البيان الشرعي الصادر عن علماء اليمن في إساءة الدنمارك للنبي صلى الله عليه وسلم


  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله - تعالى-: (({إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ...))[40: سورة التوبة].

فقد تابع العلماء الموقعون أدناه ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية نبأ بعض الصحف الدنمركية تناولها لذات الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بالتنقص والسخرية من خلال رسوم وعبارات تسيء لذاته الشريفة - صلى الله عليه وسلم -، وقد أوجب الله - سبحانه - على المسلمين جميعاً نصرته، والدفاع عنه حماية لجنابه، وأداءٌ لحقه عليهم قال الله - تعالى-: (({لِتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً ))[9: سورة الفتح].

وإننا إزاء هذا الواجب الشعري، واستنكاراً لهذا التصرف المقيت الصادر من أعداء الإسلام، نبين ما يلي:

أولاً: رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو سيد الخلق أجمعين، والمبعوث رحمةً للعالمين، وخاتم الأنبياء والمرسلينº يجب على العالمين الإيمان به وبرسالته، واتباع شريعته قال - تعالى-: ((وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا رَحمَةً لِّلعَالَمِينَ))[107: سورة الأنبياء]، وقال الله  - سبحانه -: ((قُل يَا أَيٌّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ )) [158: سورة الأعراف]، وقال الله - عز وجل -: ((وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعلَمُونَ))[28: سورة سبأ]، وقال الله - سبحانه -: ((وَمَن لَّم يُؤمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعتَدنَا لِلكَافِرِينَ سَعِيراً))[13: سورة الفتح].

ثانياً: ذوات الأنبياء جميعاً عندنا نحن المسلمين مقدسة لا يجوز لمسلم ولا لكافر أن يتنقص واحداً منهم، وأن انتقاص أحدهم انتقاص لجميعهم قال الله - تعالى-: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلُّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ, مِّن رٌّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعنَا وَأَطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ ))[285: سورة البقرة].

ثالثاً: حق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته في مثل هذا الموقفº الانتصار له، وتطبيق شريعته في مجتمعاتنا الإسلامية عموماً، والمطالبة بتطبيقها على من صدر عنه هذا التصرف الشنيع، أو سانده خصوصاً.

وقد بيَّن علماء الإسلام - رحمهم الله - حكم من شتم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو سخر منه كما يلي:

1.      إن صدر من مسلم انتقض إيمانه، وارتد عن دينه، ووجب على الدولة تطبيق العقوبة الشرعية عليه.

2.   وإن صدر من كافر كتابياً كان (يهودياً أو نصرانياً)، أو مشركاً أو وثنياً، وكان له عند المسلمين عهد أو ذمةº انتقض عهده وذمته، ووجب قتله انتصاراً لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله - تعالى-: ((وَإِن نَّكَثُوا أَيمَانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُم لاَ أَيمَانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهُونَ ))[12: سورة التوبة].

3.   وإن صدر من الكفار الحربيين فالأصل أن دماءهم غير معصومة يجب على المسلمين إن قدروا مقاتلتهم وجهادهم، والتحريض على قتلهم، قال الله - تعالى-: ((أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوماً نَّكَثُوا أَيمَانَهُم وَهَمٌّوا بِإِخرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ, أَتَخشَونَهُم فَاللّهُ أَحَقٌّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مٌّؤُمِنِينَ ))[13: سورة التوبة].

رابعاً: نطالب بالآتي:

1-        على حكومات الدولة الإسلامية مقاطعة دولة الدنمارك دبلوماسياً بسحب سفرائها، وقطع علاقاتها معها، وإنكار هذه الجريمة الشنيعة رسمياً، وعدم السماح باستيراد بضائعها وجميع منتجاتها إلى بلاد المسلمين.

2-               المطالبة بالاعتذار رسمياً عن هذه الإساءة، ومعاقبة المسيئين.

3-        على الحكومات الإسلامية أن تسعى لفرض احترام دين الإسلام ومقدساته على جميع الأممº لاسيما والمسلمون يشكلون أكثرية ساحقة بين سكان الأرض، ومعظم اقتصاد العالم يقوم على ثروات المسلمين.

4-        على أهل الحل والعقد من المسلمين من علماء وقادة وتجار وغيرهم أن يقوموا بواجبهم نحو رسولهم - صلى الله عليه وسلم -، والانتصار له بكل الوسائل المتاحة والممكنةº الرسمية والشعبية كل من موقعه، وبحسب مسئوليته.

5-        على جميع المسلمين شعوباً وحكاماً أن يقوموا بواجبهم، وإظهار الغضب والإنكار لهذه الجريمة، ومقاطعة دولة الدنمارك اقتصادياًº انتصاراً لرسولهم - صلى الله عليه وسلم -، ودفاعاً عن جنابه، وإظهاراً لحبه وتعظيمه - صلى الله عليه وسلم -.

خامساً: الواجب على المسلمين الاستفادة من هذا الحدث، واستثماره لصالحهم وذلك بما يلي:

1-        ما صدر في حق رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من التنقص والإهانة من النصارى يدل على مدى عداوتهم لله ورسوله والمؤمنين، وحقدهم على الإسلام والمسلمين، فالواجب معرفة هذا عنهم، والبراءة منهم، وعدم الثقة بهم أو موالاتهم بأي حال.

2-        إحياء عقيدة الولاء والبراء في نفوس المسلمين، والعمل بمقتضاها في الواقع سواءً فيما بينهم لقوله - تعالى-: ((وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاء بَعضٍ, ..))[71: سورة التوبة]، أو مع أعدائهم لقول الله - تعالى-: (( يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاء بَعضُهُم أَولِيَاء بَعضٍ, وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللّهَ لاَ يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ))[51: سورة المائدة].

3-        التأكيد على استمرار الحماس والتعاطف الصادق لدى المسلمين نحو رسولهم - صلى الله عليه وسلم -، وإظهار مشاعرهم الإيمانية جراء هذه الجريمة الشنيعة، وتجسيد ذلك واقعاً باتباعه والدعوة إلى سنته ومحبته، ونشر فضائله وشمائله بين الناس بالحق والعدل دون إفراط ولا تفريط.

4-        عقد المؤتمرات والندوات، وتشجيع المواقف الرسمية والشعبية التي تهدف إلى بيان الواجب الشرعي لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - على أمته، والاستفادة من كافة وسائل الإعلام، ودعوة الكفار (اليهود، والنصارى، وغيرهم) إلى الإسلام، والإيمان بالرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وبرسالته بالحكمة والموعظة الحسنة، والحرص على هدايتهم والرحمة بهم، ومجادلتهم بالحسنى، قال الله - تعالى-: ((ادعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ ))[125: سورة النحل].

5-        تذكير المسلمين جميعاً بهذا الواجب الشرعي، وضرورة الثبات على العمل بالشريعة الإسلامية عقيدة وعملاً، وسلوكاً وأخلاقاً، واتخاذ هذا الموقف ضد كل من صدر عنه الإساءة لديننا ورسولنا، وكتابنا ومقدساتنا الإسلامية عموماً.

6-        تحذير المسلمين من الاغترار بدعوى حرية التعبير التي كانت مستنداً للإساءة إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - وديننا الإسلامي لمناقضتها عقيدة الإسلام التي تلزم الناس بالخضوع في تعبيراتهم وأفعالهم لشرع الله وتحريم تجاوزه.

((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ))[40: سورة الحج]

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

توقيعات علماء اليمن:

عبد المجيد بن محمود الريمي

عبد الله بن محمد الحاشدي

محمد الصادق المراني

محمد بن موسى العامري

د. علي محمد مقبول الأهدل

د. حيدر بن أحمد الصافح

د. أحمد حسان علي حسان

عبد الرحمن سعيد البريهي

أحمد إبراهيم أحمد حسان

أمين عبد الله جعفر

مراد بن أحمد القدسي

قاسم بن علي قاسم العصيمي

أحمد بن سليمان أهيف

خالد محمد الصادقي

صالح محمد بارويس

مختار محمد عبد القوي

عبد الرحمن محمد نموس

صالح بن علي الوادعي

محمد علي حسين حاتم الوادعي

محمد عبد الرحمن غنيم

عقيل المقطري

محمد عبد الله أحمد خديف

حسن عبد الله حمد شافعي

الخضر عبد الملك الشيباني

عبد الوهاب محمد عبد الرحمن الحميقاني

عبد الله بن ناجي الشغدري

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply