بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال لي صديقي: انتهيت من مناسك العمرة، وذهبت لأركب الحافلة للعودة لمحل سكني، وبالفعل انتظرت الحافلة أمام أحد الفنادق،ولما طال الانتظار أردت قضاء الحاجة فلم أجد سوى الفندق الذي انتظر أمامه، فدخلته فإذا بشاب يجلس في مكتب الاستقبال فسلمت عليه وقلت له ما أريد فقال لي: ممنوع، قلت له إنني مضطر سأدعو لك ربي أن يوفقك لما تريد.
قال:خذ هذا المفتاح واصعد الدور الأول حيث يوجد حمام خارج غرف الفندق به مكان للوضوء بجوار المصلى وبالفعل قضيت حاجتي وشكرته، وتعرفت عليه فإذا هو من إحدى القبائل العربية الشهيرة بالشعر، وحاصل على ليسانس في اللغة العربية، وأخذت أذكر له مشاهير شعراء قبيلته في الجاهلية والإسلام، ولما كان شابا طموحًا حيث كان يعمل مؤقتا في الفندق انتظارا للوظيفة، فقلت له سأدعو الله لك كما خدمتني أن يوظفك الله قريبا إن شاء الله!!
ومرت سنوات خمس سنوات تقريبا خلال فترة كورونا، ورجعت لعمل عمرة وقد أذن مغرب الثامن رمضان وبينما أن أتناول الإفطار الخفيف من تمر وماء بين الصفا والمروة، وأنا أسعى فإذا بشخص يقول لي كأني أعرفك جيدًا، وقلت له، وأنا أيضا أشعر إني أعرفك!!
وقد تغيرت ملامحنا بمرور السنين فقلت له أأنت فلان؟!!! لا شعوري قال لي نعم، فقال لي إذن أنت الذي دعوت لي بالوظيفة قلت: نعم قال لي: أبشرك إن الله بالفعل أكرمني بوظيفة حكومية!!وكلما تذكرتك دعوت لك بخير!!
فسبحان من يجيب دعاء الأخ لأخيه وخاصة ساعة الاضطرار: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (النمل:62).