الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مُقتَرَحُ خُطبَة الجُمُعَةِ الرَّابِعَة مِن شَهرِ ذِي الحجَّة، وَدُرُوسُ هذا الأُسبُوعِ، وَدُرُوسُ النِّسَاءِ:
1- مَوَاقِف وُنَمَاذِج مُشرِقَةٌ لِسُرعَةِ الاستِجَابَةِ وَالامْتِثَال.
• رحلة الخليل عليه السلام.
• الحجاج ومناسك الحج.
• أمثلة لسرعة تطبيق الصحابة.
2- شُؤْمُ المُخَالَفَةِ، وَعَدَم الاستِجَابَةِ وَالامْتِثَال.
الهَدَفُ مِنَ الخُطبَةِ: تربية النفوس على سرعة الامتثال للشرع، بذكر النماذج والمواقف لتطبيق الصحابة لنصوص الشرع، وفرصة الحديث عن أى مخالفات شرعية في المجتمع.
مُقَدِّمَةٌ ومَدَخَلٌ للمُوْضُوعِ:
أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، فإن الله تعالى قد أمر عباده المؤمنين بالاستجابة لأمره سبحانه وتعالى.
فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
وقال تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ}.
ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين، ممن يمتثلون لشرعه ويستجيبون لأمره سبحانه وتعالى.
فقال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}.
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
ولقد تحقق هذا الامتثال وهذه السرعة في الاستجابة واقعًا عمليًّا طِوال ما مضى من أيام مباركة، حيث مناسك الحج، وشعيرة الأضحية؛ ودروس عملية في سرعة الامتثال والاستجابة لرب البرية.
وتبدأ القصة مع الخليل إبراهيم عليه السلام؛ فهو أعظم من علمنا سرعة الاستجابة والامتثال:
قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
فترك زوجته وطفله الرضيع بواد غير ذي زرع.
قال الله تعالى: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.
ثم يأتيه الأمر من الله تعالى بذبح ولده اسماعيل.
قال الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنادَيْناهُ أَن يا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.
ثم الأمر برفع القواعد من البيت.
قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
ثم الأمر بنداء الناس لحج بيته الله الحرام.
قال تعالى: {وَإذن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: *فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك*.
فيستجيب أهل الإيمان لنداء خليل الرحمن؛ فيأتون من كل فج عميق؛ (مسافات بعيدة من قارات العالم، ومن كافة الأقطار والأمصار وألسنتهم تلهج: لبيك اللهم لبيك).
فما إن يصل الحاج إلى هناك: حتى يأتيه الأمر من الله تعالى بعدم مجاوزة مواقيت مكانية حتى يغتسل ويتجرد من ملابسه، ويلبس ملابس الإحرام.
ثم يأتيه الأمر بعدم لبس المخيط أو مس الطيب أو الأخذ من الشعر والأظفار شيئًا (محظورات الإحرام).
فتجد الحرص والحذر الشديد من نتف شعرة واحدة، فإذا وصل إلى البيت الحرام، يأتيه الأمر من الله تعالى بالطواف بالبيت سبعة أشواط (وهو من الحجر) وتقبيل الحجر الأسود (وهو حجر) ثم السعى بين الصفا والمروة (وهما جبال من الحجر).
وحتى غير الحاج قد حقق ذلك واقعًا عمليَّا:
فما إن هلَّ هلال ذي الحجة حتى جاء النهى لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا؛ وتجد من يسأل هل صاحب الأضحية فقط؟ ومن فعل ذلك سهوا هل عليه حرج؟
ثم الأمر بذبح الأضحية في يوم العيد أو أيام التشريق؛ (سن محددة وشروط محددة ووقت محدد) وقد رأينا من يسأل حريصًا على دقة الامتثال (عن مخروقة الإذن وكسر يسير في القرن وقطع يسير في الأذن).
وهكذا يتربى المسلم على معاني الاستجابة والامتثال لأمر الله تعالى.
ولقد ضرب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في سرعة الاستجابة والامتثال؛ وإليك طرفًا من أحوالهم:
1- عندما نزلت آية تحريم الخمر، قاموا فأراقوا الخمر حتى سالت سكك المدينة بجرار الخمر:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} فقالوا: انتهينا ربنا وسالت سكك المدينة بجرار الخمر.
2- وكانوا يسارعون في الاستجابة والامتثال حتى ولو لم يعرف السبب والعلة من الأمر أو النهي:
ففي سنن أبي داود عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه قال: بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي بأصحابِهِ إذ خلعَ نعليهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ، فلمَّا رأى ذلِكَ القومُ، ألقوا نعالَهُم، فلمَّا قضى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَهُ قالَ: "ما حملَكُم علَى إلقاءِ نعالِكُم؟" قالوا: رأيناكَ ألقيتَ نعليكَ فألقينا نعالَنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّ جبريلَ أتاني فأخبرَني أنَّ فيهِما قذرًا -أو قالَ أذًى- وقالَ: إذا جاءَ أحدُكُم إلى المسجدِ فلينظُر فإن رأى في نعليهِ قذرًا أو أذًى فليمسَحهُ وليصلِّ فيهِما" ؛ ففي الحديث: بيان ما كان عند الصحابة من سرعة الامتثال بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يدخل المسجد يوم الجمعة وهو على الباب ولمَّا استوى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "اجلسوا" فسمعَ ذلِكَ ابنُ مسعودٍ فجلسَ على بابِ المسجدِ، فرآهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "تعالَ يا عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ".
وروى البيهقي بسند صحيح أن عبدالله بن رواحة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالطريق يقول: "اجلسوا" فجلس في الطريق، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما شأنك؟" قال: سمعتك تقول: اجلسوا فجلست، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "زادك الله طاعة".
يا لها من طواعية وشدة امتثال، ويا له من سامع مطيع يمتثل الأمر بالحرف الواحد كما يقولون.!
3- بل كانوا يمتثلون ولو على حساب رغباتهم وشهواتهم:
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَأَى خَاتَمًا مِن ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقالَ: "يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إلى جَمْرَةٍ مِن نَارٍ فَيَجْعَلُهَا في يَدِهِ"، فقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ ما ذَهَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: خُذْ خَاتمَكَ فانْتَفِعْ به، قالَ: لا وَاللَّهِ، لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.
ففي الحديث المبالغة في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
4- وربما هجر أحدهم الآخر لعدم استجابته وامتثاله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقالَ له: *لا تَخْذِفْ*؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كانَ يَكْرَهُ الخَذْفَ- وقالَ: *إنَّه لا يُصَادُ به صَيْدٌ ولَا يُنْكَى به عَدُوٌّ، ولَكِنَّهَا قدْ تَكْسِرُ السِّنَّ، وتَفْقَأُ العَيْنَ*، ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذلكَ يَخْذِفُ، فَقالَ له: أُحَدِّثُكَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نَهَى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كَرِهَ الخَذْفَ- وأَنْتَ تَخْذِفُ! لا أُكَلِّمُكَ كَذَا وكَذَا*.
5- وكانوا يتسابقون لينالوا السبق في سرعة الاستجابة والامتثال.
فهذا أبوسعيد بن المعلى رضي الله عنه يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات تغيير القبلة، قال: *فقلت لصاحبي: تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا بعماد فصليناها*.[رواه النسائي]
وهذا عكاشة بن محصن رضي الله عنه في سرعة البرق عندما سمع عن السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب: *ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله* فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الآخر: "سبقك بها عكاشة".
الخطبة الثانية: شؤم المخالفة وعدم الاستجابة والامتثال.
1- فمنها: الوقوع في الضلال والانحراف.
قال الله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
2- ومنها: التعرض للفتن.
قال الله تعالى: {لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
3- وتأمل شؤم عدم الاستجابة، ورد الأمر.
في صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، أن رجلًا أكَلَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: "كُلْ بيمينِك"، قال: لا أستطيع! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا استطعتَ! ما منَعَه إلا الكِبرُ"، قال: فما رفعها إلى فيه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من شؤم المخالفة عند تسوية الصفوف في الصلاة؛ ففي الصحيحين عَنْ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ رَضْيَ اللهُ عنهما، قَالَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: "لتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أو ليُخالِفنَّ اللهُ بينَ وُجوهِكم".
وفي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه، أنَّ أبَاهُ جَاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: "ما اسْمُكَ؟" قالَ: حَزْنٌ، قالَ: "أنْتَ سَهْلٌ"قالَ: لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي. قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: *فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ*!
4- ومنها: الخسران يوم القيامة.
قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وفي الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى"، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: "مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى".
5- ومنها: الحسرة والندامة يوم القيامة.
قال الله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا}.
وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}.
6- وتأمل إلى أحوال الكثير منا (نعلم ولا نعمل).
نعلم شؤم المعصية؛ ونعملها!
نعلم خطورة اللسان؛ ونترك له العنان!
نعلم حرمة الغناء؛ والهواتف مكتظة!
نعلم حرمة القطيعة؛ ونحن نصر عليها!
نعلم مغبة الحقد والغل؛ والقلوب مليئة!
نعلم عاقبة الظلم فى الدنيا قبل الآخرة؛ والمظالم منتشرة!
نعلم حقارة الدنيا وسرعة فناءها وزوالها؛ ونحن نتنازع ونتقاطع ونتدابر ونتقاتل من أجلها!
فنسأل الله العظيم أن يصلح أحوالنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من عباده الممتثلين ولشرعه مستجيبين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد