الصبر والوفاء في شعر العشماوي

245
1 دقائق
27 رجب 1446 (27-01-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تحدث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي (حفظه الله) في شعر عن العديد من الأخلاق الفاضلة، ومن هذه الأخلاق خلق الصبر والوفاء وفيما يلي بعض ما قاله عن ذلك:

*التعود على الصبر

عوّدتُ حزني على صبري، ففارقني

حزني، ورافقني صبري وأرضاني

صبرٌ وأجرٌ من الرحمنِ ،تَتْبعُه

بشارةٌ، ثبتتْ في آي قرآنِ

"وبشّرِ الصابرينَ" القلبُ يسمعها

سَمَاعَ مُستبشرٍ، من قَبلِ آذانِ

صبرٌ وبُشرى، لقاءٌ لا فِراقَ له

كالشمسِ والنورِ في الُّلقيا مِثالانِ

*الصبر والدعاء

أجرُّ رداءَ الصبرِ فوقَ مواجعي

فتكنسُها أطرافُه فتزولُ

فإن لم تَزُلُ فرّقتُ ليلَ أنينِها

بفجرِ دعاءٍ، والدّعاءُ جميلُ

*إضاءة الليالي بالصبر

فؤادك ينبوع الضياء إذا خلا

من النية السوداء والحقد والغدر

خطوب الليالي كالحات وإنما

تضاء بأنواع الدعاء وبالصبر.

شجرُ الوفاء يظَلُّ فينا مُثمِرا

ويظلّ أجملَ في العيون وأنضَرا

يسقيه نهرُ الحبّ ماءً صافيًا

عذبًا من الجبلِ الأشَمِّ تحَدّرا

شجرُ الوفاءِ تفرّعتْ أغصانُه

حتى غدا أبهى وأجملَ منظرا

الوفاء النادر:

اسقني من ماءِ نَهرِ الكوثرِ

ِشَرْبَةً تغسل عني كدري

وانطلقْ بي في ميادين الهدى

بحصانِ المكرُمَاتِ العبقري

لا تدعني واقفًا وحدي على

مركبِ الحُزنِ الذي لم يَعبُرِ

لا تدعني خائفًا من حُلُمي

ساهرًا، همِّي يُغذِّي سهري

أرقبُ النجمَ الذي أَثكله

في دُجَى الظلماءِ، فَقدُ القمرِ

اسقني ياحارسَ النَّبع ولا

تَبقَ مثلَ (الآدِبِ المُنتَقِرِ)

فأنا أحمل قلبًا خافقًا

بوفاءٍ نادرٍ في البشَرِ

هذه كفّي التي صافحَها

موسمُ الخصب بكفِّ المَطَرِ

مَدَّها نحوَك حُبٌّ صادقٌ

فَلتُصافحْها بروح الزَّهَرِ

تقولُ جَثَا ليلي عليّ فلم أجدْ

بَصيصًا من النور الذي يشرحُ الصّدْرا

رأيتُ ظلامَ الليل كهفًا مُغلّقًا

فما أبصرتْ عينايَ نجمًا ولا بَدرا

وكتّمتِ الظلماءُ صدري فلم أعُدْ

أُقاومُ أحزاني ولم أجدِ الصّبْرا

فقلت لها لوكانَ قلبُكِ مُشرقًا

بإيمانه الأقوى لأهدى لك الفجرا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق