بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جاء في الحديث:
"استَفْتِ قلبَك، البِرُّ ما اطمأنَّت إليه النفسُ، واطمأنَّ إليه القلبُ، والإثمُ ما حاك في القلبِ، وتردَّد في الصدرِ وإن أفتاك الناسُ وأفتَوْك".
وهذا الحديث يفهمه كثيرٌ من الناس على غير وجهه الصحيح.
فمعناه الصحيح:
إذا أفتاك أحد بالاباحة وترددت في ذلك ولم يطمأن قلبك للجواز فاستعمل الاحتياط.
ولهذا جاء في حديث أبي أمامة قال:
قال رجل: يا رسول الله! ما الإثم؟
قال: "إذا حاك في صدرك شيء فدعه".
قال ابن رجب:
(إسناد جيد على شرط مسلم).
وقال الغزالي:
(واستفتاء القلب إنما هو حيث أباح المفتي، أما حيث حرم فيجب الامتناع).
وأما ما يفهمه بعض الناس من أن الحديث معناه:
الاكتفاء بما يقع في القلب من الرأي حول حكم المسألة، فهو معنى بعيد جدا لأنه يؤدي للفوضى فكل شخص يعمل بما أحب مما يقع في قلبه.
العمل بما يقع في القلب، وترك النصوص الواردة، لا يجوز بإجماع العلماء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين