بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تعريفه: مشاركة أمر لأمر في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه.
أركانه:
-1الـمُشَبه.
-2المشبه به، وهما طرفا التشبيه.
-3وجه الشبَه، وهو الصفة المشتركة بين الطرفين.
-4 أداة التشبيه. ملفوظة أو ملحوظة.
وقد تكون أداة التشبيه حرفًا كالكاف وكَأَن، أو اسمًا؛ نحو: مِثل، مُماثِل، شِبه، نظير، أو فعلًا نحو: يُشبِه، يُماثل، يُضاهي.
وقد تجتمع أركان التشبيه كلها، وقد يُحذف بعضها، مثال ما اجتمعت فيه: العلمُ كالنور في الهداية، فالعلم مشبه، والنور مشبه به، والهداية وجه الشبه، والكاف أداة.
أقسام طرفي التشبيه باعتبار الحس والعقل:
-1حسيان: مثل: محمد كالقمر في الضياء [1].
-2 عقليان: مثل: العلم كالحياة، الجهل كالموت.
3 -لمشبه حسي والمشبه به عقلي: مثل: جليس السوء كالموت.
4-المشبه عقلي والمشبه به حسي: مثل: العلم كالنور.
أقسام طرفي التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب:
-1 مفردان: [2]مثل:
والنَفسُ كَالطفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَ عَلَى *** حُبِ الرضَاع وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ
-2 مركبان: مثل:
كأن سُهَيْلًا والنُجُوْمُ وَرَاءَهُ *** صُفُوْفُ صَلاةٍ قَامَ فِيهاَ إِمَامُها
-3 المشبه مفرد والمشبه به مركب؛ كقول الخنساء:
وَإِنَ صَخراً لَتَأتَمَ الهُداةُ بِهِ*** كَأَنَهُ عَلَمٌفيرَأسِهِ نارُ
-4 المشبه مركب والمشبه به مفرد: مثل: الأرض في الربيع وقد ازْدانتْ بكل بهيج كأنها الليلة القمراء.
أقسام طرفي التشبيه باعتبارها تعددهما:
-1 تشبيه ملفوف:
وهو ما جُمع كل طرف منهما مع مثله؛ كجمع المشبه مع المشبه، والمشبه به مع المشبه به، ويؤتى بالمشبهات أولًا، ثم بالمشبهات بها ثانية، مثل: هندٌ وسعادُ كالشمس والقمر.
-2 تشبيه مفروق:
وهو جمع كل مشبه مع ما شُبِّه به على التوالي؛ مثل: هندٌ كالشمس وسعاد كالقمر.
ومنه قول الشاعر:
النشرُ مسكٌ والوجوهُ دَنا *** نير وأطرافُ الأكُف عَنَم
-3 تشبيه التسوية:
وهو أن يتعدد المشبه ويبقى المشبه به مفردًا؛ مثل: هندٌ وسعاد كالشمس.
-4 تشبيه الجمع:
وهو أن يتعدد المشبه به دون المشبه، مثل: خالد كالبحر في الكرم والأسد في الشجاعة.
أقسام التشبيه باعتبار وجه الشبه:
وينقسم التشبيه باعتبار إفراد وجه الشبه وتعدده إلى قسمين.
-1 مفرد: وهو ما كان فيه كل من طرفي التشبيه ووجه الشبه لفظًا مفردًا، مثل: وجهه كالبدر في الضياء، وقوله تعالى :﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ﴾ ]هود: 42[.
2 - تمثيلي: وهو تشبيه صورة بصورة؛ بحيث يكون وجه الشبه فيه صورة منتزَعَة من أشياء متعددة؛ كقوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ﴾] البقرة: 261[.
فوجه الشبه: صورة دفع القليل والحصول من وراء ذلك على الكثير.
أقسام التشبيه باعتبار ذكر الأركان وحذفها:
1-التشبيه المُفصل: وهو ما ذُكر فيه وجه الشبه مثل: محمدٌ كالبحر في الجود.
2- التشبيه المُجمَل: وهو ما حُذف منه وجه الشبه؛ مثل: محمد كالبحر.
3- التشبيه المرسل: وهو ما ذُكرت فيه الأداة؛ مثل: محمد كالأسد في الشجاعة.
4-التشبيه المؤكد: وهو ما حُذفت منه الأداة، مثل: محمد أسد في الشجاعة.
5-التشبيه البليغ: وهو ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه؛ مثل: محمد أسدٌ، الجملُ سفينةُ الصحراء.
ملاحظة:بعض أساليب التشبيه أقوى من بعض في المبالغة ووضوح الدلالة ولها ثلاث مراتب:
1- أعلاها وأبلغها: وهو التشبيه البليغ؛ لأن فيه ادعاءً أن المشبه والمشبه به شيء واحد.
2- أوسطها: وهو ما حُذفت منه الأداة أو وجه الشبه.
3- أقلها: وهو ما ذُكرت فيه الأداة أو وجه الشبه.
أقسام التشبيه باعتبار الوضوح وعدمه:
1- صريح: وهو ما صُرح فيه المشبه والمشبه به؛ مثل: محمد كالبحر في العطاء.
2- ضمني: وهو الذي لم يُصرح فيه المشبه والمشبه به في التركيب، بل يفهمان من مضمون الكلام وسياق الحديث.
وفائدته: إمكانية الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه، مثل قول المتنبي:
مَنْيَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ *** ما لجُرْحٍ بمَيتٍ إيلامُ
أي: إن الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمُّله بدليل أن الميت إذا جُرح لا يتألم.
التشبيه المقلوب:الأصل في التشبيه أن يكون المشبه به أقوى وأظهر من المشبه، لكن قد يُعكس فيكون التشبيه مقلوبًا.
تعريفه: جعل المشبه مشبهًا به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر، مثل: كأن سوادَ الليل شَعرُه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
[1] المراد بالحسي: ما يُدْرَك بإِحْدى الحَواس الخَمْس.
[2] والمفرد في البلاغة ضد المركب، فيدخل فيه المثنّى والجمع.