لطائف من كتاب ذوق الهدية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

-         فضائل الهدية: المحبة والمودة وغيرها وعند البخاري في الأدب المفرد "تهادوا تحابوا" وكما في آية بلقيس في سورة النمل .

-         مظاهر ذوق الهدية: سترها والإسرار بها وتعجيلها وتصغيرها هذا الأصل وقد يقتضي الذوق عكس ذلك تماما حسب المهدى إليه، وحسن اختيارها، والحذر من احتقارها من كلا الطرفين، وألا يترتب عليها إضرار بأحد، ومراعاة زمان تقديمها، ومكانها، ومراعاة حال المهدى إليه، وألا تقطع العادة فيمن اعتدت إهداءه، ومراعاة حال تسليمها، وإصحابها بمعاني الود واللطف، والتنوع في الهدية خصوصا إذا قدمت لمجموعة متفرقة، ونسيانها وعدم التذكير بها تصريحا أو تلويحا، والإتحاف بها حال القدوم من السفر، وإتحاف الطلاب بها، وألا يقع السوء في نفسك إذا لم يهدى إليك، وحملها إذا كانت ثقيلة ، والعناية بالهدايا المعنوية، وحسن قبولها ممن أهديت إليه، ومراعاة المهدى إليه ملائمة الإخبار بها من عدمه، وترك المهدى إليه المقارنة بين الهدايا، وحسن التلطف في طلب الهدية ، وإشراك الحاضرين فيها، وتذكر المهدى إليه الهدية والحذر من نسيانها .

ومما لا يفوت التذكير به: احتساب أجر الهدية واستحضار كونها قربة لله سبحانه وتعالى .

-         أبيات متفرقة في معاني الهدايا

من أفضل الهدايا الطيب

قال الصنوبري: الطيب يهدى ويستهدى طرائفه * وأشرف الناس يهدي أطيب الطيب .

وقال آخر : يا أيها القاضي الذي نفسي له*مع قرب عهد لقائه مشتاقه

أهديت عطرا مثل طيب ثنائه*فكأنما أهدي له أخلاقه

 

ليست الهدية بقيمتها بل معناها

 قال قائلهم:

لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته * لكنت أسألك الدنيا وما فيها

 لكن تقبلت هذا النعل معتقدا * أن الهدايا على قدر مهديها

قال الطائي لما أهدى إلى الحسن بن وهب قلما

 قد بعثنا إليك أكرمك الل*ه بشيء فكن ذا قبول

 لا تقسه إلى ندى كفك الغم*ر ولا نيلك الكثير الجزيل

 واغتفر قلة الهدية مني*إن جهد المقل غير قليل

 

المن يفسد الود ويذهبه

 قال الشاعر :

أفسدت بالمن ما أسديت من حسن*ليس الكريم إذا أسدى بمنان

 وقال ابن حزم: حالان يحسن فيهما ما يقبح في غيرهما وهما المعاتبة والاعتذار فإنه يحسن فيهما تعديد الأيادي وذكر الإحسان وذلك غاية القبح فيما عدا هاتين الحالتين

 وقال الشافعي:

 منن الرجال على القلو*ب أشد من وقع الأسنة

 وقال البارودي:

 تحملت خوف المن كل رزيئة * وحمل رزايا الدهر أحلى من المن

 

كل كلام لطيف حسن فهو من قبيل الهدايا المعنوية:

 قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: إن رجلا يقرئك السلام فقال هدية حسنة ومحمل خفيف .

 

دأب النبلاء وأدب الفضلاء وذوق ذوي النفوس العالية التي أشربت المروءة وعرفت من أين تؤتى المكارم قبول الهدية مهما كانت بل والثناء والرد الجميل

 قال الشاعر

 فوالله لا أنفك أهدي شواردا * إليك يحملن الثناء الجميلا

 ألذ من السلوى وأطيب نفحة * من المسك مفتوتا وأيسر محملا

 

الكرم خلق النبلاء ودأب الفضلاء

 قال الشاعر:

 لا تبخلن بدنيا وهي مقبلة* فليس ينقصها التبذير والسرف

 فإن تولت فأحرى أن تجود بها * فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف

 

كرام الناس وأفاضلهم من كثرة هداياهم يصدق على المهدى عليه أن يتمثل بقول الشاعر:

فما ندري لفرطك في العطايا * أنكثر من سؤالك أم نقل

 إذا ورد الشتاء فأنت شمس * وإن ورد المصيف فأنت ظل

اللهم اهدنا لصالح الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply