ولكن نابلس لا بواكي لها !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لقد غبت فترة قصيرة عن الأخبار، وحينما عدت لمتابعتها فماذا عساني أتابع؟ لقد ظننت أن الأمور قد تجري بشيء من الظلم المعقول – إن صح أن هناك ظلماً معقولاً-، ولكن والله إنها فاجعة شديدة.. إنها فاجعة الظلم البشع الذي يحمل على قتل أي أمل في النظام الأمريكي والإسرائيلي لدعواتهم الكاذبة التي تنطلق من أفواه نتنة تدعو إلى نشر السلام والمحبة والعدل، تلك الكلمات المظلومة التي ينطقون بها وتصفق لها عقول البسطاء -عفواً الخونة- من بني جلدتنا الذين يدعون صدق تلك الدعوات. في يوم السبت 11/11/1424هـ الموافق 3/1/2004م أصبح العالم على كارثة تحطم الطائرة المصرية، وتشاغلت وكالات الأنباء المرئية والمسموعة بتغطية الخبر، وحق لها ذلكº ولكن هناك فاجعة أعظم وأنكى، هي فاجعة نابلس التي غفل عنها العالم أو تغافل!. وإنك لتعجب لهذا الظلم العالمي لبلد جريمته أن جنسيته فلسطين وديانته الغالبة الإسلام، أي جريمة أعظم من أن يطلق النار على جموع المشيعين لجنائزهم؟!. إن الجريمة اليهودية في نابلس ليست جديدة على الأخلاق (الصهيو ـ أمريكية)º إنها الجريمة المنظمة.. الآلة أمريكية، والمنفذ يهودي إسرائيلي، والمشرّع البيت الأبيض الأمريكي.. ألا تباً لهؤلاء المجرمين الذي لا يعرفون التاريخ ولا يدرسون عبره، لقد تناسوا ظلم صدامº فماذا صُنع به، ولكن نابلس لا بواكي لهاº فهلم لنبكي نابلس ونكفكف الدمع لنصرة إخواننا هناك بما يلي:

 

1-إشاعة روح الانتفاضة في جميع مجالاتها في الوسائل الإعلامية كافة.

 

2-لا يجوز لمتشدق يتصدر عبر برنامج أن يحكي عن السلام مع الحكومة اليهودية أو الهوادة معها.

 

3-لقد أثبتت التجارب والأيام أن الوقوف ضد الانتفاضة وتجريم المجاهدين هو الذي جرّأ هذه الحثالة على مثل هذه الأفعالº فويل ثم ويل لمن وقف في وجه الانتفاضة الباسلة.

 

4-الأسف كله أن شارون يعرف أن القوة لا تواجه إلا بالقوة، وبعض بني قومي يزعم أن اليهود تجدي معهم مباحثات السلام، فليتهم يعقلون ما حصل في نابلس.

 

5-يجب على المسلمين أن يهبوا بكل ما أوتوا من قوة في نصر إخواننا في نابلس.. كل بحسبهº فإغاثتهم ليست بأقل -إن لم تكن أولى- من إغاثة أهل الزلزال في إيران.

 

6-على الجمعيات الخيرية العالمية أن تبذل جهودها في الوصول إلى الأرض المباركة، وأن تسعى إلى إعادة إعمار نابلس عاجلاً، وليتذكروا دوماً أن المؤمن كيّس فَطِن.

 

7-على الدعاة والمصلحين ألاّ يغفلوا القضية الفلسطينية من أطروحاتهم، وأن يكون لها الحظ الأوفر من ذلك، سيما أنها قضية من قضايا الولاء والبراء.

 

8-يجب بحث التواصل مع إخواننا في نابلس، وأن يشعروا بوقوف إخوانهم معهم ماديًّا ومعنويًّا، وبذل الدعاء في كل حين أن يدفع عنهم ما حل بهم.

 

9-على كل خطيب أن يعرف موقعه، وألا يغفل القضية الفلسطينية من توجيهاته وتأصيل مبدئها في قلوب مستمعيه.

 

10-أما الحكومات والمنظمات الشعبيةº فعليها بالعدل مع من استأمنوهم وأن يكونوا صورة مشرّفة في حمل همومهم وقضاياهم.

 

وأخيراً يجب على كل من أراد تحقيق التوحيد أن يعلم أن الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين هي المسألة الأساس في قضية التوحيد، وعليها مدار"لا إله إلا الله"وهي ليست مجرد دعوىº بل لابد من عمل، والعمل أمامك ودونكها نابلس، فحقق فيها ولاءك للمؤمنين وبراءة من الكافرين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply