بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وقفات مع قوله تعالى من مفتاح السورة:} وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون{.
[443] قال الشيخ حفظه الله:
}وكذلك نصرف الآيات{
1- من تصريف الآيات في صدق النبي ﷺ:
أولا:نفس ما جاء به النبي ﷺ آية على صدقه.
ثانيا:أخلاقه ﷺ قبل أن يوحى إليه حجة على صدقه، كما في حديث الصفا المشهور، فقد شهدوا للنبي ﷺ بالصدق مع أنه نبأهم بأمر غريب، فهم في حرم آمن فكيف يغير عليهم الناس؟ ومع ذلك صدقوه ﷺ.
ثالثا:نفس ما جاء به النبي ﷺ من القرآن، آية على صدقه.
رابعا:إنشقاق القمر وآيات كثيرة أخرى.
خامسا:أن أهل الكتاب عرفوا أنه ﷺ على الحق وشهد منهم من شهد أنه على الحق، مثل عبد الله بن سلام، أي من دخل في دين الإسلام من اليهود والنصارى.
}وليقولوا درست{
2- سبحان الله!
كيف تكون الآية الواحدة هدى لقوم؛ وضلالا على آخرين!
فمعنى هذه الآية أن الله تعالى يصرف الآيات وينوعها ويكثرها ليقول الكفار {درست}، وفي قراءة {دارست}، وفي قراءة {دَرَسَت}، وخلاصة هذا أن الكفار يقولون أن محمدا تدارس العلم مع أهل الكتاب فوصل إلى ما وصل إليه، أي
أنه تعلم هذا الذي يتكلم به عن طريق المدراسة.
مع أن نفس هذا كان ينبغي أن يكون آية بينة لهم، فهو ﷺ رجل لا يقرأ ولا يكتب، وهو في الأميين الذين لم ينزل عليهم كتاب يقرؤونه ومع ذلك يأتي بهذا الكتاب العظيم وبهذا الوحي العظيم، الذي فيه الآيات البينات وأنباء الصدق.
فهذا من إضلال الله تعالى عقوبة لهم على تكذييهم وسخريتهم واستهزائهم..
}ولنبينه لقوم يعلمون {
3- نفس هذه الآيات التي أضلت أولئك كانت سببا في هداية ويقين الذين يعلمون، فالله سبحانه وتعالى يهدي ويضل بنفس الآية!
قال تعالى في سورة المدثر:{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذي أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد