بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
خلال سنوات قضيتها مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله استفدت منه ما لا يعلمه إلا الله، فإن جلّ كتب العلم تعلّم فحسب، وأما كتبه فإنها لا تعلّم فحسب، بل تربي قارئها، وتزكي نفسه، وتهذب أخلاقه، وتصُلح فساد قلبه، وتجمع شتات فكره وهمّه.
وها أنا أسوق لك بعضها، لعلها تكون سببًا في نفعك وصلاح قلبك وعملك.
1- أنّ الغاية التي ما بعدها غاية: توحيد الله وحبّه ورجاؤه والإخلاص له والصدق معه، بحيث تكون حياتك كلّها له وحده، فلا تشعر إلا أنّ لك إلا همّا وقصدًا واحدًا فقط، وهو عبادته.
فتنفتح لك أبواب اللذة والسعادة والسكينة من أوسع أبوابها، ويأتيك من النعيم الذي لا يُشابهه إلا نعيم أهل الجنة.
2- تعظيم الشريعة المنزَّلة من عند الحكيم الخبير، وأن النصوص الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعارضها قط صريح معقول، فضلًا عن أن يكون مقدَّمًا عليها، وإنما الذي يعارضها شُبَهٌ وخيالات.
3- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وعدم الخروج على الحاكم ولو ظلم وفسق.
4- وجوب تقديم الكتاب والسنة على العقل، والمذهب، وما عليه الآباء والأجداد.
5- الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم إيمانًا مطلقًا جازمًا عامًا: بتصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أوجب وأمر، وأن كل ما عارض ذلك فهو باطل.
6- هوان الدينا، وتعظيم شأن الآخرة والعمل لها.
7- الوفاء مع الأصدقاء والطلاب، والمحبة والنصح لهم، والعناية بهم، وعدم السماح لأي أحد في أذاهم والنيل منهم.
8- العدل والإنصاف مع الموافق والمخالف، مع عدم المداهنة والمجاملة في بيان الحقّ بعدل ورفق ورحمة.
9- أنّ مكر الأعداء وإن عظم وكثر فهو إلى الزوال، ولن يبقى إلا صاحب الحق الصادق، فهو الذي سيرفع الله شأنه، ويُعلي ذكره، ولو مات وحيدًا سجينًا، أو بعديًا طريدًا.
10- أنّ المناصب والجاه والمال لا ترفع صاحبها، إلا كما يُرفع تمثالٌ من ثلج، سرعان ما يتهافت ويسقط ويذوب عند طلوع الشمس الحارة.
ولا يرفع الإنسان إلا إيمانه وعلمه وخلقه.
11- أهمية العناية بصلاح القلب، الذي هو أصل صلاح العمل.
12- أنّ الجدّ والاجتهاد – مع الاستعانة بالله – من أعظم أسباب التوفيق والنجاح والإنجاز.
13- عدم الانتقام للنفس، وبذلها لله رخيصة منقادة، فلا ينشغل المسلم بمن سبّه وآذاه، لا بحمل الهم والحقد عليه، ولا بالردّ عليه والتشفي منه؛ لأنه منشغل بهم واحد، وهو العمل لله والجهاد في سبيله بالعلم والعمل والدعوة إليه.
14- سلامة القلب من الحسد والحقد والغل والغرور والاعتداد بالنفس.
15- التفريق في تعاملنا مع المخالفين، فتعاملنا مع هو شديد المخالفة للشريعة ليس مثل من هو أخفّ وأقلّ مخالفة لها، فلا يجوز أن نُساوي بين المخالفين في تعاملنا، وأن نضعهم جميعًا في خانة واحدة، وهي خانة البغض والعداوة والبراء والإقصاء، فهذا من الحيف والظلم وقلّة الفقه، وهو دليل على نقص العلم والعقل والحكمة والرحمة.
16- أنه ليس لأحدٍ أن ينصّب للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرّقون به بين الأمة، يوالون على ذلك الكلام، أو تلك النسبة ويعادون.
17- سلامة المسلمين الموحدّين عامّة، وعلمائهم ودعاتهم المخلصين خاصة من لساني ويدي، وألا أعادي وأسلط لساني وقلمي إلا على أهل البدع والفساد والإجرام.
هذه بعض ما استفدته منه وأثر عليّ وغيّر في حياتي، وأرجو أن يؤثر في إخواني، وأن يكون سببًا في تغيّر حياتهم إلى الأفضل والأكمل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد