أمتي لم يزل هداها الظافر

68
3 دقائق
1 ذو القعدة 1446 (29-04-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أمَّتي لم يزلْ هداها الظافرْ
لاتبالي وإن تمادى طغاةٌ
ثورتاها عبر الحنايا لهيبٌ
ثورةٌ عند أنفسٍ حذَّرتْها
و اليدُ الأخرى لم تدعْ ظلمَ خِبٍّ
أو خبايا دسائسِ الغيِّ باتت
كم نصحنا طغاتَنا بعدَ غيٍّ
وصبرنا واللهُ يسمعُ منَّا
وهو اللهُ ليس يغلقُ بابا
إنَّ للهِ غضبةً حين يدعو
ومصير الفرعون رهنُ هلاك
كم رأينا هلاكهم وتشفَّى
ومَن التاع بعد ذبحِ بنيه
ربِّ رحماك من نيوبٍ عرتنا
قد أردنا للشعبِ دارَ أمانٍ
ثمَّ قلنا: للكونِ ربٌّ جليلٌ
بيدِ اللهِ أمرُكم فاستجيبوا
لاتغرنَّكم قُواكم فليستْ
قوةُ الله لايُداني مداها
أمتي لم تكن ذليلةَ حال
ربُّها اللهُ لم يزل يجتبيها
فجَّروها في ثورةٍ أيقظتْها
أهو الثُّكلِ والتخاذلِ عاثا
ومن الضَّيمِ لفَّها واعتسافٍ
أمتي عادتْ لن يردَّ خطاها
وتناءى عن سمعِها الوقرُ فانحازتْ
وأُ يلَ الحجابُ ، وانكشفَ الأمرُ
خدعتْها مذاهبُ الزيفِ حينا
فا ستحبَّتْ ذاك العمى واستجارتْ
واستبانَ النَّهارُ بعدَ اعتكارٍ
قد أفاقتْ واهتزَّتِ الأنفسُ اليومَ
كبَّرتْ فاستجابَ خيرُ بنيها
ربِّ سبحانكَ استجبْتَ دعاءً
و أَريْتَ الأجيالَ آياتِكِ العظمى
فُصِّلَتْ ويحهم فبوركَ عَوْدٌ
أمتي عانتْ من فسادِ طغاةٍ
ليس للباطلِ العنيدِ بقاءٌ
جلَّ ربِّي بالحادثاتِ بصيرٌ
والغزاةُ الجناةُ مهما تمادوا
إنَّ كفَّ الطغيانِ تُلوى إذا ما
ذهبتْ بالهوانِ حقبةُ دهرٍ
إنَّما الناسُ للهدى قد دعاهم
فاستجابوا فليس ينفعُ كبتٌ
فهمُ المسلمون واليومَ عادوا
أمَّةً تنفضُ الهوانَ وتُغني
أمَّةً ما رأى الزمانُ سواها
أُمَّةً ترفضُ الخنوعَ لغازٍ
أمَّةً أمهلتْ دعاةَ عقوقٍ
سلبوها إباءَها كي تولِّي
أولُ الزحفِ ما تخلَّى بنوها
ولعلَّ الرياحَ تسكنُ حينا
ومداها بالعادياتِ صهيلٌ
لن تنامَ الجراحُ والبغيُ يعوي
هكذا كانت المروءةُ أقوى
إنَّ مَنْ باعَ نفسَه دونَ حقٍّ
أو يحابي إذا استُبيحتْ ديارٌ
***
ضوءُ بشرى فللظلامِ انحسارٌ
من حنايا الآلامِ والغمم السودِ
كم أسالوا دماءَنا لم يراعوا
وأحالوا ربيعَنا لتبابٍ
إنما الأمةُ المجيدةُ عادتْ
المثاني وسُنَّةُ المصطفى في
ورفيفُ الأسحارِ قد جاءَ فيها
إنَّها الشرعةُ الحنيفيَّةُ اليومَ
وبنوها الذين عنها أشاحوا
واستجابوا لصوتِها لا لزيفٍ
واستردُّوا مكانَها ما تناءى
أَوَيُرْمَى النفيسُ بالثَّمنِ البخسِ
وتُلفُّ الأمجادُ مثلَ ثيابٍ
أرأيتُم في العالمين أُناساً
آهِ يا أُمتي وكم لكِ قلنا
سوف نشدو وسوف نكتبُ حتى
لن تهوني ففي المرابعِ شيبٌ
وإلى مجدِكِ الطريفِ تنادوا
لن نرى العزَّ والمفازةَ يوماً
أو ملفاتِ حاقدٍ قد تعامى
لرموزِ التضليلِ عارُ نفاقٍ
عادتِ الأمَّةُ الكريمةُ يروي
وأراها نعمَ المواكبُ حثَّتْ
ق طوى الخطبَ والمكارهَ شهمٌ
ليس فيهم مغفَّلٌ أو سفيهٌ
إنَّه الإسلامُ العظيمُ دعانا
قد قُتلنا ياويلهم وشُنِقْنا
ويقوُ الجبَّارُ ربِّي تعالى
لاتطيعوا مَنْ لم يحكِّم هدانا

رغمَ أعدائها ورغم المخاطرْ
فأولي الأمرِ كافرٌ أو فاجرْ
قد تلظَّى ولن يخيبَ المُباشرْ
من فسادٍ وغفلةٍ وتنافرْ
أو خياناتِ فاسقٍ أو مقامرْ
في يَدَيْ عابثٍ أثيمٍ عاهرْ
وبذلْنا من طيباتِ المآثرْ!
في الدياجي دعاءَنا والسَّرائرْ
منه نجوى أيتامنا والحرائرْ
مَن تأذَّى من ظالمٍ أو مكابرْ
ليس ينجو منه الزنيمُ المغامرْ
إذْ أُبيدو مَن ذاقَ طعمَ المجازرْ
وبهدمِ الديارِ فالجرحُ غائرْ
ومن الخطبِ عضَّنا والمخاطرْ
وحرصنا أن لا تثورَ المشاعرْ
ليس يرضى بالظلمِ أو بالتَّآمرْ
لنداءِ الرحمنِ والله قاهرْ
غيرَ ذاك الهباءَ يذروهْ خاسرْ!
مالديكم من زور قوم أصاغرْ !
ولها المجدُ والعلى والمنابرْ
فبنوها الأبرارُ أهلُ البصائرْ
من سباتٍ فبئس عهدًا كافرْ
في بنيها أم من فحيحِ الهواجرْ!
بينَ وخزِ الأذى ، وخمشِ الأظافرْ!
ذو انفلاتٍ مُضَيَّعٍ أو مكابرْ
بشوقٍ إلى رفيف البشائرْ
فألفتْ زمانَها المرَّ بائرْ
واعتراها حينا فسادُ الضمائرْ
عثراتُ الحجى بفكرةِ عاثرْ !
دوَّختْها فيه الليالي الزواجرْ
وضجَّتْ على صداها المنائرْ
وإلى الباقياتِ شدُّوا المآزرْ
في ظلامِ الأرزاءِ شقَّ الستائرْ
فطوبى لمن هدتْهُ البصائرْ
لمغاني قرآنِنا و المآثرْ
واجتراءاتِ فاجرٍ و مقامرْ
في موازينِها بقدرةِ قادرْ
لم يفتْهُ بها تعنُّتُ كافرْ
فانكفاءٌ مآلُهم وخسائرْ
عادَ فينا إيمانُنا والمشاعرْ
وتراءتْ سوداءَ بين المحاجرْ
دونَ مجدٍ أولو الهدى و الأكابرْ
أو ترد الجموعَ بحَّةُ زاجرْ
بهدى اللهِ من جميعِ المحاورْ
ساعدَ الفضلِ بالنَّدى والمفاخرْ
لإخاءٍ و رحمةٍ في البوادرْ
رغمَ طولِ العنا وعرضِ المجازرْ
لمثاني اعتزازِها و الأواصرْ
عن علاها ، لكنَّها لم تغادرْ !
عن مزايا إسلامِها و الأواخرْ
إنما الجمرُ تحتَ تلك المغافرْ
بينَ ضبحِ الجوى وقدحِ الحوافرْ
في ربانا: أحقادُه والعساكرْ
فهْيَ من وقدةِ الأذى لا تحاذرْ
لا يبالي بجلجلاتِ البواترْ
وأُهينتْ عقيدةٌ و مآثرْ
***
رغمَ دعوى عدوِّنا والمكابرْ
وسوطِ اعتسافِهم والمقابرْ
من شيوخٍ في بطشِهم و جآذرْ
وأماتَ الطغيانُ حُلوَ الأزاهرْ
وأعادَ اليقينُ طيبَ البيادرْ
نورِ وجهِ انطلاقِها و الأواصرْ
بسُمُوٍّ يحيي المزايا الدواثرْ
تُزَجِّي فوَّاحَها للحواضرْ
قد حداهم هوى السنين الغوابرْ
قد تعرَّى بما تسوقُ الخواطرْ
عن نفوسٍ ، وعن وثيقِ المصادرْ
وتُجْفَى عقودُه و الأساورْ !
بالياتٍ ، لَتلكَ إحدى الكبائرْ !
فعلوها ، فشأنُهم متناثرْ !
وكتبْنا ، ولن تجفَّ المحابرْ
لا نرى وجهَك المحبَّبَ حائرْ
وشبابٌ إلى الجهادِ يبادرْ
وتخطَّوا مَنْ للسرابِ يُعاقرْ
بمزاميرِ عابثٍ أو مهاترْ
حيثُ دارتْ على الفسادِ الدوائرْ
وغُلُوٍّ هوى بسوءِ المصائرْ
من حكاياتِ فخرِها كلُّ ظافرْ
من خطاها ، فاستبشري يا مآثرْ
ذو يقينٍ بربِّه و مُصابرْ
أو محبٌّ أهواءَه أو مغامرْ
بعد هذا الهجوعِ فالدمُ فائرْ
وسُجنَّا والظلمُ ناهٍ وآمر
لشعوبٍ لاتركنوا للمناورْ
ويوالي أعداءَكم فَهْوَ جائر

  • الظافر: معنی الظَّافِر قال الليث: الظَّفَرُ الفوْزُ بما طلبتَ والفَلَجُ على من خاصمتَ.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق