عقيدتي هي عنوان المسرات

91
5 دقائق
7 ذو القعدة 1446 (05-05-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:


عقيدتي أنتِ عنوانُ المسرَّاتِ = وعزتي منك من أغلى المقاماتِ

فكم رأيْتُ من الأفكارِ يدحضُها = فسادُها قد تلاشى في الوريقاتِ

يَمُرُّ ما صاغه أشرارُ عالمِنا = مرَّ العجاج موشَّى بالشِّكاياتِ

طلاسمٌ أوجعتْ ألبابَ مَن عقلوا = فردَّها من وعاها للنكاياتِ

فما تأصَّلَ فيها ما يؤهلُها = لكي تفوزَ بعنوان النَّجيباتِ

فمرَّغتْها أيادٍ ليس تُنكرُها = حقيقةُ الطرحِ في سوقِ الهُويَّاتِ

مذاهبُ الشَّرِّ والإفسادِ أبطلَها = ما في الشَّريعةِ من أسمى الرواياتِ

فكنْتِ فوَّاحَها الأغلى لدى قيمي = ولستُ أرضى بأوساخِ النفاياتِ

عقيدتي هبةٌ قدسيَّةٌ سمقتْ = من المهيمن خلاَّق السماواتِ

والله أكرمها في حين أنزلها = بالوحي جاءَ إلى أيدي النُّبُوَّاتِ

واستقبلتْها بهذي الأرضِ أفئدةٌ = قد اصطفاها إلهي للنَّجاواتِ

فما تلألأ في قلبي وفي مقلي = إلا ضياءُ محيَّاها في المساءاتِ

وفازَ فكري بها فانجاب مغدقُه = تجلو مكانتَها أزكى العباراتِ

نديَّةُ الحرفِ ماجفَّتْ بيادرُها = أو صوَّحتْ دوحةٌ بين الوريفاتِ

لها الشعورُ الذي يشدو بجنَّتها = وليس ترضى سوى أفيائها ذاتي
ففي الحنايا التي فيها مناهجُه = كانت فرائدها أحلى رواياتي

وفي شغاف فؤادي كلما انبجستْ = فيه الينابيعُ جاشتْ كالغماماتِ

عقيدتي عصمتْ نفسي من تهاونها = ومن غرورٍ كأمثالِ السَّفيهاتِ

يافرحتي بشعوري في منازلها = وأدمعٍ في مغانيها حريَّاتِ

أيامُها في بساتين الرضا عذُبَتْ = مشوقةً لم تزل ياطيبَ أوقاتي

مااخْتَرْتُ قبلتَها الزهراءَ باذخةً = وإنَّما فطرتي أغلى رعاياتي

ولدتُ في مجتنى أكنافها وهفت = روحي إلى روضِ أفياءٍ نديَّاتِ

وليس للغلس المجهول وجهتها = وما استُجِرَّتْ لرعناء السَّفيهاتِ

فلستُ أبحثُ عن طاغوتِ فتنتهم = ولا أماري سفيها في الجليَّاتِ

كفتْ حياتي هناءً لستُ أدركُه = إلا بها، وبها أسمى مناجاتي
كم أسعدتني بشاراتٌ وقد حملتْ = أنباءَ عمَّا لها يوم الحساباتِ

طابت بها النفسُ فاليومُ الأغرُّ لها = أمنٌ وجُودٌ لدى مولى البريَّاتِ
فَلْيَسْجدِ القلبُ للرحمنِ يسألُه = حُسْنَ الختامِ لأيام ابتلاءاتِ

وطيبَ يومٍ بعلمِ الغيبِ موعدُه = مع القلوبِ السَّليماتِ المنيباتِ

مهما أتى المرءُ في دنياهُ من عملٍ = يرضى به اللهُ من أوفى العباداتِ

لم يوفِ حقَّا لربِّ العرشِ وابتهجتْ = أيامُه بمآتيها الوريفاتِ

هي العباداتُ لم تبرح شهادتُها = تؤكِّدُ الشوقَ في لُقْيَا السَّعاداتِ

نعيشُها اليوم في دنيا زخارفُها = أعمتْ أناسًا كأنعامِ البداواتِ(1)
مَن صدَّ عن دينِ ربِّ العرشِ أشغلَه = هذا الضلالُ على دربِ الغواياتِ

وماتَ لم يدْرِ أنَّ النَّارَ موئلُه = كأنَّه ابنُ بُنَيَّاتِ الحماقاتِ

ونعبدالله مولانا وبارئنا = ولم نفرِّطْ بأخلاقٍ وآياتِ

وبالحديث حديث المصطفى فبه = نورُ الطريقِ بأيامٍ عصيباتِ

وباليقين بأنَّ اللهَ يحفظُنا = من أن نزيغَ بأفكارٍ غريباتِ

في نهجكِ الزَّهوُ ربَّانيَّةٌ عبقتْ = فيه التَّسامي بفوَّاحِ العباراتِ

تهفو إلى جنَّةِ التوحيدِ أفئدةٌ = تنأى عن الزيفِ أشواقُ النجاواتِ

وتنطوي مُتَعُ الدنيا برمَّتِها =كمالِها وغوانيها الحبيباتِ

وما به الناسُ قد جاسوا مراتعه = من الفسادِ بأيامٍ نديَّاتِ

والآخرون أضاعوا جهدَهم عبثا = بين التَّحزُّب في سوقِ الغواياتِ

تاهوا وتاهتْ حِجى في غُمَّةٍ غمرتْ = حياتَهم في شتاتٍ للرواياتِ

لايفلحُ المرءُ إن ولَّى بلا قيمٍ = اللهُ أكرمها تطوي النكاياتِ

ومَن تناءى عن الإسلامِ أنهكه = مرُّ الزمانِ بأحوال سفيهاتِ

ومَن تراخى وأمضاها بلا هممٍ = وباعَ عزًّا بأثمانٍ رخيصاتِ

والقلبُ إن حملَ الإيمانُ لهفَتَه = فلن يخيبَ وفاءٌ هلَّ في الذَّاتِ

يهفو إلى اللهِ يرجو منه رحمتَه = والعفوَ والبرَّ يجلوها بطاعاتِ

هذي القلوب لها نبضٌ تُجدِّدُه = بحبِّ رفعتِها بيضُ العباراتِ

وفي يَدَيْ عزةِ الإسلامِ نرقبُها = للهِ ألويةٌ تُنْمَى لآياتِ

بنفحِها القيمُ العليا وقد ملأتْ = في الأرضِ أعنانها رغم العداواتِ

ولم يَغبْ عن مدى آفاقها ألقٌ = يُنيرُ وجهَ بلادٍ بالإضاءاتِ

عقيدةٌ من إلهِ الخلق أنزلَها = كيلا يَتِيْهَ أُناسٌ في العماياتِ

فإنَّ منهم أثيما حاقدا حَنِقًا = وإنَّ منهم تباهوا بالخُرافاتِ(2)

سيفضحُ الزَّمنُ الأسرارَ يكتُمُها = عنَّا لخسَّتِهم أهلُ الخياناتِ
ويومها يخذلُ الأخيارُ نصرتَهم = وليس تنفعُ آهاتُ النَّداماتِ
مَن حاربوا عزَّةَ الإسلامِ أبعدَهم = عن المآثرِ ديوانُ العقوباتِ
أطلَّ في الجمعِ حادينا يؤنِّبُهم = عمَّا قد اقترفَتْ كفُّ الجناياتِ
عقيدةُ النقلة الكبرى لأمتنا = من جاهليتها رغمَ الرعوناتِ
أعزَّتِ الأمةَ اهتزَّتْ بداوتُها = وأبدلَتْها بأنسامٍ رخيَّاتِ
وأشرقتْ شمسُها في ليلِ كبوتِها = فهبَّ فيها النَّشامى بالنَّجيباتِ
يوم اشرأبَّتْ لها الأعناقُ شوَّقها = تكبيرُ زحفٍ أتاهم بالرِّعاياتِ

هم خيرةُ اللهِ في عصرٍ به اتُّبِعَتْ = عدوى حضارةِ مَنْ في حكمِ أمواتِ!
فليس من قيمةٍ للناسِ إن جحدوا = فضلَ الإلهِ وعاشوا في المتاهاتِ
فربما أيقظتْهم حالُهم ورأوا = من صدقِ مافي هُدانا من رواياتِ
فأسلمتْ أممٌ كانت بلا قيمٍ = فليس ترعى حقوقا للشكاياتِ
وبعضُها عميتْ من سوءِ ما ارتكبتْ = من الفجور وأفعالٍ قبيحاتِ
واليوم عادتْ إلى بغيٍ تُجنِّدُه = أحقادُهم والتَّعالي في العباراتِ
هي القوى استأسدَتْ لمَّا قد امتلكتْ = أداةَ فتكٍ وتدميرٍ بآلاتِ
تغزو بهنَّ فيأتي الحقدُ ذا ضرمٍ = والفتكُ ذا حممٍ يأتي بطعناتِ
بنودُها السُّودُ صهيونيَّةٌ عصفتْ = بالمسلمين بلأواءٍ ونكباتِ
وحرَّضوا كلَّ ذي حقدٍ وذي عبثٍ = من الأعادي وأصحاب القراباتِ!
فجيَّشوهم بأعدادٍ على عُدَدٍ =واستصْرَخُوهم لإضعافِ البطولاتِ(3)
فخابَ ظنُّ طغاةِ الأرضِ فالتهبتْ = صدورُهم بلظى وَقْدِ الحماقاتِ
إيمانُ طائفةٍ منصورةٍ محقتْ = زهوَ الغزاةِ وقد جاؤوا بحملاتِ
فأرعبَتْهم بما للقومِ من شَمَمٍ = ومن إباءٍ تجلَّى في الرجولاتِ (4)
ومن مقارعةٍ فلَّتْ ضراوتَهم = بنُصرةٍ من لَدُنْ ربِّ البريَّاتِ
وأفزعتْهم أعاصيرٌ مدمِّرةٌ = فشتَّتَتْ شملَهم نارُ التهاباتِ
فأيقظتْ من بنيهم أمَّةً وجمتْ = فآمنَتْ أنَّ هذا صدقُ آياتِ


وأنَّ بارئنا في الذكرِ بشَّرنا = بالبيِّناتِ مثانيها الجليَّاتِ
واللهُ يمهلُ للطاغين مدَّتَهم = ويبطشُ البطشةَ الكبرى بأوقاتِ
فليس يُخزى جنودُ الله في زمنٍ = سادَ الطغاةُ بأفعالٍ قبيحاتِ
وحاربوا السُّنَّةَ الغرَّاءَ واقتحموا = ما للمثاني لدينا من قداساتِ
فاُمَّتي ويحها من ذا الهوانِ صحتْ = وأقسمتْ: لاتبالي بالعقوباتِ
فالدِّينُ في صدرِها مازالَ يبعثُها = يثيرُ أحناءَها البيضَ النَّقيَّاتِ
فلن تنامَ عيونٌ بعدما بَصُرَتْ = لكي تغيثَ نداءً للنَّجيباتِ (5)
وكيف تغفو وأطفالٌ مقطعةً = أجسادُهم بِمُدَى جندِ الفجيعاتِ
تلك المذابحُ قد حلَّتْ بأُمَّتِنا = لبعدِها اليومَ عن ربِّ السماواتِ
وإنَّها رقدتْ فاستأسدتْ أممٌ = كانت تدورُ بأوهامِ الجهالاتِ
وللملمَّاتِ هبَّتْ أمَّتي فلها = رغم التآمرِ فتحٌ في الملمَّاتِ
هي ابتلاءٌ من الرحمنِ يدركُه = مَن لم يزل يجتني طيبَ الدلالاتِ
فإن أتَتْهُ تلقَّاها بلا سخطٍ = وفضَّ فيها مغاليقَ العقوباتِ!
وعاد شهمًا أبيًّا راضيا قَدَرًا = أتاهُ يحضنُه حِصْنُ الشَّفاعاتِ
ورحمةٌ من كريمٍ ليس يحجبُها = عن القلوب وكانت بالسَّليماتِ
وموعدُ الفتحِ للدنيا بجملتها = أضحى قريبا بميثاقِ النُّبُوَّاتِ
ستشرقُ الشَّمسُ والدنيا سيغمرُها = نورُ الحنيفِ بأيامٍ فريداتِ
وتنتهي حقبٌ كانتْ بلا قيمٍ = ولا أمانٍ وليست بالجميلاتِ
هلَّتْ بطائفةِ الأبرارِ عزَّتُهم = من ظلِّ طيبِ مثانيها الكريماتِ
جاءتْ لردعِ طواغيتِ الضَّلالِ بما = تملي عقيدتُنا من نهجِ سوراتِ
جاءتْ بصرختها غوثا لَمَنْ ظُلِمُوا = تردُّ عنهم أعاصيرَ المراراتِ
واستيقظتْ أمَّةٌ من طولِ رقدتها = فلن تذلَّ لطغيانِ العصاباتِ
ستحملُ الخيرَ للدنيا وقد شهدتْ = لها العطايا بأيامٍ هنيَّاتِ
وليس يعرفُ تاريخُ الزمانِ يَدًا = أغنتْ مآثرُها نهجَ المروءاتِ
سوى يدِ الأُمَّةِ امتدَّتْ برحمتها = للعالمين من الباري بآياتِ
وشرعةٍ لم تزل تُرجَى لنهضتهم = بلا فسادٍ ولا هذي العذاباتِ

ولا التَّنطُعِ بالتَّطبيلِ يدحضُه = هولُ الفجائعِ من وقعِ الإصاباتِ

ولا التَّمادي بظلمِ الناسِ في تهمٍ = بطلانُها لم يزل زيفَ الرواياتِ

ماكانَ للشَّرِّ يبقى في تورطه = بالمنكراتِ الذَّميماتِ الخبيثاتِ

فليس إلا هُدانا في عقيدتها = يُنجي البريَّةَ من جَمْرِ الجزاءاتِ

فاللهُ بارئنُا واللهُ أنزلها = فيها تجلَّتْ لنا أوفى السَّعاداتِ

فمن أتاها أعَزَّ العمرَ في رغدٍ = ومَن قلاها تردَّى في العذاباتِ

فَسُنَّةُ اللهِ رغم الخَلْقِ جاريةٌ = في العالَمين لأحياءٍ وأمواتِ

عقيدتي هي للإنقاذِ لو علموا = عقيدتي هي عنوانُ المسرَّاتِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

هوامش:

(1) بداوات: كلمة أصلُها بداوة (وجاءت في صورة جمع المؤنث السالم). وبدو وجذعها: بداوة، وتحليلها: بداو + ات.

(2) الخُرافات: الخرافة هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، إذ عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال، وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.

(3) عُدَد: ما يُعَدُّ لأمرٍ ما "كان العدُوُّ أكثر منَّا عددًا وعُدَّةً- (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً)، أعدَّ للأمر عُدَّته: تهيَّأ له واستعدَّ من الزّاد والسّلاح استعدادًا للحرب .

(4) الرجولات: الرجولة هي البذل والعطاء والتضحية والفداء، والرجولة هي أن تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم.

(5) بَصُرَتْ: أي علمت بالبصيرة والعقل والفطنة. فلا شكَّ فيما رأت وعلمت.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق