بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشعر لغة التعبير عن المشاعر، والنفس ترى الجمال من حولها، وخير وسيلة لبيان هذا الجمال هو الشعر، وها نحن مع قصائد ومقطوعات شعر مع الشاعر المبدع الدكتور عبدالرحمن العشماوي في التضرع إلى الله بالدعاء، والله سبحانه خير مجيب، وفي قصيدة "يا ربّ عونَك يطلب العون من الله"، كما تحدث شاعرنا القدير عن جمال الكون والطبيعة وأثره على النفس، وفيما يلي ما قاله (حفظه الله) في ذلك:
* التضرع إلى الله بالدعاء، والله سبحانه خير مجيب:
يقول الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي عن التضرع إلى الله بالدعاء:
اركضي يا غيومُ رَكْضَ مُحبٍّ
يتمنى سعادة الأحباب
واجعلينا نشمّ رائحة الغيث.
إذا ماالتقى بشوقِ الترابِ
نحن نهفو إلى ابتسامةِ ثغرٍ
ورُبانا تهفو لدمع السحابِ
نحن ندعو ربًّا كريمًا ونرجو
ويحث على الأمل فيقول:
دنا الفجر فاستبشري واعلمي
بأن الظلامَ قصيرُ المدى
*الدعاء:
في الحث على الدعاء يقول شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي يحث حفظه الله :
سقيتُ بساتيني بصدقِ دعائي
فأرضي به موصولةٌ بسمائي
أُروّي به في القلب روضَ مشاعري
فيُنْبِتُ آمالي وصدقَ رجائي
رفعتُ به كفّيَّ فانهمرَ النّدى
وعِشْتُ به في راحةٍ وهناءِ
توجّهْ إلى المولى الكريمِ ولا تكنْ
كحاطبِ ليلٍ في مَسيلِ غُثاءِ
طلب العون من الله:
ها هو شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي يطلب العون من الله فيقول في قصيدة
"يا ربّ عونَك …":
ليلٌ طويلٌ وضوءُ البدر مبتور ُ
والحزنُ في صفحة الوجدان مسطور ُ
كم قائلٍ حين يلقاني، وفي شفتي
طيفُ ابتسامٍ، وفي وجهي تباشيرُ
هذا السعيد، فما في عيشه نكد ٌ
هذا الذي صدره بالبشر معمور ُ
هذا الذي شبعتْ أعماقُه فرحًا
فنفسه عذبةٌ والقلبُ مسرور
يقولها، ما درى عما أُكابِدُه ،
من الهمومِ فمَطْويٌّ، ومنشور ُ!
يقولها، ما درى أني على كمَدي
أطوي فؤادي، وأن الحزن مطمور ُ!
لا تسألي عن جراحي ما حكايتها
فالقلب مستسلمٌ والجرح مسعور ُ
سالمت ُ جرحي، وجرحي لا يُسالمني
فالنفس راضية، والحال مستور ُ
بعض الجراح إذا داويتَها اندملتْ
وبعضُها لا تداويه العقاقير ُ
يارب عونَك فالأمواج عاصفةٌ
ومركبي تائهٌ، والبحر مسجور ُ
أبيت ليلي بلا نوم ٍ، وطعمُ فمي
مُرٌّ وسيفي على رجليَّ مكسور ُ
شوق وحزن يذوق القلبُ نارَهما
فأيُّ هذين في الأعماقِ محفور ُ؟
سعيتُ نحوَك يا ربي، ولي أمل ٌ
والسعيُ في طاعة الرحمن مشكور ُ
خُطاي في الدرب بالإيمان ثابتة ٌ
فما يُزَعْزِعُها بغيُ ولا زُور ُ
مني اجتهادٌ وسعيٌ في مناكبها
ومنك يارب توفيق ٌ وتيسيرُ
* الحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها:
بين شاعرنا القدير أن الحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها فيقول:
لا تعجَبي لمَّا تجيءُ قصيدَتي
غيثًا هنيئًَا فالغُيُومُ حِسَانُ
هذِي غيومُ الحُبِّ في أجْوائنَا
ينْهَلُّ منْها الصَّيبُ الهَتَّانُ
تُسقَى بِها الأرضُ اليَبَابُ فَتنْتَشي
فيها الزُّهُورُ وتُورِقُ الأفْنَانُ
ريحَانَةَ القَلْبِ، الليالي، كلُّها
قمراءُ لمَّا يَصْدق الإنْسانُ
والصَّعْبُ في هَذي الحَياةِ مُيسَّرٌ
لمَّا يَشِيعُ العَدلُ والإِحْسانُ
والحُبُّ يَنْبُوعُ الحياةِ وعطْرُها
ورَحِيقُها وربيعُها الفَينانُ
و مشاعِرُ الإنسان أعظَمُ ثرْوَة.
لمَّا يُرَاعَى حَقُّه و يُصانُ
يحلُو الحديثُ على اللِّسانِ وهَكَذا
يحْلُو بألفَاظِ الوفَاءِ لسَانُ
*الصبح وجمال الخواطر
يبين شاعرنا القدير أن الصبح وجمال الخواطر صنوان فيقول:
يعانق هذا الصُّبحُ صبحَ مشاعري
فلا تسأليني عن جمال الخواطرِ
ففي صُبح قلبي يهتف الحب والرضا
وفي صُبحنا المعروفِ تغريدُ طائرِ
*مظاهر الجمال في الكون:
عن مظاهر الجمال في الكون يتحدث شاعرنا القدير فيقول:
خريرُ الماءِ والزّهرُ الرقيقُ
حديثُ الحُبِّ بينهما الرّحيقُ
وبينهما النّسيمُ سفيرُ شوقٍ
أمينٌ في سِفارتِه رَفيقُ
هنا لغةُ الجمالِ تَفيضُ حُسنًا
فوَقْعُ حروفِها وَقعٌ عَميقُ
*ويقول حفظه الله:
ترى الحشرات بالأزهار تلهو
وما يُغري سوى النّحل الرحيقُ
*جمال الصباح والصلاة والتسليم على النبي:
حيث يقول شاعرنا الدكتور عبدالرحمن العشماوي عن جمال الصباح والصلاة والتسليم على النبي:
صباحُ الرياضِ الجميلُ الْتقى
بإحساس قلبي الذي أشرقا
فذاك يفيض بأنوارِه
وهذا بشوق المُحبِّ ارتقى
وبينهما لوحةٌ من غيومٍ
تزيدُ بهاءَهما رَوْنَقا
كأنّي بهذي وهذا وذاك
تُردّدُ: سبحان من أغْدَقا
تَزُفُّ الصلاةَ على المصطفى
فأسمو وأزكو بهِا مَنطقا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين