بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا. الْحَيَاءُ تاجُ الأخلاق الإسلامية وهو مفتاح لكل خير. فأقول وبالله تعالى التوفيق:
تعريف الحياء
* الْحَيَاءُ: هُوَ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ الْقَبِيحِ، وَيَمْنَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ ذِي الْحَقِّ. (رياض الصالحين للنووي ص 235).
منزلة الحياء
قال الإمَامُ ابن القيّم (رَحِمَهُ اللهُ): خُلُقُ الْحيَاءِ الذي اختص اللهُ تَعَالَى بِهِ الإنسانَ دُونَ جَمِيع الْحَيَوَان، مِن أفضل الأخلاق وأَجَلها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا، بل هُوَ خَاصَّة الإنسانية، فَمن لَا حَيَاء فِيهِ، لَيْسَ مَعَه مِنَ الإنسانية إلا اللَّحْم وَالدَّم وصورتهم الظَّاهِرَة، كَمَا أنه لَيْسَ مَعَه مِنَ الْخَيْر شَيْء، وَلَوْلَا هذا الخُلُق لم يقر الضَّيْف وَلم يوف بالوعد وَلم يُؤد أمانة وَلم يقْض لأحدٍ حَاجَة وَلَا تحرى الرَّجُل الْجَمِيل فآثره والقبيح فتجنبه وَلَا ستر لَهُ عَورَة وَلَا امْتنع من فَاحِشَة وَكثير مِنَ النَّاس لَوْلَا الْحيَاء الَّذِي فِيهِ لم يُؤد شَيْئا مِنَ الأمور المفترضة عَلَيْهِ وَلم يرع لمخلوق حَقًا وَلم يصل لَهُ رحمًا وَلَا بَرَّ لَهُ والدًا، فَإِن الْبَاعِث على هَذِه الأفعال، إِمَّا ديني وَهُوَ رَجَاء عَاقبَتهَا الحميدة، وَإِمَّا دُنْيَوِيّ عُلْوي، وَهُوَ حَيَاء فاعلها مِن الْخلْق قد تبين أنه لَوْلَا الْحَيَاءُ إِمَّا مِنَ الْخَالِق أو مِنَ الْخَلَائق لم يَفْعَلهَا صَاحبهَا. (مفتاح دار السعادة لابن القيم ص:277).
الحياء من صفات الله تعالى:
* رَوَى أبو داود عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا". (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 1320).
فائدة مهمة:
اللهُ تَعَالَى يُوصَفُ بالْحَيَاءِ الذي يَليقُ بِهِ سُبْحَانَهُ بِغَيْرِ تَشْبِيهٍ، وَلَا تَمْثِيلٍ، وَلَا تَحْرِيفٍ، وَلَا تَعْطِيلٍ.
* رَوَى أبو داودَ عَنْ يَعْلَى بن أمية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلَا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ r: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِر"ْ. (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3387).
الحياء وصية رب العالمين:
* قال اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} (البقرة:26).
* قَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً}.
قال الإمامُ ابن عثيمين (رَحِمَهُ اللهُ): أي: لا يَمنعهُ الْحَيَاءُ مِن أن يضربَ مثلًا ولو كان مثلًا حقيرًا ما دام يثبت به الحق؛ فالعبرة بالغاية. (تفسير سورتي الفاتحة والبقرة لابن عثيمين ج1 ص 96).
* قال سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب:53).
الله تعالى يحب المؤمن المتصف بالحياء:
* رَوَى البخاري (في الأدب المفرد) عَنْ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ r: "إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ، قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ. قُلْتُ: قَدِيمًا كَانَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: قَدِيمًا، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ أَحَبَّهُمَا اللَّهُ". (حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث: 455).
الحياء من الإيمان:
* رَوَى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ r، قَالَ: "الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ". (البخاري حديث:9 / مسلم حديث:35).
* قَوْلُهُ: (وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ):
قَالَ الإمامُ الْخَطَّابِيُّ (رَحِمَهُ اللهُ): أيْ: أنَّ الْحَيَاءَ يَقْطَعُ صَاحِبَهُ عَنِ الْمَعَاصِي ويَحجِزهُ عَنْهَا، فَصَارَ بِذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ، إِذِ الإِيمَانُ يَنْقَسِمُ إِلَى ائْتِمَارٍ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَانْتِهَاءٍ عَمَّا نَهَى عَنْهُ. (معالم السنن للخطابي ج4 ص312).
الحياء مفتاح لكل خير
رَوَى الشيخانِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، r: "الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ". (البخاري حديث: 6117 / مسلم حديث: 37).
* قال الإمامُ ابن بطال (رَحِمَهُ اللهُ): مَن استحيا مِنَ الناس أن يروه يأتي الفجور ويرتكب المحارم، فذلك داعية له إلى أن يكون أشد حَيَاءً مِن ربه وخالقه، ومَن استحيا مِن ربه فإن حياءه زاجر له عن تضييع فرائضه وركوب معاصيه؛ لأن كل ذي فِطرَة صحيحة يعلم أن الله تَعَالَى النافع له والضار والرزاق والمحي والمميت، فإذا عَلِمَ ذلك فينبغي له أن يستحي مِنه عَزَّ وَجَلَّ. (شرح البخاري لابن بطال ج9 ص 298).
الحياء هو الحياة:
قَالَ الحكيمُ الترمذيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ): الْحيَاءُ أَصلُهُ مِنَ الْحَيَاة فَإِذا حَيَى الْقلبُ بِاللَّه استحيى، وَكلما ازْدَادَ حَيَاة بِاللَّه، ازْدَادَ حَيَاء مِنْهُ، أَلا ترى أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُسْتَحْيِيَ يَعْرَقُ فِي وَقْتِ الْحَيَاءِ فَعَرَقُهُ مِنْ حَرَارَةِ الْحَيَاة الَّتِي هَاجَتْ مِنَ الرّوح فَمِنْ هَيَجَانِهِ تَفُورُ مِنْهُ الرُّوحُ فَيَعْرَقُ مِنْهُ الْجَسَدُ وَيَعْرَقُ مِنْهُ أَعْلَاهُ ; لِأَنَّ سُلْطَانَ الْحَيَاءِ فِي الْوَجْهِ وَالصَّدْرِ. (نوادر الأصول للحكيم الترمذي ج6 ص 179).
الحياء زينة الأخلاق:
* روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ، r قَالَ: "مَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ". (حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 601).
* رَوَى ابنُ مَاجَه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ". (حدِيث حسن) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث 3370).
* قَوْلُهُ: (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا) أَيْ: سَجِيَّةً (طَبِيعَةً) شُرِعَتْ فِيهِ، وَخَصَّ أَهْلَ ذَلِكَ الدِّينِ بِهَا وَكَانَتْ مِنْ جُمْلَةِ أَعْمَالِهِمْ الَّتِي يُثَابُونَ عَلَيْهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ سَجِيَّةً تَشْمَلُ أَهْلَ ذَلِكَ الدِّينِ أَوْ أَكْثَرَهُمْ أَوْ تَشْمَلُ أَهْلَ الصَّلَاحِ مِنْهُمْ وَتَزِيدُ بِزِيَادَةِ الصَّلَاحِ، وَتَقِلُّ بِقِلَّتِهِ.
* قَوْلُهُ: (وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ) أَيْ: فِيمَا شُرِعَ فِيهِ الْحَيَاءُ، بِخِلَافِ مَا لَمْ يُشْرَعْ فِيهِ كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْحُكْمِ بِالْحَقِّ، وَالْقِيَامِ بِهِ، وَأَدَاءِ الشَّهَادَاتِ عَلَى وَجْهِهَا. (المنتقي أبو الوليد الباجي ج7 ص213).
نبينا r يحافظ على حياء الفتاة البكر:
رَوَى البخاريُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "البِكْرُ تُسْتَأْذَنُ. قُلْتُ: إِنَّ البِكْرَ تَسْتَحْيِي؟ قَالَ: إِذْنُهَا صُمَاتُهَا". (البخاري حديث: 6971).
هكذا يحفظُ نبينا r، لكل فتاة حَياءها، ويُجنبها مَشقة الموافقة على الزواج صراحة، ويبين أنَّ الاكتفاء بصمتها دليلًا على رضاها.
الحياء يمنع الوقوع في الشبهات:
أفضل درجات الْحَيَاءِ أن يتجنب المسلم الشبهات استحياءً مِنَ اللهِ تَعَالَى، ومخافة أن يُؤدي ذلك إلى وقوع المسلم في الأمور التي حَرَّمها اللهُ.
* رَوَى مسلمٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، r يَقُولُ: "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ". (مسلم حديث 1599).
الحياء لا يمنع مِن الاعتراف بالخطأ:
* قَالَ أَحْمد بن الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي أَن أباه الْحسن بن زِيَاد اُسْتُفتِيَ فِي مَسْأَلَة فَأَخْطَأَ، فَلم يعرف الَّذِي أفتاه، فأجَّرَ مناديًا فَنَادَى إِن الْحسن بن زِيَاد اُسْتُفتِيَ يَوْم كَذَا وَكَذَا فِي مَسْأَلَة فَأَخْطَأَ فَمَن كَانَ أفتاه الْحسن بن زِيَاد بِشَيْء فَليرْجع إِلَيْهِ. قَالَ فَمَكثَ أَيَّامًا لَا يُفْتِي حَتَّى وَجَدَ صَاحب الْفَتْوَى فَأعلمهُ أَنه أَخطَأ وَأَن الصَّوَاب كَذَا وَكَذَا. (أخبار أبي حنيفة الحسين بن علي الصَّيْمَري ص 135).
* أفتى الشيخ: عز الدّين بن عبد السلام (رَحِمَهُ اللهُ) مرّةً بِشَيْء ثمَّ ظَهَرَ لَهُ أَنه خطأ فَنَادَى فِي بعض البلاد على نَفسه: مَن أفتى لَهُ فلَان بِكَذَا فَلَا يعْمل بِهِ فَإِنَّهُ خطأ. (طبقات الشافعية للسبكي ج8 ص 214).
الحياء لا يمنع طلب العلم:
رَوَى البخاريُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ المَاءَ. فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: أَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ r،: فَبِمَ شَبَهُ الوَلَدِ". (البخاري حديث: 6091).
الحياء لا يمنع الأمر بالمعروف:
الْحَيَاءُ لا يمنع المسلمَ مِن أن يقول الحق أو يأمر بالمعروف أو ينهى عَن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.
قال اللهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب:53) الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر مِن سِماتِ هذه الأمة المحمدية المباركة.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:110).
* رَوَى ابنُ مَاجَه عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَامَ خَطِيبًا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ: "أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ. قَالَ: فَبَكَى أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَا أَشْيَاءَ فَهِبْنَا". (حديث صحيح). (صحيح ابن ماجه للألباني حديث:4007).
فائدة مهمة:
قَالَ الإمامُ النَّوَوِيُّ (رَحِمَهُ اللهُ): قَدْ يُشْكِلُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ مِنْ حَيْثُ إنَّ صَاحِبَ الْحَيَاءِ قَدْ يَسْتَحْيِ أَنْ يُوَاجِهَ بِالْحَقِّ مَنْ يُجِلُّهُ فَيَتْرُكُ أَمْرَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيَهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَدْ يَحْمِلُهُ الْحَيَاءُ عَلَى الْإِخْلَالِ بِبَعْضِ الْحُقُوقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي الْعَادَةِ، قَالَ: وَجَوَابُ هَذَا مَا أَجَابَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِنْهُمْ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ (رَحِمَهُ اللهُ) أَنَّ هَذَا الْمَانِعَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَيْسَ بِحَيَاءٍ حَقِيقَةً بَلْ هُوَ عَجْزٌ وَخَوَرٌ وَمُهَانَةٌ وَإِنَّمَا تَسْمِيَتُهُ حَيَاءً مِنْ إطْلَاقِ بَعْضِ أَهْلِ الْعُرْفِ أَطْلَقُوهُ مَجَازًا لِمُشَابَهَتِهِ الْحَيَاءَ الْحَقِيقِيَّ. (مسلم بشرح النووي ج2 ص:5).
الحياء من الملائكة:
ينبغي على المسلم أن يستشعر بالحياء بوجود الملائكة معه وأنهم يرونه ويرافقونه في كل أوقاته، إلا عند ذهابه إلى الغائط أو عندما يجامع زوجته وأنهم يكتبون أقواله وأفعاله. قال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} (الزخرف: 80).
* وقال سبحانهُ وتعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (الانفطار: 10: 12).
أقوال السلف الصالح في الحياء:
(1) قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: *مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ*. (مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص40).
(2) قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: *إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ هَلَاكًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا*.(مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص44).
(3) قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: *لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَسْتَحِي مِنْ النَّاسِ*. (أدب الدنيا والدين للماوردي ص 249).
(4) قَالَ عُمَرُ بْنُ عبدالعزيز(رَحِمَهُ اللهُ): *الْحَيَاءُ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ*. (مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص38).
(5) قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (رَحِمَهُ اللهُ): *إِنَّ الْحَيَاءَ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ ارْتِكَابِ الْمَعَاصِي*. (شرح الزرقاني على موطأ مالك ج4 ص406).
نبينا r هو القدوة في الحياء:
* رَوَى البخاريُّ عَنْ سَهْلٍ بْنِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ r، بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ، فِيهَا حَاشِيَتُهَا، أَتَدْرُونَ مَا البُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ r، مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ، فَحَسَّنَهَا فُلاَنٌ، فَقَالَ: اكْسُنِيهَا، مَا أَحْسَنَهَا، قَالَ القَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، لَبِسَهَا النَّبِيُّ r،مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ، وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ، إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي، قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ". (البخاري حديث: 1277).
* رَوَى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ r: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ المَحِيضِ؟ قَالَ: خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَوَضَّئِي ثَلاَثًا. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ r اسْتَحْيَا، فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ، أَوْ قَالَ: تَوَضَّئِي بِهَا. فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا، فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ r".(البخاري حديث: 315 / مسلم حديث: 332).
المعاصي تمحو الحياء من النفوس:
قال الإمَام ابنُ القيم (رَحِمَهُ اللهُ): مِنْ عُقُوبَاتِ المعاصي: ذَهَابُ الْحَيَاءِ الَّذِي هُوَ مَادَّةُ حَيَاةِ الْقَلْبِ، وَهُوَ أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ، وَذَهَابُهُ ذَهَابُ الْخَيْرِ أَجْمَعِهِ. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ r أَنَّهُ قَالَ: "الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ".
الذُّنُوبُ تُضْعِفُ الْحَيَاءَ مِنَ الْعَبْدِ، حَتَّى رُبَّمَا انْسَلَخَ مِنْهُ بِالْكُلِّيَّةِ، حَتَّى إِنَّهُ رُبَّمَا لَا يَتَأَثَّرُ بِعِلْمِ النَّاسِ بِسُوءِ حَالِهِ وَلَا بِاطِّلَاعِهِمْ عَلَيْهِ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يُخْبِرُ عَنْ حَالِهِ وَقُبْحِ مَا يَفْعَلُ، وَالْحَامِلُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ انْسِلَاخُهُ مِنَ الْحَيَاءِ، وَإِذَا وَصَلَ الْعَبْدُ إِلَى هَذِهِ الْحَالَةِ لَمْ يَبْقَ فِي صَلَاحِهِ مَطْمَعٌ.وَالْحَيَاءُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَيَاةِ، وَالْغَيْثُ يُسَمَّى حَيَا لِأَنَّ بِهِ حَيَاةُ الْأَرْضِ وَالنَّبَاتِ وَالدَّوَابِّ، وَكَذَلِكَ سُمِّيَتْ بِالْحَيَاءِ حَيَاةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَمَنْ لَا حَيَاءَ فِيهِ فَهُوَ مَيِّتٌ فِي الدُّنْيَا شَقِيٌّ فِي الْآخِرَةِ، وَبَيْنَ الذُّنُوبِ وَبَيْنَ قِلَّةِ الْحَيَاءِ وَعَدَمِ الْغَيْرَةِ تَلَازُمٌ مِنَ الطَّرَفَيْنِ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَسْتَدْعِي الْآخَرَ وَيَطْلُبُهُ حَثِيثًا، وَمَنِ اسْتَحَى مِنَ اللَّهِ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ، اسْتَحَى اللَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ لَمْ يَسْتَحِ اللَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ. ( الداء والدواء لابن القيم ص68:69).
الحياء في الإنسان:
قَالَ أبو الحسن الماوردي (رَحِمَهُ اللهُ): الْحَيَاءُ فِي الْإِنْسَانِ قَدْ يَكُونُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدِهَا: حَيَاؤُهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى. وَالثَّانِي: حَيَاؤُهُ مِنْ النَّاسِ. وَالثَّالِثِ: حَيَاؤُهُ مِنْ نَفْسِهِ.
* فَأَمَّا حَيَاؤُهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى فَيَكُونُ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَالْكَفِّ عَنْ زَوَاجِرِهِ.
* أَمَّا حَيَاؤُهُ مِنْ النَّاسِ فَيَكُونُ بِكَفِّ الْأَذَى وَتَرْكِ الْمُجَاهَرَةِ بِالْقَبِيحِ.
* وَأَمَّا حَيَاؤُهُ مِنْ نَفْسِهِ فَيَكُونُ بِالْعِفَّةِ وَصِيَانَةِ الْخَلَوَاتِ. (أدب الدنيا والدين للماوردي ص 250:247).
مظاهر مخالفة للحياء:
سوف نذكر بعض المظاهر التي تخالف الحياء والمنتشرة بصورة كبيرة في المجتمع المسلم.
(1) المجاهرة بالمعاصي أمام الناس:
رَوَى الشيخانِ عن أَبَي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ" (البخاري حديث 6069 / مسلم حديث 2990).
(2) الكلام بالألفاظ السيئة التي تخدش الحياء:
رَوَى الترمذيُّ عَنْ عبدالله بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ". (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 1610).
رَوَى الترمذيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "مَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ، وَمَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ" (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 1607).
(3) ارتداء النساء للبنطلون الضيق في الشوارع:
أُختي المسلمة الكريمة: يا مَن تحبين الله تَعَالَى وتريدين شَربةً هنيئةً مِن يد نبينا محمد (، لا تظمئين بعدها أبدًا، أسألكِ سؤالًا واحدًا: ألا تشعرينَ الخجل وأنظار الشباب تتخطفك وأنتِ ترتدين البنطلون الضيق، الذي يصفُ أعضاء جسمك، التي أمركِ اللهُ تَعَالَى بسترها.
* قال الدكتور/ نصر فريد واصل (مفتي مصر الأسبق): لُبسُ المرأة البنطلون المفصِّل لجسدها حَرَامٌ شرعًا. وبالنسبة لعقوبة التبرج والسفور في الآخرة فهي عقوبة شديدة. والتبرج والسفور مِن الكبائر شَرعًا، لأنه يُؤدي إلى انتشار الفساد وإشاعة الفاحشة في المجتمع. (فتوى دار الإفتاء المصرية المسجلة برقم 421/158 بتاريخ 11/10/2001).
(4) كشف الشباب عن أفخاذهم في الشوارع:
مِن المؤسف أن نرى كثيرًا مِن شباب المسلمين يسيرون في الشوارع وهُم كاشفون عِن أفخاذهم بلا حياء.
رَوَى الترمذيُّ عَنْ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ r مَرَّ بِهِ، وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: "غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ العَوْرَةِ". (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث:2960.
رَوَى الحاكمُ عَنْ عبدالله بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: "مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ عَوْرَةٌ". (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني حديث: 5583).
(5) حلْْق بعض الرأس وترك البعض الآخر:
يقومُ كثيرٌ مِن الشباب بحَلْقِ بعض شَعْر رأسه وتَرْك البعضَ الآخر، وهو مَا يُسَمَّى بالقَزَعِ.
يجب أن يَعْلَمَ الشباب وأولياء أمورهم أن نبينا r قد نهى عَن حَلْقِ الشَّعْر بهذه الطريقة لأن فيها تَشْوِيهٌ لخِلْقَةِ المسلم.
رَوَى مسلمٌ عَنْ عُمَرَ بْن نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبدالله بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ r نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَمَا الْقَزَعُ؟ قَالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ ٌبَعْض". (مسلم حديث: 2121).
(6) إلقاء القاذورات في طريق الناس:
مِن مظاهر عدم الحياء في المجتمع قيام بعض الناس بإلقاء القاذورات بجوار المدارس وفي الطرقات التي يسير فيها الناس وكذلك التبول عند الأشجار وفي الأماكن التي يستظل تحتها الناس.
(7) تدخين السجائر في الأماكن العامة:
كثيرٌ مِن الناس يقومون بشرب السجائر في الأماكن العامة وفي أماكن العمل وفي وسائل المواصلات العامة بدون حياء مع عدم مراعاة مشاعر وصحة الناس الموجودين في داخل المكان. يحتوي دخان السجائر على العديد من المركبات الكيميائية التي تسبب خطرًا على البيئة والإنسان خاصة في بيئة العمل،وكثرة استنشاق الدخان المتصاعد مِنَ السيجارة يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض. ويتصاعد مِن السيجارة غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز ملوث للبيئة ويسبب أمراض لا حصر لها. (التدخين لخالد الشايع ص:5).