دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوطنية في نفوس الأطفال


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 
تبرز اليوم أهمية الوطنية والمواطنة، ومن أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من أخطار العولمة، ومؤسساتها، وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات، والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية صغيرة، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف، والقيم، والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية .
وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، وخاصة المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة، وتنشئة الطفل عليها تجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته.
والطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع، وأنه عنصر فيه، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤوليةوالمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن .
وهناك العديد من المؤسسات لتي تعمل على تشكيل وتنمية الوطنية والمواطنة عند الفرد كالأسرة، و المسجد، والمدرسة، ووسائل الإعلام، إلا أن الأسرة والمدرسة تعتبران أهم المؤسسات في إعداد الأطفال، وتربيتهم على الوطنية والمواطنة، لذا حاول هذا البحث بيان الدور الذي تقومان به في تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال من خلال ثلاثة مباحث هدفت إلى:
أولا- بيان المقصود بالوطنية والمواطنة وبيان الفرق بينهما .
ثانيا- التعرف على دور الأسرة في تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال .
ثالثا- التعرف على دور المدرسة في تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال .
أهمية البحث :
تكمن أهمية هذا البحث فيما يلي :
1
-أهمية الوطنية والمواطنة، وأهمية بناء المواطن ، وإنماء سلوكياته الإيجابية منذ الصغر بتنمية القيم والمفاهيم الموجبة لديه -خاصة الوطنية والمواطنة .
2
-يتعرض هذا البحث لموضوع على درجة كبيرة من الأهمية، ويرجع ذلك إلى أنه ربما تحاول بعض القوى الخارجية العمل على إضعاف قيم الوطنية لدى المواطن، وغيرها من القيم المرتبطة بحب الوطن.
3- تأتي أهمية هذا البحث، من أنه يحاول الاستجابة لما أوصت به الدراسات والبحوث العلمية، بأهمية دراسة قضية الوطنية والمواطنة، للوصول لبعض المتطلبات التي من شأنها أن تكون بمثابة آليات تعزز من وطنية المواطن .
4
-تتضح أهمية هذا البحث من أهمية المرحلة العمرية التي يتناولها، حيث يركز على مرحلة الطفولة، ففي هذه المرحلة يجب أن يتهيأ الطفل لفهم واكتساب ما يتعلق بالوطن .
عرض موجز لما تضمنه عليه البحث:-
أولا: أبان المبحث الأول: المقصود بالوطنية والمواطنة، والفرق بينهما: فمن المسلمات المتفق عليها أن الوطنية شعور والوطنية ممارسة، والوطنية حب ووفاء بينما المواطنة قبول (برضا أو تبرم) والوطنية حرارة وانفعال وجداني، أما المواطنة فهي سلوك وتصرفات، والوطنية ارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع، بينما المواطنة ارتباط عملي، والوطنية حس قلبي ضميري داخلي، أما المواطنة فهي سلوك فعلي ظاهري، والوطنية لا تعدد فيها ولا تبدل، أما المواطنة فهي تكيف ومرونة، أي أن الوطنية نتيجة لواقع، بينما المواطنة وسيلة لهدف .
ومن المتفق عليه أيضا أن الوطنية هي محصلة للمواطنة، فلا وطنية جيدة، بدون مواطنة جيدة ،لكن المواطنة يمكن أن تتم دون وطنية فالوطنية ذات صلة بالتاريخ والهوية، أما المواطنة فهي التناغم والإيقاع الحياتي اليومي.
وتعرف الموسوعة العربية العالمية الوطنية بأنها (تعبير قويم يعني حب الفرد وإخلاصه لوطنه الذي يشمل الانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ ، والتفاني في خدمة الوطن)، ويوحي هذا المصطلح بالتوحد مع الأمة .
وهكذا تشير الوطنية إلى مشاعر الحب والولاء التي تكمن في الانتماء للوطن، حب للبلد، وللأرض، وللشعب، وفخر بالتراث والحضارة، وتتجلى مظاهرها في الالتزام بالحقوق والواجبات، واحترام القوانين السائدة في الوطن والتوحد معه والعمل على حمايته، والدفاع عنه وقت الأزمات بكل غال ونفيس، حرصا على تماسكه، ووحدته، واستمرارية بقائه وسلامته، وعملا على نمائه وتقدمه .
وأما المواطنة فيرى الباحث أنها تستوعب وجود علاقة بين الوطن والمواطن، وأنها تقوم على الكفاءة الاجتماعية والسياسية للفرد كما تستلزم المواطنة الفاعلة توافر صفات أساسية في المواطن تجعل منه شخصية مؤثرة في الحياة العامة، وقادرة على المشاركة في اتخاذ القرارات.
ويمكن القول بأن صفة الوطنية أكثر عمقا من صفة المواطنة، أو أنها أعلى درجات المواطنة، فالفرد يكتسب صفة المواطنة بمجرد انتسابه إلى جماعة أو دولة معينة، ولكنه لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل والفعل لصالح هذه الجماعة أو الدولة، وتصبح المصلحة العامة لديه أهم من مصلحته الخاصة .
ثانيا: تناول المبحث الثاني: دور الأسرة في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة فيمكن للأسرة أن تقوم بدورها في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة من خلال ما يلي :
1
-إعداد الأطفال لأن يكونوا مواطنين صالحين متمسكين بعقيدتهم الإسلامية .
2
-اغتنام كل فرصة للحديث المباشر مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة، و تنشئة الأبناء على العادات الصحيحة للمواطن المخلص لوطنه، واحترام قواعد وأنظمة الأمن والسلامة، وأن يبينوا لهم بالأمثلة والشواهد المقربة إلى عقولهم بأن هذه الأنظمة والقوانين إنما وضعت لحفظ سلامتنا ومصالحنا وحقوقنا ولتيسير شؤوننا الحياتية .
3
- غرس حب الوطن في نفوس الأطفال ليزدادوا اعتزازا به مع العمل من أجل تقدمه وإعلاء شانه والذود عن حياضه.
4
-التعريف بصروح الوطن بأخذ الأطفال في جولات تشمل المواقع التاريخية والتراثية ، مع سرد قصة كل موقع منها.
5
- تعزيز ثقافة الحوار والمشاركة والتسامح مع الاختلاف .
6
-إكساب الطفل المهارات التي تمكنه من أن:
أ- ينتمي لوطنه، و أمته الإسلامية .
ب- يقدر المصلحة العامة ويقدمها على مصلحته الخاصة، ويضحي من أجل الصالح العام .
ج- يعمل بروح الفريق، ويمارس العمل الجماعي التطوعي .
د- يتحمل المسؤولية، ويمارس الأساليب العقلانية في الحوار .
ه - يؤدي واجباته، ويتمسك بحقوقه، ويؤمن بمبادئ العدالة الاجتماعية.
و- يتحلى بالخلق الرفيع ويتأدب بآداب الحوار، ويحترم آراء الآخرين .
ز- يمارس النقد الذاتي، ويشارك في اتخاذ القرار .
ثالثا:عرض المبحث الثالث لدور المدرسة في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة
حيث يمكن أن تحقق المدرسة تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة من خلال ما يلي:
أ-العمل على تعزيز الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال عن طريق :
1
-تزويد الأطفال بالمهارات اللازمة لفهم الحقوق والواجبات، والحقوق تشمل كل ما يكفله الوطن لهم من حقوقهم في مدرستهم ودائرتهم التي يعيشون فيها.
أما واجبات المواطن التي يجب أن يفهمها كل طالب ويؤديها على وجهها الأكمل فتشمل أمورا منها :
-
تحمل المسؤولية المشتركة ، والمشاركة في صنع القرار بالطرق المدنية التي تقرها أنظمة الدولة، ليشعر أن رأيه مسموع، وأن قدراته مستفاد منها .
-
تبصيره بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأي .
-
تعويده التعامل مع وجهات النظر المخالفة وسبل حل الخلافات في الرأي أو في المصالح .
-
المشاركة في تطبيق النظام، بحيث يرشد الطالب إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة، وأهمية المسؤولية الفردية، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين، كما يمكن تزويد الطالب بالأساليب التي يمكن أن يتخذها عند رؤية من يخالف النظام، بحيث يشعر الطالب بأن أي مخالفة للنظام في أي مكان ولو كانت صغيرة هي خروج على الجماعة ولو بشكل يسير ، وأن هذا الخروج قد يهدد النظام على المدى البعيد حال التساهل به .
-
المشاركة في تقويم من يخرج على النظام بالطرق المشروعة ، بحيث يزود الطالب ويدرب على أساليب تناسبه، وتلائم البيئة المدرسية، وتساعد على تنفيره من مخالفة سلوك المواطنة، وبالتأكيد فإن على المدرسة ضرورة تدريب الطلاب عمليا على حفظ النظام داخل الفصول وداخل المدرسة.
2- تعويد الأطفال على التعايش والتعاون مع الآخرين.
3
-تربية الأطفال على الشورى:-وهذه التربية تعمل على تنمية قيم التسامح والحوار وتقبل وجهات نظر الآخرين، وطاعة قرارات الأغلبية ، وغيرها من القيم والمهارات التي لا بد أن يكتسبها الطفل لكي يستطيع التفاعل مع الآخرين في الأسرة، والمدرسة والمجتمع.
4
-تربية الأطفال على السلام :
وتهدف التربية على السلام بصفة عامة إلى تعليم القواعد الضرورية للعلاقة المنسجمة والسليمة بين الأمم والناس، وتشجيع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحرياته، واحترام الحق في التطور والتنمية وتشجيعه، واحترام حرية أي فرد في التعبير، والحصول على المعلومات والتفاوض من أجل حسم الصراعات، والتمسك بمبادئ: الحرية والعدالة، والتسامح، والتعاون، والتعدد الثقافي، والحوار .
ب -أن تعمل المدرسة على تحسين تعلم الوطنية والمواطنة:
حيث يمكن للمدرسة أن تعمل على تحسين تعلم الوطنية والمواطنة:- من خلال :-
المناخ المدرسي، والمقررات الدراسية، وأسلوب وأداء المعلم، وطرائق التدريس، والأنشطة المدرسية .
1
-حيث ينبغي تهيئة المناخ المدرسي المناسب الذي يسمح بتعلم وتدريس مفاهيم التربية الوطنية، ويتيح المجال لمشاركة الطلاب والمعلمين في الأنشطة المختلفة، فالعمل الجماعي والتعاون يسهل العملية التعليمية التي يقوم بها المعلمون، وتزداد فاعليتهم وأداؤهم عندما تتوفر مختلف لوازم التعليم، وتقدم الإمكانات المختلفة، وتنفتح المدرسة على الخارج، ولقد وجد أن المدرسة التي تسود فيها مبادئ الشورى والاحترام المتبادل للآراء والذات الفردية، وترسيخ العلاقات الإنسانية الإيجابية وغيرها تؤدي إلى ترسيخ قيم التماسك الاجتماعي وانتماء وولاء الفرد لوطنه.
2
- أن تهتم المقررات الدراسية وخاصة مقررات الدراسات الاجتماعية، والنصوص، والقراءة ، والتعبير، بإكساب التلاميذ الهوية الوطنية، وتؤكد فيها على ارتباط الطالب بوطنه أرضا، وتاريخيا، وبشرا، وتستثير لديه مشاعر الفخر بالانتساب لوطنه وتغذي فيه الاستعداد للتضحية في سبيله بالنفس والنفيس، وأن تكون هذه المقررات ذات تأثير إيجابي نحو الانتماء.
3-(من أجل تعليم ناجح للمواطنة يجب الاهتمام بالمعلم) الذي لا يزال عنصراً فعالاً في العملية التعليمية، ليس باعتباره حاملاً للمعرفة التي يجب أن يكتسبها الطلاب عن وطنهم وقضاياه، بل لأنه يمثل نموذجا للمواطن الذي سوف يحتذي به الطلاب في طريقهم ليكونوا مواطنين صالحين.
3-ضرورة تنويع أساليب وطرائق تعليم التربية الوطنية لتشمل: برامج تدريبية ، وورشا للعصف الذهني والتوعية وزيارات ميدانية، ويجب التركيز على الزيارات الميدانية؛ لأن تعليم الوطنية والمواطنة لا يتحقق على النحو الأمثل إلا في المواقف العملية ومن خلال علاقة المدرسة بمختلف مؤسسات المجتمع المدني والبيئة الخارجية .
فهناك ميادين كثيرة إذا استغلت بشكل جيد من المدرسة أمكن رفع أداء المعلمين والطلاب مثل الاشتراك في الأندية الرياضية والاجتماعية، والانتخاب والترشيح ، والمشاركة في حماية البيئة والمحافظة عليها وغيرها .
4
-يمكن للأنشطة المدرسية أن تؤدي دورا كبيرا في تحسين تعلم الوطنية والمواطنة وحتى تؤدي هذا الدور على الوجه الأكمل يجب العمل على :-
-
تنويع برامج الأنشطة المدرسية لتشمل برامج تربوية اجتماعية وثقافية وبيئية وكشفية وسياحية.
-
عقد ندوات واجتماعات مدرسية ، يتم فيها دعوة كبار المسؤولين من مجالات متخصصة مختلفة ، لمناقشة الطلاب في قضايا الوطن.
5-استغلال الأنشطة البدنية والرياضية في تنمية المعارف والمهارات التي تمكن الطلاب من تطوير قدراتهم الاجتماعية مثل العمل ضمن فريق والتضامن والتسامح، والروح الرياضية .
وقد توصل البحث إلى عدة نتائج ، أوصي في ضوئها ببعض التوصيات:-
أولاً:- نتائج البحث :-
1
-الوطنية هي الجانب الفعلي للمواطنة،فالوطنية محصلة للمواطنة، فلا وطنية جيدة، بدون مواطنة جيدة .
2
-صفة الوطنية أكثر عمقا من صفة المواطنة، فالمواطنة تكتسب بمجرد الانتساب إلى جماعة أو لدولة معينة، أما الوطنية فتكتسب بالعمل والفعل الصالح من أجل مصلحة الجماعة والدولة .
3
-يكتسب الفرد الولاء الوطني من خلال بيئته أولاً، ثم من مدرسته ، ثم من مجتمعه بأكمله حتى يشعر الفرد بأنه جزء من كل .
4
- للأسرة دور كبير في تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة من خلال عدة وسائل أهمها :-
أ- تنمية اتجاهات التفاهم والأخوة والتعاون التي يجب أن تسود الناس .
ب- تعزيز ثقافة المشاركة والحوار والتسامح والتعايش مع الآخرين .
ج- تدريب الأطفال على أداء واجباتهم والتمسك بحقوقهم .
د- تقدير المصلحة العامة للوطن ، وتقديمها على المصلحة الخاصة .
5 -
أن المدرسة تعمل على تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة من خلال :-
أ- تعزيز الانتماء للوطن ، والاعتزاز بتاريخه ومنجزاته .
ب- تعريف الأطفال فئتين من السلوك ( الحقوق والواجبات).
ج- تعويد الأطفال على التعايش والتعاون مع الجيران المحليين والدوليين .
د- تربية الأطفال على الشورى والسلام .
ه - تهيئة المناخ المدرسي، والمقررات الدراسية، والمعلم، وطرائق التدريس، والأنشطة المدرسية لتحسين تعلم الوطنية والمواطنة وتنميتهما في نفوس الأطفال .
ثانياً:- التوصيات :
1
-على الأسرة تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس أطفالها من خلال السلوكيات والممارسات العملية الدالة على حب الوطن، والانتماء له .
2
-العمل على نشر مفاهيم الوطنية والمواطنة وما يتعلق بها من معارف، وقيم ، ومبادئ ومهارات في سائر المقررات الدراسية، ولا سيما أن أساس الوطنية والمواطنة وما يتضمنانه من حقوق وواجبات هو (الشريعة الإسلامية).
3-يجب ألا يتوقف تعلم الطالب الوطنية والمواطنة عند مرحلة عمرية معينة أو تعليمية، إنما لابد من مواصلة تعليم الوطنية والمواطنة خلال مراحل تعليمية مختلفة وفق أهداف تراكمية المفاهيم وتسلسلها حسب مستوياتها المختلفة ، وعلاقتها بالمستويات العقلية والعمرية للطالب.
4-ضرورة العناية بمن يتولون العملية التدريسية للوطنية والمواطنة من حيث الاختيار والتأهيل والإعداد ، والعمل على رفع مستوى أدائهم، خاصة بالتدريب أثناء الخدمة على طرائق التدريس، والإلمام الكافي بالثقافات المحلية والعالمية وبالنظم السياسية والإدارية، وباتجاهات المجتمع الذي يعيش فيه الطالب .
5
-العمل على أن تكون المدرسة بيئة ناجحة لممارسة المواطنة السليمة فيتدرب الطلاب على مناقشة القضايا التي تهمهم، واتخاذ القرارات المناسبة ومعالجة الاختلاف في الرأي بينهم، والتعامل مع المخالفين.
6
- على الأسرة والمدرسة غرس الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال، بالقول والأناشيد العذبة، والمسابقات الثقافية، والألعاب الممتعة وبالسلام الوطني، وبكل ما يمكن أن يوصل إلى ذلك الهدف النبيل ليعتز الناشئون بوطنهم، ويبذلوا النفس والنفيس في سبيل حمايته وحراسته من كيد الكائدين وعبث العابثين.
وختاما يمكن القول أن تربية الأطفال على الوطنية والمواطنة لا يمكن أن تتحقق على الوجه الأكمل إلا بوجود تعاون وثيق بين الأسرة والمدرسة، ويتطلب ذلك التنسيق والتكامل مع المؤسسات الأخرى ذات الصلة التربوية التي يتعرض لها المواطن كوسائل الإعلام، والصحف والمجلات ، ووسائل الترفيه ، والتفاعل مع الآخرين، فالبيئة والمجتمع اليوم معلم أساسي يزاحم المدرسة وبالتالي فإن أي تعلم أو خبرة يحصل عليها الطفل من المدرسة لا يمكن أن تحقق أهدافها ما لم يكن هناك تفاعل وتعاون وتنسيق بين الأسرة والمدرسة والمجتمع بهدف تعزيز وتأكيد الخبرات المكتسبة ومنها الوطنية والمواطنة .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply