الزهور والغيوم في شعر العشماوي

105
1 دقائق
20 ذو القعدة 1446 (18-05-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تحدث الشاعر الكبير الدكتور عبدالرحمن العشماوي في الكثير من شعره عن الغيوم والزهور وأثر تأملها على النفس، وفيما يلي بعض النماذج الشعرية لما قاله في ذلك:

التأمل في جمال الأشياء من حولنا:

خريرُ الماءِ والزّهرُ الرقيقُ

حديثُ الحُبِّ بينهما الرّحيقُ

وبينهما النّسيمُ سفيرُ شوقٍ

أمينٌ في سِفارتِه رَفيقُ

هنا لغةُ الجمالِ تَفيضُ حُسنًا

فوَقْعُ حروفِها وَقعٌ عَميقُ

ويقول (حفظه الله):

غيثُ القصيدة…

لا تَعْجَبي لمَّا تجيءُ قصيدَتي *** غيثًا هنيئًا فالغُيُومُ حِسَانُ

هذِي غيومُ الحُبِّ في أجْوائنَا *** ينْهَلُّ منْها الصَّيبُ الهَتَّانُ

تُسقَى بِها الأرضُ اليَبَابُ فَتنْتَشي *** فيها الزُّهُورُ وتُورِقُ الأفْنَانُ

ريحَانَةَ القَلْبِ، الليالي، كلُّها *** قمراءُ لمَّا يَصْدق الإنْسانُ

والصَّعْبُ في هَذي الحَياةِ مُيسَّرٌ *** لمَّا يَشِيعُ العَدلُ والإِحْسانُ

والحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها *** ورَحِيقُها وربيعُها الفَينانُ

و مشاعِرُ الإنسان أعظَمُ ثرْوَة *** لمَّا يُرَاعَى حَقُّه و يُصانُ

يحلُو الحديثُ على اللِّسانِ وهَكَذا *** يحْلُو بألفَاظِ الوفَاءِ لسَانُ

ويقول:

سبحانَ من جعل الكبيرَ صغيرا

والمُستبِدَّ على العبادِ حقيرا

سبحان من ألقى بقاتل شعبه

في الوحل مكتوف اليدينِ حَسيرا

سبحانَ مَن جعلَ الغُثاءَ شرابَه

وشرابَ مَن ذاقوا البلاءَ نَميرا

سبحانه قلب الموازينَ التي

صنعَ البُغاةُ وأحدث التغييرا

الكونُ كلّ الكون في تدبيره

هوَ وحدَه مَن يملك التدبيرا

سبحانَه وبحمدِه، مُتَصرِّفٌ

في الكونِ قدّرَ أمرَه تقديرا

*تأمل مجيء الصباح:

نطقَ الصباحُ فكان أجملَ ناطقِ

بحنينِ مشتاقٍ ولهفةِ،، وامِقِ

ألقى عليّ قصيدةً فيّاضةً

سُقيَتْ قوافيها بنورٍ،، دافقِ

نطقَ الصباح فما أعزَّ حروفَه

ممزوجةً بنسيمِ فجرٍ صادقِ

سبحان من جعل الصباحَ مُفَوَّهًا

بالنورِ، سبحانَ العظيمِ الخالق

*ويقول عن صباح الزهور:

صباحَ الزهورِ التي لم تزل

تحدّثنا عن جمالِ الصباح

تصبّحنا بالشذا حينما

تداعبها نسَماتُ الرياحِ

صباحَ المودّةِ أزهارُها

تَزُفُّ إلينا عبيرَ انشراحِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق