وصف يوم الحصاد في شعر العشماوي

112
1 دقائق
20 ذو الحجة 1446 (17-06-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

منذ عقود حيث جمال طبيعة الريف وبالتحديد في قرية عراء بني ظبيان بالباحة، وصف لنا الشاعر المبدع الدكتور عبدالرحمن العشماوي يوم الحصاد أيام الزمن الجميل في القرية حيث جيل الطيبين الآباء والأجداد رحم الله من ودعاناه منهم حيث الجد والبكور والهمة والنشاط والسعادة والحبور وبارك الله في الأحياء منهم، ففي قصيدة ((دوّامةُ الوهم)) يبين شاعرنا في مطلع منها مبينا جمال الأرض التي كان يزرعها الأجداد بمختلف أنواع الحبوب من قمحٍ، وشعيرْ، منذ البكور حيث الطبيعة الخلابة الشَّجر الأخضر و الرَّوابي الجميلة، وما أجمل يوم الحصاد حيث الريحان واللوز وشقشقة العصافير يقول شاعرنا المبدع واصفًا كل هذا:

كانَ جدِّي يزرعُ الأرضَ بقمحٍ وشعيرْ

يزرعُ الأرْضَ بحبٍّ ووَفاءٍ ورُجولَهْ

كانتْ الأرضُ الخميلَهْ

كانَ جدِّي يتلَقَّى الفجر في مزرَعتهْ

يرسل التسبيحَ في آفاقها

فإذا بالأرض تهتزُّ وتربو

وعيون الشَّجر الأخضر تصبو

والرَّوابي تنتشي

والعصافير على الأغصانِ تشدو

وفَمُ الفجْرِ يُغنِّي بنشيدٍ منْ ضياءْ

ها هو " الشِّعبُ " يُناغي

ألفَ عصفورٍ وزهرهْ

وأنا أسمعُ جدِّي يذكُر الله إذا ألْقى بِبذْرهْ

لمْ أزلْ أَلْمَحُ آثار الرِّضا في وجهِهِ

يومَ الحصادْ

باركَ اللهُ لهُ في ثمَرِ الشِّعبِ

وهوَ يدعو:

ربِّ عفوًا أنا لولاكَ

لأصبحتُ هبَاءْ

يا غناءَ البُلْبلِ الشَّادي أماتتْكَ المدينهْ

وفقدْنا في خِضمِّ الصَّخَبِ الهَادرِ

آثارَ السَّكينهْ

كانت الشمس تصبُّ الضوءَ دِفْئًا

وجبينُ الفجرِ يَنْدَى عرقًا يصبحُ فوق الزَّهر طلًَّا

فيفوحُ الشِّعبُ ريحانًا وفُلاَّ

والعصافيرُ تُغنِّي

وغصونُ اللَّوزِ تمتَدُّ على الآكام ظِلاَّ

يا غصونَ اللَّوزِ قدْ أخصبت الذَّكرى وأحياها الأملْ

أغلقَ النِّسيانُ بابَهْ

وطوى الصَّمتُ كتابَهْ

ودخلتُ الزَّمنَ الماضي

على ظهر جوادٍ من حنيني

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق