بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في أجواء رمضان الروحانية يمتعنا الشاعر القدير بمقطوعات شعرية ممتعة فها هو يغرد عن قدرة الله وحسن تدبيره، وتحدث عن شغف القلوب بحب مكة أم القرى، وتحدث عن الأمن في البيت الحرام، وتحدث عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، كما يحث على الاستغفار، وتحدث عن جمال الصباح والصلاة والتسليم على النبي، كما يتحدث عن لغة الجمال، وتحدث عن كيفية التغلب على الهموم، و حث حفظه الله على الدعاء، ويبين أن الحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها؛ حيث يقول:
* الله هو المالك:
وفيها تحدث عن قدرة الله وحسن تدبيره حيث يقول:
سبحانَ من جعل الكبيرَ صغيرا
والمُستبِدَّ على العبادِ حقيرا
سبحان من ألقى بقاتل شعبه
في الوحل مكتوف اليدينِ حَسيرا
سبحانَ مَن جعلَ الغُثاءَ شرابَه
وشرابَ مَن ذاقوا البلاءَ نَميرا
سبحانه قلب الموازينَ التي
صنعَ البُغاةُ وأحدث التغييرا
الكونُ كلّ الكون في تدبيره
هوَ وحدَه مَن يملك
*حب مكة أم القرى:
يتحدث شاعرنا القدير عن حب مكة أم القرى حيث يقول:
شَغَفُ النّفوسِ بحبِّها فاضتْ به
ساحاتُها، وصفا به وُجدانها
بُشرى لخادِمِها وسادنِ بيتها
ولمن بهمّتِه يُصانُ أمَانُها
"أمُّ القُرى" ما أعظمَ الشرفَ الذي
نالتْه، سَمّاها به رحمانُها
*الأمن في البيت الحرام:
ويقول عن الأمن في البيت الحرام: مشبها جمال الطائفين حول الكعبة في نظامهم بخلايا النّحلِ حيث يقول:
خلايا النّحلِ تُشبههم ولكنْ
تباينت المقاصدُ والمَرامي
هنا أمنٌ يُبدّدُ كلّ خوفٍ
ويُتْقنُ رَسْمَ دائرةِ السلامِ
*مسرى النبي صلى الله عليه وسلم:
تحدث شاعرنا المبدع عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم:
أنا مَسرَى نبيِّكم، لستُ أنسى
ليلةً لونُها بديعُ الظَّلامِ
يوم صلَّى محمَّدٌ في رحابي
بالنبيِّين، يا لَه من إمامِ
لم أزلْ أذكرُ البُراَقَ تَسَامى
يا بقلبي إشراقَ ذاكَ التَّسامي
حينها، صرتُ لا أرى غير نورٍ
يتجلَّى وراءَ نَدْفِ الغَمَامِ
يحث حفظه الله على الاستغفار فيقول:
"أستغفرُ اللهَ" ردّدْها على ثقَةٍ
"أستغفر اللهَ" نورٌ يَدفعُ الخطَرا
ويُذهِبُ الهمَّ لا يُبقي له أثرا
"أستغفرُ اللهَ" أبوابٌ مُفَتّحةٌ
إلى الجِنانِ ونَبْعٌ يغسلُ الكدرا
"أستغفرُ اللهَ" أشجارٌ تُظلِّلُنا
في قَيظِ أخطائنا تُلقي لنا الثّمَرا
*جمال الصباح والصلاة والتسليم على النبي:
حيث يقول عن جمال الصباح والصلاة والتسليم على النبي:
صباحُ الرياضِ الجميلُ الْتقى
بإحساس قلبي الذي أشرقا
فذاك يفيض بأنوارِه
وهذا بشوق المُحبِّ ارتقى
وبينهما لوحةٌ من غيومٍ
تزيدُ بهاءَهما رَوْنَقا
كأنّي بهذي وهذا وذاك
تُردّدُ: سبحان من أغْدَقا
تَزُفُّ الصلاةَ على المصطفى
فأسمو وأزكو بهِا مَنطقا
لغة الجمال:
كما يتحدث عن لغة الجمال فيقول:
خريرُ الماءِ والزّهرُ الرقيقُ
حديثُ الحُبِّ بينهما الرّحيقُ
وبينهما النّسيمُ سفيرُ شوقٍ
أمينٌ في سِفارتِه رَفيقُ
هنا لغةُ الجمالِ تَفيضُ حُسنًا
فوَقْعُ حروفِها وَقعٌ عَميقُ
*كيفية التغلب على الهموم:
وتحدث شاعرنا القدير عن كيفية التغلب على الهموم حيث تقول:
أيّها المُوغِلُ في دربِ الهمومِ
غافلًا عن رحمةِ اللهِ الرّحيمِ
دعكَ من شكوى فلانٍ لِفُلانٍ
وارفع الشكوى إلى اللهِ العظيمِ
ياإلهَ الكونِ، ردّدْها وأبشرْ
بانْبثاقِ النّورِ في الليلِ البهيمِ
*الدعاء: يحث حفظه الله على الدعاء فيقول:
سقيتُ بساتيني بصدقِ دعائي
فأرضي به موصولةٌ بسمائي
أُروّي به في القلب روضَ مشاعري
فيُنْبِتُ آمالي وصدقَ رجائي
رفعتُ به كفّيَّ فانهمرَ النّدى
وعِشْتُ به في راحةٍ وهناءِ
توجّهْ إلى المولى الكريمِ ولا تكنْ
كحاطبِ ليلٍ في مَسيلِ غُثاءِ
*ويقول عن الدعاء أيضًا:
اركضي ياغيومُ رَكْضَ مُحبٍّ
يتمنى سعادة الأحباب
واجعلينا نشمّ رائحة الغيث.
إذا ماالتقى بشوقِ الترابِ
نحن نهفو إلى ابتسامةِ ثغرٍ
ورُبانا تهفو لدمع السحابِ
نحن ندعو ربًّا كريمًا ونرجو
وسنحظى-بإذنه- بالجوابِ
ويحث على الأمل فيقول:
دنا الفجر فاستبشري واعلمي
بأن الظلامَ قصيرُ المدى
* الحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها:
بين شاعرنا القدير أن الحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها فيقول:
لا تعجَبي لمَّا تجيءُ قصيدَتي *** غيثًا هنيئًَا فالغُيُومُ حِسَانُ
هذِي غيومُ الحُبِّ في أجْوائنَا *** ينْهَلُّ منْها الصَّيبُ الهَتَّانُ
تُسقَى بِها الأرضُ اليَبَابُ فَتنْتَشي *** فيها الزُّهُورُ وتُورِقُ الأفْنَانُ
ريحَانَةَ القَلْبِ، الليالي، كلُّها *** قمراءُ لمَّا يَصْدق الإنْسانُ
والصَّعْبُ في هَذي الحَياةِ مُيسَّرٌ *** لمَّا يَشِيعُ العَدلُ والإِحْسانُ
والحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها *** ورَحِيقُها وربيعُها الفَينانُ
و مشاعِرُ الإنسان أعظَمُ ثرْوَة *** لمَّا يُرَاعَى حَقُّه و يُصانُ
يحلُو الحديثُ على اللِّسانِ وهَكَذا *** يحْلُو بألفَاظِ الوفَاءِ لسَانُ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين