وإذا سألك عبادي عني فإني قريب

197
7 دقائق
8 شعبان 1446 (07-02-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تجأرُ اليومَ أُمَّتي بالدعاءِ *** وتنادي في الكربِ ربَّ السَّماءِ

فهو الضَّيْمُ نالها وتلظَّى *** كالجحيمِ المسجورِ بالبلواءِ

والرزايا بأهلِها نازلاتٌ *** بصنوف الأرزاءِ والضَّرَّاءِ

ربِّ أنتَ القريبُ فادفع أذاها *** وأزلْ ما عرا من اللأواءِ

ربِّ قلْتَ ادعوني أُجِبْ فأغثها *** ربَّ واطمِسْ ضراوةَ الأعداءِ

لاتؤاخذْ أبرارَها بمعاصٍ *** جمَّلَتْها حماقةُ السُّفهاءِ

ربِّ أفرغْ على بنيها من الصَّبرِ*** وثَبِّتْ أقدامَهم في اللقاءِ

هي تدعو تضَرُّعًا ليس تدعو *** ربِّ إلاَّكَ ياعظيمَ العطاءِ

في الدياجي مدَّتْ إليكَ يديها *** ولديها من توبةٍ ورجاءِ

علمتْ أنَّكَ الرؤوفُ فألْقَتْ *** حِمْلَ أكدارِها الثقيلَ البلاءِ

أنتَ ياربِّ تغفرُ الذنبَ مهما *** كانَ إنْ رامكَ الفتى بالتجاءِ

وتغيثُ الملهوفَ جاءك يشكو *** بغيَ طاغٍ أو أهلَ سفْكِ الدماءِ

قد أباحوا دماءَنا وتنادوا *** لملاقاتنا وللإفناءِ

يحسرون الوجوهَ عن عربداتٍ *** تتلوَّى بالحقدِ والبغضاءِ

نحن ياربِّ لانرى مبتغانا *** عندَ مَن قد تفنَّنوا بالدهاءِ

فأحِنْهم ياربِّ في الغدِ وانصرْ *** أُمَّة الخيرِ والمثاني الوِضاءِ

كلُّ أيامها على القيمِ العليا *** تقضَّتْ ريَّانةً بالثَّناءِ

أكرمَتْها آياتُ وحيِكَ من قبلُ *** فعاشتْ للرحمةِ العصماءِ

ليس للبِرِّ منتهى يا إلهي *** ولديكَ الحباءُ بعدَ الحِباءِ

نحنُ لن نبرحَ المقامَ على أعتابِ*** فضلٍ لديكَ في الغبراءِ

غمرتْنا دومًا عطاياكَ ربِّي *** فاستجبْ للدَّاعينَ في الآناءِ

هو بابُ الخيراتِ حِصنُ عبادٍ *** ماتخلَّوا عن منهجِ الأصفياءِ

نحن ندعوكَ ثم ندعوك إنَّا *** في دعاءٍ ولهفةٍ وثواءِ

نحن نخشى إنْ لم ننادِكَ نُلقَى *** في غياباتِ عالمِ الأشقياءِ

نحن نخشى أن يغضبَ اللهُ يوما *** إن هجرْنا الدعاءَ كالبعداءِ

نحنُ أُلهِمْنا ذا الدعاءَ ونبقى *** في المغاني النَّديَّةِ الأفياءِ

يالها من ثغورِ عزٍّ وفتحٍ *** وثباتٍ ورفعةٍ و ولاءِ

أهلُها الأبرارُ التُّقاةُ (النشامى) *** وأولو الصبرِ في جِلادِ العناءِ *

وتراهم مستبشرين دوامًا *** باستجاباتِ ربِّهم ذي البهاءِ

قالها ادعوني: أستجبْ لكُمُ اليومَ *** دعاءً قد فاضَ في الأحناءِ

أوجَعَتْكُمْ أحزانُكم فالتجأتُم *** إنَّه اللهُ يُرتَجي في البلاءِ

فاثبتوا واذكروا القويَّ كثيرا *** تُنصروا رغمَ هذه الأرزاءِ

وأطيعوا الرسولَ تُؤتَ إليكم *** من فتوحاتِ مجدِه الوضَّاءِ

واحذروا الفُرقةَ البغيضةَ في العيشِ*** ففيها عواصفُ الأهواءِ

وتناءَوا عن ربقةِ البطرِ المذمومِ *** تَلْقَوْا عزيمةَ الأتقياءِ

واسألوا اللهَ عهدَه واستجيبوا *** لنداءاتِ وعدِه للنَّجاءِ

أنتمُ الخيرةُ الأبيَّةُ في العصرِ *** وهذا زمانُ رفعِ اللواءِ

لاتهابوا سيُهزمُ الجمعُ جمعُ الكفرِ *** والظلمِ باءَ بالأهواءِ

ننشدُ اللهَ وعدَه في دعاءٍ *** يسقطُ اليومَ منه حُلوُ الرداءِ

ربِّ يامنزلَ الكتابِ ويا هازمَ *** كلِّ الأحزابِ والسفهاءِ

ربِّ فاهزمْهُمُ وزلزلْ قُواهم *** وأَحِنْهُم ياناصرَ الأوفياءِ

فبك اللهم الرجا فأعِنَّا *** واجْلُ كربَ الظلماءِ باللألاءِ

وامحقِ البغيَ والضَّلالَ وأبدِلْ *** زمنَ الشجوِ بالمنى والرخاءِ

نحنُ نحيا بعزَّةٍ منك تعلو *** فوقَ هامِ الطغاةِ والأشقياءِ

ماوَهَنَّا لشِدَّةٍ آلَمَتْنا *** أو رَكَعْنَا لسطوةِ الضَّرَّاءِ

وجعلناكَ في نحورِ عُتاةٍ *** واستعذنا من ربقةِ الإغواءِ

أنتَ أنتَ الملاذُ إن عصفَ الهولُ *** وهاجتْ ضغائنُ الأعداءِ

قد ذكرناكَ ربِّ عندَ لقاءٍ *** مع قومِ الخيانةِ الرعناءِ

ماتَمَنَّيْنَا الحربَ لكنْ أتَتْنا *** بين أنيابِ حشدِ أهلِ الدهاءِ

ربِّ إيَّاكَ نبتغي فأعنَّا *** ربِّ ربَّ العرشِ العظيمِ الحِباءِ

وادفعِ السوءَ عن عبادِك هاهم *** ياقديمَ الإحسانِ والآلاءِ

وانْصُرَنْهُم ياذا الجلالِ بعصرٍ *** قد تلوَّى فُجَّارُه بالغناءِ

بالملاهي أيَّامُهم والمقاهي *** يتثنَّون بئسَ بالخيلاءِ

وبكفرٍ ياربِّ باتَ صريحا *** وبأثوابِ بهرجِ الكبرياءِ

أرخصوها تلك النفوسَ فباؤوا *** بالتَّبارِ المشهودِ والإزراءِ

دولُ الكفرِ أرغمتنا فتاهتْ *** بالمصيباتِ أُمَّةُ الأكفاءِ

خسرتْ هذه الحروبَ وهانت *** لشروطِ الجناةِ والجبناءِ!

أين منها خلافةٌ مارعتْها *** يوم دارتْ رحى الولا والبراءِ؟

أين منها مناهجُ العزِّ تُتْلَى *** في علومِ القرآنِ والعلماءِ؟

سلَّطوا المجرمين ربِّ عليها *** فأذاقوها علقمَ الإغواءِ

أين منها الرجالُ في وهجِ النقعِ *** أباةً ما أدلجوا للوراءِ

هُمْ أمامَ المجاهدين سيوفًا *** لامعاتٍ مخضلَّةً بالدماءِ

ألهذا الحضيضِ نحن وصلنا *** والغواياتُ زادُنا كالإماءِ

ربِّ رحماكَ أنتَ أنتَ حفيٌّ *** بالنهوضِ المأمولِ في الأرجاءِ

أُمَّتي أُُمَّتي وأنتَ رجاها *** وحماها من صفعةِ الإيذاءِ

ربِّ أدركْ وأنزلَنَّ عليها *** يا إلهي سكينةً من ولاءِ

ما اهتدَيْنا لولاكَ ربي فَثَبِّتْ *** قَدَمَيْنَا في الشِّدَّةِ العسراءِ

قد بغى المجرمون ربِّ علينا *** وَلَوَوْا جيدَهم بلا استحياءِ

والنشامى من أُمَّةِ الذكرِ كانوا *** مثلما شئتَ ياوليَّ الإياءِ

بارِكَنْ فيهم ربَّنا وتَكَرَّمْ *** إنَّما العيشُ عيشُ يومِ الجزاءِ

قد تَبَرَّأْنَا من فعائلِ قومٍ *** واعتَذَرْنَا عن سَقْطَةِ الأغبياءِ

وهو الخيرُ لم يزل في قلوبٍ *** مؤمناتٍ بالنَّجدةِ العصماءِ

منك ياربِّ وحدك اليومَ نرجو *** وكفرنا بالغيِّ في الزعماءِ

وَاعْتَصَمْنَا جميعُنا بك ممَّا *** قد دهانا في الغارةِ العمياءِ

خيرُ فرسانِنَا الذين أقاموا *** دولةَ الحقِّ في الصدورِ الظِّماءِ

وتنادَوا وللمكارِه شِدقٌ *** فاغرٌ في أوجُهِ النُّجباءِ

والرجالُ الأبرارُ في كلِّ صقعٍ *** هم بنوها في الغمرةِ العجماءِ

دَلْهَمَتْ في الآفاقِ تمطرُ جمرًا *** تتحدَّى بطولةَ البُشَرَاءِ

ليس لليأسِ أسلموا أو تولَّوا *** عن لقاءاتِ جحفلِ الأعداءِ

وهو الفتحُ والخلاصُ وما في *** غيبِ ربِّ العبادِ للحنفاءِ

أوَيَخْشَون أهلَ كلِّ فسادٍ *** بات يغشى مطارفَ الغبراءِ

يتبارى به العدوُّ ويرجو *** أن يسودَ الهوى نفوسَ النِّساءِ

يا أماني الأشرارِ متِّ برمسٍ *** فنساءُ الإسلامِ في العلياءِ

لَسْنَ يَرْمِيْنَ أنفُسًا في تبارٍ *** فوقَ جمرِ الأهواء في الرمضاءِ

إنَّهُنَّ انبلاجُ وجهِ صباحٍ *** هلَّ نورًا بالشِّرعةِ الغرَّاءِ

هُنَّ من ماجداتِ أرضٍ هواها *** من رفيفِ البروجِ والإسراءِ

والمثاني كما علمتَ شذاها *** من عبير الجنَّاتِ والسُّعَدَاءِ

ربِّ يا ذا الجلالِ أكرمْ بنيها *** وبناتٍ قد حِزْنَ نورَ ذُكاءِ

أُمَّتي لن تموتَ والذِّكرُ فيها *** مثل وَدْقِ السَّحابِ في الإحياءِ

هي في العصرِ تُنْبِتُ الجيلَ حُرًّا *** طاهرًا من أذِيَّةٍ ورياءِ

ومن الزيغِ والهوى والتَّولِّي *** يومَ زحفِ الجيوشِ للهيجاءِ

أُمتي لن تموتَ إنَّ عُلاها *** خالدٌ في مكامنِ الأحناءِ

ما هوى فرعُها النَّديُّ بقرنٍ *** فتَأمَّلْ نضارةَ الأفياءِ

دُم تقيًّا أخا الشريعةِ واعلم *** أنَّ بعدَ الإعسارِ فجرُ رخاءِ

تتجلَّى بك المآثرُ سمتًا *** لايُرى غيرُه من السيماءِ

قُمْ وناجِ الرحمنَ في الليلِ سرًّا *** وتبَتَّلْ إليه في الظلماءِ

ما الأماني التي بذلْتَ لها السَّعيَ *** بأغلى من أُمنياتِ اللقاءِ

بجلالِ التوحيدِ في كنفِ اللهِ *** ولم تُبصِرْ محاجرُ الأشقياءِ

بجمالِ الولاءِ للهِ ربًّا *** لاسواهُ في عالَمِ الأحياءِ

أتُرَاها حكايةً؟ أم تَراها *** في لبابِ الحقيقةِ الزَّهراءِ

هي سرُّ الفلاحِ في منهجِ اللهِ *** ونورُ العزيمةِ القعساءِ

تزدري الوَهْنَ والمهانةَ لكنْ *** تتنادى إلى كريمِ الحُدَاءِ

لكَ في كلِّ ليلةٍ ما تمنَّى *** صاحبُ المنتأى أسيرُ التنائي!

فزْتَ بالفضلِ فالسَّعادةُ دارٌ *** لك تُنْمَى لا للغبيِّ المرائي

فاغتَنِمْها في أُمَّةٍ ساعةَ الفصلِ *** فإنَّ الدَّيَّانَ ذا الكبرياءِ

سوفَ يُفني حشودَهم حيثُ يشقى *** مَن تعالى على الهُدَى بازدراءِ

قد صبرنا والخطبُ باتَ ثقيلا *** حَمَلَتْهُ صدورُنا في مضاءِ

ماجّزِعْنا يومًا ولم يكُ منَّا *** مَن تعامى على يدِ الخلطاءِ

كلُّهم كلُّهم عدوٌّ لدينٍ *** في ميادين هجمةِ الغوغاءِ

يا إلهي هي استغاثةُ قومٍ *** عُزَّلٍ من عبادِك الأتقياءِ

فأجبْهم ياربِّ وانصرْ فهاهم *** في ثغورِ الإسلامِ أهل فِداءِ

واحمِهم ربَّنا فأنتَ وليٌّ *** للمُلَبِّينَ دعوةَ الأنبياءِ

حسبُهم أنهم قرابينُ دينٍ *** يُفْتَدَى ربِّ سِفرُه بالدماءِ

ومثانيه للأنامِ حياةٌ *** لا كحياةِ البهيمةِ العجماءِ

هو نورٌ ورحمةٌ وسُمُوٌّ *** في مغاني مودةٍ وإخاءِ

تعسَ الظلمُ والضَّلالُ وولَّتْ *** عربداتُ الأعباء والإعياءِ

جمعَ الأُمَّةَ الكريمةَ فازدانتْ *** فجاجُ الورى بنورِ السماءِ

فتداعت أوثانُ قومٍ ونارٌ *** قد تلاشتْ وأُخمدت في العراءِ

وبنو الرومِ أذهلَتْهم وجوهٌ *** كالدراري في الليلةِ القمراءِ

ووليُّ الصينِ الذي خفضَ الأمسَ*** جناحيه عاشَ في القدماءِ

مطمئنا لِما رأى من فصولٍ *** وارفاتٍ بالعدلِ لا الشحناءِ

ورجالٍ لم يحملوا الحقدَ حاشا *** أو يُذلُّوا الكريمَ في الزوراءِ

أو ينالوا من الأشاوسِ تبًّا *** للنفوسِ البغيضةِ الآراءِ

هكذا جاءَ مجدُنا تتغنَّى *** بمآتيهِ الحُلوةِ الفيحاءِ:

أُممُ الأرضِ فاسألنْها تَجدْ *** مُنْتَشِيَاتٍ في الجنَّةِ الغرَّاءِ

مارأى الكونُ مثلَه في زمانٍ *** رغمَ كرِّ العصورِ بالأسماءِ

وبآراءِ أهلِ علمٍ وفكرٍ *** وبأقوالِ نخبةِ الحكماءِ

مجدُ أهل الأحقادِ بين غثاءٍ *** والوسامُ المرموقُ في الجوزاءِ

مجدُنا صاغه النَّبيُّ فأعظمْ *** بصياغاتِ أكرمِ الأنبياءِ

أيُّها الناسُ لاتضلُّوا طريقا *** أو تتيهوا في ضجَّةِ الأصداءِ

وتعالوا إلى النجاةِ ورُدُّوا *** فتنَ الغيِّ والهوى والهباءِ

ربِّ أرشدْ عبادَك اليومَ وارحم *** مهجًا ذُوِّبتْ بالأسى والشقاءِ

وأعدنا إلى الطريقِ جميعًا *** وانْتَشِلْنَا من رِبْقَةِ البُعَدَاءِ

بعضُنا يجهلُ الطريقَ وبعضٌ *** لم يزلْ في متاهةِ الأبرياءِ

حيثُ يصطادُهم شقيٌّ أثيمٌ *** وزنيمٌ يعيثُ بالعذراءِ

نرقبُ الصبحَ يا إلهي ونرنو *** للعطايا تهمي بكلِّ فضاءِ

واستغاثتْ بك القلوبُ فصُنْها *** من مهاوي الإغواءِ والإغراءِ

ما أكبَّتْ على السَّرابِ المدمَّى *** أو أناختْ على حصيرِ عَفَاءِ

ربِّ جئناكَ لائذين بك اليومَ *** فَفَرِّج وَهَبْ لنا من وِقاءِ

نعمَ وجهُ المرابطين تراءى *** في جبينِ الوجودِ كالجوزاءِ

في المُحَيَّا تلألأ النُّورُ فيه *** ليس يُطوَى وليس من إطفاءِ

إنهم جندُ دعوةٍ ماتخلَّوا *** عن حماها في الحقبةِ العجفاءِ

ليس للوهنِ عندَهم من مكانٍ *** فالتَّواني من عادةِ الجبناءِ

فحناياهُمُ تضجُّ بذكرٍ *** ويقينٍ بربِّهم و دعاءِ

إذ تراهم مستبشرين بفتحٍ *** باركتْهُ السَّماءُ في الأنحاءِ

ربَّما تعصفُ الرياحُ، ولكنْ *** ليس تلقى سوى رجالِ الفداءِ

إنَّ أعداءَهم حيارى سكارى *** في غواياتِ خسَّةٍ و ازدراءِ

لم ينالوا وصفَ النَّبَيِّ لقومٍ *** أكبرَتْهم مآثرُ الفُضلاءِ

زَهْوُ جيلِ الأبرارِ عهدٌ مكينٌ *** عاشَ يُسقَى من غيمةٍ وطفاءِ

لَهُمُ الليلُ وحدَهم في قيامٍ *** وحباهُم إلهُهم بالثَّناءِ

واصطفاهم من البريِّةِ طوبى *** في ابتداءٍ لمجدِهم وارتقاءِ

لن يُضاموا وإنْ تصدَّتْ علوجٌ *** لِمَساعيْهُمُ بلا استثناءِ

فالعدوُّ المأروضُ يمكرُ لؤمًا *** في غياباتِ خسَّةٍ و عفاءِ

هو يسعى وسعيُه في تبارٍ *** وهلاكٍ للمشيةِ العرجاءِ

لن ينالَ الطغاةُ ممَّنْ أصاخوا *** لِهُدَى اللهِ لا لصوتِ الغناءِ

ربِّ بَشِّرْ أبناءَنا بفتوحٍ *** ودعاءٍ لهم من الآباءِ

وانصرِ الأُمَّةَ الأبيَّةَ ، وامحقْ *** كلَّ ما للعتاةِ من إيذاءِ

فاستغاثاتُها السَّخينةُ ألقتْ *** من شكاوى أطفالِها والنساءِ

هي فوق السَّحابِ باتتْ تنادي *** مالكَ الملكِ بارئَ الأشياءِ

فأجِبْهَا ياربِّ وارحم عبادًا *** أنهكتْهُم مطامعُالسُّفهاءِ

أهلكوا النَّسلَ ربِّ والحرثَ تَبًّا *** لأفاعيلِ الطغمةِ الرعناءِ

حارَبُوها في كلِّ عصرٍ ومصرٍ *** ورموها بأقبحِ الأسواءِ

وَسَقوها كأسَ المرارِ حصارًا *** والمآسي ثجَّاجةٌ بالبلاءِ

وإليكَ اللجوءُ في كلِّ كربٍ *** وإليكَ الفرارُ من كلِّ داءِ

ربِّ أنتَ القديرُ وحدَك فاجبرْ *** كسرَها اليومَ بالرضا والشِّفاءِ

ربِّ أنزلْ على العتاةِ عذابًا *** يتلظَّى في الليلةِ السَّوداءِ

وأحنْهم يومَ الخلاصِ وأبرمْ *** لبنيها من عزَّةِ الأصفياءِ

وَخُذِ الظالمَ الزنيمَ و دَمِّرْ *** مالَه من شموخِ زورٍ ادِّعاءِ

ربِّ قلتَ ادعوني أُجِبْكُم. إلهي *** ياملاذَ الأطفالِ والضُّعفاءِ

ياغياثَ العبادِ إنْ عصفَ الخطبُ *** وأرغى بالهجمةِ النكراءِ

قد دعوناكَ قد دعوناكَ ربي *** فاستجِبْ بارئي لصدقِ الدعاءِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

التفاتة:

نشامى: جاء في بعض المراجع من صفات النشمي (النخوة، الشهامة، العطاء، الشجاعة، الرجولة قولًا وفعلًا، مكارم الأخلاق، وعفة النفس، صفاء القلب).


مقالات ذات صلة


أضف تعليق