في أوّل لقاءات المؤتمر الإسلامي لنصرة رسول الله:
العلماء: لا تهاون مع من أساؤوا...و المواجهة بالعقل لا بالعاطفة العوضي.
عقد نادي الجسرة الاجتماعي و الثّقافي الجزء الأوّل من المؤتمر الإسلامي لنصرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و ذلك بقاعة "ريجنسي" على أن يستكمل المؤتمر الذّي يستمرّ لمدّة ثلاثة أيـّام في فندق شيراتون.
شهد المؤتمر مشاركة ثلاثة من كبار العلماء هم الشـّيخ محمـّد الرّاوي و الدّكتور عمر عبد الكافي و الشـّيخ نبيل العوضي.
لا نتعظ
تحدّث الدّاعية الدّكتور عمر عبد الكافي واصفا من أساءوا إلى النـّبي بأنـّهم جهلة لا يعرفون، وأنـّه كان من الواجب علينا كأمـّة إذا رأينا الجاهل قدر الرّسول أن نعلّمه وان كان صاحب هوى فواجبنا أن نقترب لننزع منه هواه وإن كان حاقدا فالميكروبات كثيرة حولنا و قبل أن نحاربها الأولى و الأجدر بنا أن نقوّي جهازنا المناعي بالإيمان وهذه مهمـّة المؤمن الواعي الكيـّس الفطن. و أشار د. عمر عبد الكافي إلى أن الصـّورة و الإساءة مكرّرة ليس فيها جديد و رغم ذلك فنحن لا نتعظ من هذا التـّكرار و لا نعي أن هجوم الكفر المنظـّم يحتاج إلى دفاع إيماني منظـّم أيضا. و ما حدث أعدّه بالون اختبار لكشف مدى حبّ أمـّة محمـّد لمحمـّد و مدى ما يعتمل في قلوبهم من مكانة الرّسول عند الكبير و الصغير، الرّجل و المرأة عند الملتزم و البعيد عن الالتزام.
الخطأ المزدوج
و يؤكّد د. عمر عبد الكافي أننا ارتكبنا في حق ديننا خطأ مزدوجا فقد قصرنا في تقديم صورة صحيحة عن المجتمع المسلم فحينما يرى الآخر تاجرا غير أمين و موظفا مرتشيا أو كسلان لا يؤدي واجبه و امرأة عارية و يرى من يجاهر بالمعصية دون حياء فهل هذه صورة المجتمع الإسلامي الفاضل التي يجب تقديمها للآخرين؟! الأمر الثاني إن القوم هناك ينظرون إلينا كطبيعة العربي- إننا ننفعل و تصل عواطفنا إلى عنان السماء ثم تهبط إلى قاع الأرض لقد عملوا منا هذا و درسوه في شخصياتنا لكن هذه الأزمة أستطيع أن أقول انه بفضل الله لقد بنيت أن المسلمين نجحوا بنسبة كبيرة في أنهم ثاروا على قلب رجل واحد وعن بكرة أبيهم انتصارا للنبي - صلى الله عليه وسلم -. لكن أعود و أكرر أن الكفر المنظم يحتاج إلى إيمان منظم. و يبدو أن أحفاد الفايكنغ مازالوا في طفولة حضارية وإلا لما فعلوا ما فعلوا و ينبه الدكتور عبد الكافي إلى أن هذه الطفولة الحضارية لا يردّ عليها بالسـّباب و الشـّتائم فنحن أمة لا تسبّ و لا تلعن لكنّنا أمّة أخرجت للناس. و حينما أرى غريبا أو غير مسلم حاقدا أو صاحب هوى فإنّني لا ألومه لكنّي ألوم نفسي و أبناء جلدتي أوّلا على تقصيرنـا.
العمل والتّأثير
و أكّد د. عمر على أهمّيّة أن يعمل المسلمون و ينتجوا و يصبحوا يدا علينا فهذا هو الرّد العملي على أيّ إساءة فالمسلم لابدّ أن يكون فاعلا لا منفعلا و مؤثـّرا إلا متأثـّرا و مطلوب منـّا أيضا أن نغزوا النـّاس في عقولهم كما يغزوننا في عقولنا و عندنا بلغة الأسواق بضاعة قيـّمة لا تقدّر بثمن هي ديننا و إذا كنت تحتاج إلى داعية نابه و نابغ أيضا يستطيع أن يعرض عظمة الدّين الإسلامي لهؤلاء على طريقتهم و بأفكار تناسبهم. و دعا كذلك إلى ألا تكون تحركاتنا كلها ردود أفعال فدائما ما يكون ردّ الفعل اضعف من الفعل أو مشوبا بالعاطفة لا بالعقل. مشددا على ضرورة أن يتحرّك الإعلام و في مقدمته القنوات الفضائيّـة مطالبا أن تجتمع هذه القنوات ولو ساعة يوميـّا و تقدّم للغرب ديننا و رسولنا و كتابنا بلغتهم و ليتها تأتي من مسلمين يحملون جنسيـّات البلدان التي تتوجـّه إليها، فنجذب القلوب و نحيد الحاقدين ونردّ الهوى عن أصحاب الهوى، عندئذ سنكون أمـّة فاعلة دون أن نبكي أو نتباكى من الأخذ في الاعتبار أن نور الدّين و شمس الهداية المحمـّديـّة لن يحجـبها أبدا غبارا الحاقدين وإساءاتهم. و اختتم د. عمر عبد الكافي حديثه مشدّدا على أهمّيّة المقاطعة لأن الآخرين يعبدون الدّولار فإذا أوجعتهم في جيوبهم فلن يجرءوا على الإساءة مرّة أخرى.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد