بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تجأرُ اليومَ أُمَّتي بالدعاءِ *** وتنادي في الكربِ ربَّ السَّماءِ
فهو الضَّيْمُ نالها وتلظَّى *** كالجحيمِ المسجورِ بالبلواءِ
والرزايا بأهلِها نازلاتٌ *** بصنوف الأرزاءِ والضَّرَّاءِ
ربِّ أنتَ القريبُ فادفع أذاها *** وأزلْ ما عرا من اللأواءِ
ربِّ قلْتَ ادعوني أُجِبْ فأغثها *** ربَّ واطمِسْ ضراوةَ الأعداءِ
لاتؤاخذْ أبرارَها بمعاصٍ *** جمَّلَتْها حماقةُ السُّفهاءِ
ربِّ أفرغْ على بنيها من الصَّبرِ*** وثَبِّتْ أقدامَهم في اللقاءِ
هي تدعو تضَرُّعًا ليس تدعو *** ربِّ إلاَّكَ ياعظيمَ العطاءِ
في الدياجي مدَّتْ إليكَ يديها *** ولديها من توبةٍ ورجاءِ
علمتْ أنَّكَ الرؤوفُ فألْقَتْ *** حِمْلَ أكدارِها الثقيلَ البلاءِ
أنتَ ياربِّ تغفرُ الذنبَ مهما *** كانَ إنْ رامكَ الفتى بالتجاءِ
وتغيثُ الملهوفَ جاءك يشكو *** بغيَ طاغٍ أو أهلَ سفْكِ الدماءِ
قد أباحوا دماءَنا وتنادوا *** لملاقاتنا وللإفناءِ
يحسرون الوجوهَ عن عربداتٍ *** تتلوَّى بالحقدِ والبغضاءِ
نحن ياربِّ لانرى مبتغانا *** عندَ مَن قد تفنَّنوا بالدهاءِ
فأحِنْهم ياربِّ في الغدِ وانصرْ *** أُمَّة الخيرِ والمثاني الوِضاءِ
كلُّ أيامها على القيمِ العليا *** تقضَّتْ ريَّانةً بالثَّناءِ
أكرمَتْها آياتُ وحيِكَ من قبلُ *** فعاشتْ للرحمةِ العصماءِ
ليس للبِرِّ منتهى يا إلهي *** ولديكَ الحباءُ بعدَ الحِباءِ
نحنُ لن نبرحَ المقامَ على أعتابِ*** فضلٍ لديكَ في الغبراءِ
غمرتْنا دومًا عطاياكَ ربِّي *** فاستجبْ للدَّاعينَ في الآناءِ
هو بابُ الخيراتِ حِصنُ عبادٍ *** ماتخلَّوا عن منهجِ الأصفياءِ
نحن ندعوكَ ثم ندعوك إنَّا *** في دعاءٍ ولهفةٍ وثواءِ
نحن نخشى إنْ لم ننادِكَ نُلقَى *** في غياباتِ عالمِ الأشقياءِ
نحن نخشى أن يغضبَ اللهُ يوما *** إن هجرْنا الدعاءَ كالبعداءِ
نحنُ أُلهِمْنا ذا الدعاءَ ونبقى *** في المغاني النَّديَّةِ الأفياءِ
يالها من ثغورِ عزٍّ وفتحٍ *** وثباتٍ ورفعةٍ و ولاءِ
أهلُها الأبرارُ التُّقاةُ (النشامى) *** وأولو الصبرِ في جِلادِ العناءِ *
وتراهم مستبشرين دوامًا *** باستجاباتِ ربِّهم ذي البهاءِ
قالها ادعوني: أستجبْ لكُمُ اليومَ *** دعاءً قد فاضَ في الأحناءِ
أوجَعَتْكُمْ أحزانُكم فالتجأتُم *** إنَّه اللهُ يُرتَجي في البلاءِ
فاثبتوا واذكروا القويَّ كثيرا *** تُنصروا رغمَ هذه الأرزاءِ
وأطيعوا الرسولَ تُؤتَ إليكم *** من فتوحاتِ مجدِه الوضَّاءِ
واحذروا الفُرقةَ البغيضةَ في العيشِ*** ففيها عواصفُ الأهواءِ
وتناءَوا عن ربقةِ البطرِ المذمومِ *** تَلْقَوْا عزيمةَ الأتقياءِ
واسألوا اللهَ عهدَه واستجيبوا *** لنداءاتِ وعدِه للنَّجاءِ
أنتمُ الخيرةُ الأبيَّةُ في العصرِ *** وهذا زمانُ رفعِ اللواءِ
لاتهابوا سيُهزمُ الجمعُ جمعُ الكفرِ *** والظلمِ باءَ بالأهواءِ
ننشدُ اللهَ وعدَه في دعاءٍ *** يسقطُ اليومَ منه حُلوُ الرداءِ
ربِّ يامنزلَ الكتابِ ويا هازمَ *** كلِّ الأحزابِ والسفهاءِ
ربِّ فاهزمْهُمُ وزلزلْ قُواهم *** وأَحِنْهُم ياناصرَ الأوفياءِ
فبك اللهم الرجا فأعِنَّا *** واجْلُ كربَ الظلماءِ باللألاءِ
وامحقِ البغيَ والضَّلالَ وأبدِلْ *** زمنَ الشجوِ بالمنى والرخاءِ
نحنُ نحيا بعزَّةٍ منك تعلو *** فوقَ هامِ الطغاةِ والأشقياءِ
ماوَهَنَّا لشِدَّةٍ آلَمَتْنا *** أو رَكَعْنَا لسطوةِ الضَّرَّاءِ
وجعلناكَ في نحورِ عُتاةٍ *** واستعذنا من ربقةِ الإغواءِ
أنتَ أنتَ الملاذُ إن عصفَ الهولُ *** وهاجتْ ضغائنُ الأعداءِ
قد ذكرناكَ ربِّ عندَ لقاءٍ *** مع قومِ الخيانةِ الرعناءِ
ماتَمَنَّيْنَا الحربَ لكنْ أتَتْنا *** بين أنيابِ حشدِ أهلِ الدهاءِ
ربِّ إيَّاكَ نبتغي فأعنَّا *** ربِّ ربَّ العرشِ العظيمِ الحِباءِ
وادفعِ السوءَ عن عبادِك هاهم *** ياقديمَ الإحسانِ والآلاءِ
وانْصُرَنْهُم ياذا الجلالِ بعصرٍ *** قد تلوَّى فُجَّارُه بالغناءِ
بالملاهي أيَّامُهم والمقاهي *** يتثنَّون بئسَ بالخيلاءِ
وبكفرٍ ياربِّ باتَ صريحا *** وبأثوابِ بهرجِ الكبرياءِ
أرخصوها تلك النفوسَ فباؤوا *** بالتَّبارِ المشهودِ والإزراءِ
دولُ الكفرِ أرغمتنا فتاهتْ *** بالمصيباتِ أُمَّةُ الأكفاءِ
خسرتْ هذه الحروبَ وهانت *** لشروطِ الجناةِ والجبناءِ!
أين منها خلافةٌ مارعتْها *** يوم دارتْ رحى الولا والبراءِ؟
أين منها مناهجُ العزِّ تُتْلَى *** في علومِ القرآنِ والعلماءِ؟
سلَّطوا المجرمين ربِّ عليها *** فأذاقوها علقمَ الإغواءِ
أين منها الرجالُ في وهجِ النقعِ *** أباةً ما أدلجوا للوراءِ
هُمْ أمامَ المجاهدين سيوفًا *** لامعاتٍ مخضلَّةً بالدماءِ
ألهذا الحضيضِ نحن وصلنا *** والغواياتُ زادُنا كالإماءِ
ربِّ رحماكَ أنتَ أنتَ حفيٌّ *** بالنهوضِ المأمولِ في الأرجاءِ
أُمَّتي أُُمَّتي وأنتَ رجاها *** وحماها من صفعةِ الإيذاءِ
ربِّ أدركْ وأنزلَنَّ عليها *** يا إلهي سكينةً من ولاءِ
ما اهتدَيْنا لولاكَ ربي فَثَبِّتْ *** قَدَمَيْنَا في الشِّدَّةِ العسراءِ
قد بغى المجرمون ربِّ علينا *** وَلَوَوْا جيدَهم بلا استحياءِ
والنشامى من أُمَّةِ الذكرِ كانوا *** مثلما شئتَ ياوليَّ الإياءِ
بارِكَنْ فيهم ربَّنا وتَكَرَّمْ *** إنَّما العيشُ عيشُ يومِ الجزاءِ
قد تَبَرَّأْنَا من فعائلِ قومٍ *** واعتَذَرْنَا عن سَقْطَةِ الأغبياءِ
وهو الخيرُ لم يزل في قلوبٍ *** مؤمناتٍ بالنَّجدةِ العصماءِ
منك ياربِّ وحدك اليومَ نرجو *** وكفرنا بالغيِّ في الزعماءِ
وَاعْتَصَمْنَا جميعُنا بك ممَّا *** قد دهانا في الغارةِ العمياءِ
خيرُ فرسانِنَا الذين أقاموا *** دولةَ الحقِّ في الصدورِ الظِّماءِ
وتنادَوا وللمكارِه شِدقٌ *** فاغرٌ في أوجُهِ النُّجباءِ
والرجالُ الأبرارُ في كلِّ صقعٍ *** هم بنوها في الغمرةِ العجماءِ
دَلْهَمَتْ في الآفاقِ تمطرُ جمرًا *** تتحدَّى بطولةَ البُشَرَاءِ
ليس لليأسِ أسلموا أو تولَّوا *** عن لقاءاتِ جحفلِ الأعداءِ
وهو الفتحُ والخلاصُ وما في *** غيبِ ربِّ العبادِ للحنفاءِ
أوَيَخْشَون أهلَ كلِّ فسادٍ *** بات يغشى مطارفَ الغبراءِ
يتبارى به العدوُّ ويرجو *** أن يسودَ الهوى نفوسَ النِّساءِ
يا أماني الأشرارِ متِّ برمسٍ *** فنساءُ الإسلامِ في العلياءِ
لَسْنَ يَرْمِيْنَ أنفُسًا في تبارٍ *** فوقَ جمرِ الأهواء في الرمضاءِ
إنَّهُنَّ انبلاجُ وجهِ صباحٍ *** هلَّ نورًا بالشِّرعةِ الغرَّاءِ
هُنَّ من ماجداتِ أرضٍ هواها *** من رفيفِ البروجِ والإسراءِ
والمثاني كما علمتَ شذاها *** من عبير الجنَّاتِ والسُّعَدَاءِ
ربِّ يا ذا الجلالِ أكرمْ بنيها *** وبناتٍ قد حِزْنَ نورَ ذُكاءِ
أُمَّتي لن تموتَ والذِّكرُ فيها *** مثل وَدْقِ السَّحابِ في الإحياءِ
هي في العصرِ تُنْبِتُ الجيلَ حُرًّا *** طاهرًا من أذِيَّةٍ ورياءِ
ومن الزيغِ والهوى والتَّولِّي *** يومَ زحفِ الجيوشِ للهيجاءِ
أُمتي لن تموتَ إنَّ عُلاها *** خالدٌ في مكامنِ الأحناءِ
ما هوى فرعُها النَّديُّ بقرنٍ *** فتَأمَّلْ نضارةَ الأفياءِ
دُم تقيًّا أخا الشريعةِ واعلم *** أنَّ بعدَ الإعسارِ فجرُ رخاءِ
تتجلَّى بك المآثرُ سمتًا *** لايُرى غيرُه من السيماءِ
قُمْ وناجِ الرحمنَ في الليلِ سرًّا *** وتبَتَّلْ إليه في الظلماءِ
ما الأماني التي بذلْتَ لها السَّعيَ *** بأغلى من أُمنياتِ اللقاءِ
بجلالِ التوحيدِ في كنفِ اللهِ *** ولم تُبصِرْ محاجرُ الأشقياءِ
بجمالِ الولاءِ للهِ ربًّا *** لاسواهُ في عالَمِ الأحياءِ
أتُرَاها حكايةً؟ أم تَراها *** في لبابِ الحقيقةِ الزَّهراءِ
هي سرُّ الفلاحِ في منهجِ اللهِ *** ونورُ العزيمةِ القعساءِ
تزدري الوَهْنَ والمهانةَ لكنْ *** تتنادى إلى كريمِ الحُدَاءِ
لكَ في كلِّ ليلةٍ ما تمنَّى *** صاحبُ المنتأى أسيرُ التنائي!
فزْتَ بالفضلِ فالسَّعادةُ دارٌ *** لك تُنْمَى لا للغبيِّ المرائي
فاغتَنِمْها في أُمَّةٍ ساعةَ الفصلِ *** فإنَّ الدَّيَّانَ ذا الكبرياءِ
سوفَ يُفني حشودَهم حيثُ يشقى *** مَن تعالى على الهُدَى بازدراءِ
قد صبرنا والخطبُ باتَ ثقيلا *** حَمَلَتْهُ صدورُنا في مضاءِ
ماجّزِعْنا يومًا ولم يكُ منَّا *** مَن تعامى على يدِ الخلطاءِ
كلُّهم كلُّهم عدوٌّ لدينٍ *** في ميادين هجمةِ الغوغاءِ
يا إلهي هي استغاثةُ قومٍ *** عُزَّلٍ من عبادِك الأتقياءِ
فأجبْهم ياربِّ وانصرْ فهاهم *** في ثغورِ الإسلامِ أهل فِداءِ
واحمِهم ربَّنا فأنتَ وليٌّ *** للمُلَبِّينَ دعوةَ الأنبياءِ
حسبُهم أنهم قرابينُ دينٍ *** يُفْتَدَى ربِّ سِفرُه بالدماءِ
ومثانيه للأنامِ حياةٌ *** لا كحياةِ البهيمةِ العجماءِ
هو نورٌ ورحمةٌ وسُمُوٌّ *** في مغاني مودةٍ وإخاءِ
تعسَ الظلمُ والضَّلالُ وولَّتْ *** عربداتُ الأعباء والإعياءِ
جمعَ الأُمَّةَ الكريمةَ فازدانتْ *** فجاجُ الورى بنورِ السماءِ
فتداعت أوثانُ قومٍ ونارٌ *** قد تلاشتْ وأُخمدت في العراءِ
وبنو الرومِ أذهلَتْهم وجوهٌ *** كالدراري في الليلةِ القمراءِ
ووليُّ الصينِ الذي خفضَ الأمسَ*** جناحيه عاشَ في القدماءِ
مطمئنا لِما رأى من فصولٍ *** وارفاتٍ بالعدلِ لا الشحناءِ
ورجالٍ لم يحملوا الحقدَ حاشا *** أو يُذلُّوا الكريمَ في الزوراءِ
أو ينالوا من الأشاوسِ تبًّا *** للنفوسِ البغيضةِ الآراءِ
هكذا جاءَ مجدُنا تتغنَّى *** بمآتيهِ الحُلوةِ الفيحاءِ:
أُممُ الأرضِ فاسألنْها تَجدْ *** مُنْتَشِيَاتٍ في الجنَّةِ الغرَّاءِ
مارأى الكونُ مثلَه في زمانٍ *** رغمَ كرِّ العصورِ بالأسماءِ
وبآراءِ أهلِ علمٍ وفكرٍ *** وبأقوالِ نخبةِ الحكماءِ
مجدُ أهل الأحقادِ بين غثاءٍ *** والوسامُ المرموقُ في الجوزاءِ
مجدُنا صاغه النَّبيُّ فأعظمْ *** بصياغاتِ أكرمِ الأنبياءِ
أيُّها الناسُ لاتضلُّوا طريقا *** أو تتيهوا في ضجَّةِ الأصداءِ
وتعالوا إلى النجاةِ ورُدُّوا *** فتنَ الغيِّ والهوى والهباءِ
ربِّ أرشدْ عبادَك اليومَ وارحم *** مهجًا ذُوِّبتْ بالأسى والشقاءِ
وأعدنا إلى الطريقِ جميعًا *** وانْتَشِلْنَا من رِبْقَةِ البُعَدَاءِ
بعضُنا يجهلُ الطريقَ وبعضٌ *** لم يزلْ في متاهةِ الأبرياءِ
حيثُ يصطادُهم شقيٌّ أثيمٌ *** وزنيمٌ يعيثُ بالعذراءِ
نرقبُ الصبحَ يا إلهي ونرنو *** للعطايا تهمي بكلِّ فضاءِ
واستغاثتْ بك القلوبُ فصُنْها *** من مهاوي الإغواءِ والإغراءِ
ما أكبَّتْ على السَّرابِ المدمَّى *** أو أناختْ على حصيرِ عَفَاءِ
ربِّ جئناكَ لائذين بك اليومَ *** فَفَرِّج وَهَبْ لنا من وِقاءِ
نعمَ وجهُ المرابطين تراءى *** في جبينِ الوجودِ كالجوزاءِ
في المُحَيَّا تلألأ النُّورُ فيه *** ليس يُطوَى وليس من إطفاءِ
إنهم جندُ دعوةٍ ماتخلَّوا *** عن حماها في الحقبةِ العجفاءِ
ليس للوهنِ عندَهم من مكانٍ *** فالتَّواني من عادةِ الجبناءِ
فحناياهُمُ تضجُّ بذكرٍ *** ويقينٍ بربِّهم و دعاءِ
إذ تراهم مستبشرين بفتحٍ *** باركتْهُ السَّماءُ في الأنحاءِ
ربَّما تعصفُ الرياحُ، ولكنْ *** ليس تلقى سوى رجالِ الفداءِ
إنَّ أعداءَهم حيارى سكارى *** في غواياتِ خسَّةٍ و ازدراءِ
لم ينالوا وصفَ النَّبَيِّ لقومٍ *** أكبرَتْهم مآثرُ الفُضلاءِ
زَهْوُ جيلِ الأبرارِ عهدٌ مكينٌ *** عاشَ يُسقَى من غيمةٍ وطفاءِ
لَهُمُ الليلُ وحدَهم في قيامٍ *** وحباهُم إلهُهم بالثَّناءِ
واصطفاهم من البريِّةِ طوبى *** في ابتداءٍ لمجدِهم وارتقاءِ
لن يُضاموا وإنْ تصدَّتْ علوجٌ *** لِمَساعيْهُمُ بلا استثناءِ
فالعدوُّ المأروضُ يمكرُ لؤمًا *** في غياباتِ خسَّةٍ و عفاءِ
هو يسعى وسعيُه في تبارٍ *** وهلاكٍ للمشيةِ العرجاءِ
لن ينالَ الطغاةُ ممَّنْ أصاخوا *** لِهُدَى اللهِ لا لصوتِ الغناءِ
ربِّ بَشِّرْ أبناءَنا بفتوحٍ *** ودعاءٍ لهم من الآباءِ
وانصرِ الأُمَّةَ الأبيَّةَ ، وامحقْ *** كلَّ ما للعتاةِ من إيذاءِ
فاستغاثاتُها السَّخينةُ ألقتْ *** من شكاوى أطفالِها والنساءِ
هي فوق السَّحابِ باتتْ تنادي *** مالكَ الملكِ بارئَ الأشياءِ
فأجِبْهَا ياربِّ وارحم عبادًا *** أنهكتْهُم مطامعُالسُّفهاءِ
أهلكوا النَّسلَ ربِّ والحرثَ تَبًّا *** لأفاعيلِ الطغمةِ الرعناءِ
حارَبُوها في كلِّ عصرٍ ومصرٍ *** ورموها بأقبحِ الأسواءِ
وَسَقوها كأسَ المرارِ حصارًا *** والمآسي ثجَّاجةٌ بالبلاءِ
وإليكَ اللجوءُ في كلِّ كربٍ *** وإليكَ الفرارُ من كلِّ داءِ
ربِّ أنتَ القديرُ وحدَك فاجبرْ *** كسرَها اليومَ بالرضا والشِّفاءِ
ربِّ أنزلْ على العتاةِ عذابًا *** يتلظَّى في الليلةِ السَّوداءِ
وأحنْهم يومَ الخلاصِ وأبرمْ *** لبنيها من عزَّةِ الأصفياءِ
وَخُذِ الظالمَ الزنيمَ و دَمِّرْ *** مالَه من شموخِ زورٍ ادِّعاءِ
ربِّ قلتَ ادعوني أُجِبْكُم. إلهي *** ياملاذَ الأطفالِ والضُّعفاءِ
ياغياثَ العبادِ إنْ عصفَ الخطبُ *** وأرغى بالهجمةِ النكراءِ
قد دعوناكَ قد دعوناكَ ربي *** فاستجِبْ بارئي لصدقِ الدعاءِ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
التفاتة:
نشامى: جاء في بعض المراجع من صفات النشمي (النخوة، الشهامة، العطاء، الشجاعة، الرجولة قولًا وفعلًا، مكارم الأخلاق، وعفة النفس، صفاء القلب).