤكدين على أن السجانة والموظفين في السجون يقومون بتعذيب المحبوسين بلا هوادة ولا تقدَّم لهم خدمة طبية، وإن قدموها فيعطون لهم الأدوية القديمة التي انتهت مدة صلاحيتها، أو الأدوية التي أحضرها أو أرسلها أقرباءهم، أو يشتريها أنفسهم بنقودهم. وقد انتشرت في السجون والمعتقلات مرض التدرن الرئوي، ذلك بأن مطالب الوقاية هناك لا تنفَّذ على الإطلاق. وإلى جانب ذلك أن تعداد المساجين في السجون أكثر للغاية، وفي الإصلاحية المحسوبة لألف ونصف سجين مثلا يحبس ما بين 4 آلاف ونصف و5 آلاف ونصف سجين، وهذا يعني أن لكل سرير ثمة 3 و4 رجال، وأن السجناء يضطرون إلى النوم ليلا على التناوب.

 

وقد اتضح من الاستفتاء أن الحالة المرتبطة بالتعذيب في السجون خطيرة جدا ويتعرض لأنواع التعذيب أساسا المساجين المتدينون والسياسيون، فيدخلونهم إلى الأقبية والغرف المضيقة المظلمة للعقاب لأسباب تافهة، كما بات من المعلوم أنهم يعرَّضون لازدراء مختلف الأشكال من قبل السجانة والموظفين.. "

وفي هذه السجون يرزح آلاف بل عشرة آلاف سجين مسلم متدين تم سجنه بالتزامه للدين وعقيدته، ولا تسألوا عن كيفية تعذيبهم، إذ هو أدهى وأمر، فلا تنسوهم من صالح دعائكم بظهر الغيب!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply