بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فيما يلي أربع قصائد حول جمال الصباح والورد والقمر والعيد في شعر الشاعر الكبير عائض الثبيتي:
القصيدة الأولى: شذا حرفِ الصَّباح
صَباحُكِ لاحَ في مَرأى صَباحِيْ
وزَهْرُكِ فاحَ مِنْ بَيْنِ الأقاحِيْ
أيَا ذاتَ الشَّذا مِنْ كُلِّ رَوْضٍ
ويَا رُوْحَ الضَّحَى مِنْ كُلِّ صَاحِ
لَكِ الرُّؤيا وَقَد رَبِحَتْ مُناها
وَعَزْفُ الحَرفِ مُحتَرفِ النَّجاحِ
فهاتي الرَّاحَتَيْنِ لِعِطْرِ حَرفِيْ
وَضُوْعِيْ في الغُدُوِّ وفي الرَّواحِ
القصيدة الثانية: ورْدُ الطَّائف
عادَ الرَّبِيْعُ بباقَتِيْ صِلَةِ القَرابَهْ
مُتَجَمِّلًا بلِباسِ أصحابِ النَّجابَهْ
لُغَةُ السَّلامِ شِعارُ عَوْدَتِهِ التِيْ
تَسَعُ الكلامَ بمُسْتَوَى فَنِّ الخطابَهْ
في عُرْسِ وَرْدِ الطَّائِفِ الادُبُ اعتَلَى
عَرْشَ البَيانِ فباتَ في شَرَفِ المَهابَهْ
وَسَما على رُتَبِ البَلاغَةِ فاسْتَوَى
فَوْقَ المَجازِ يَدُوْرُ في فَلَكِ الكِتابَهْ
لا يَنْحَنِيْ بِرَفِيْعِ هامَتِهِ سِوَى
لِمَكانَةِ الفُصْحَى علَى صُحُفِ الصَّبابَهْ
فإذا تَشَبَّعَ بالعُطُوْرِ كَما يُرَى
حَفِلَتْ بِهِ الأعرافُ في وَطَنِ الرَّحابَهْ
فإلَيْكَ يا وَرْدَ الرَّبِيْعِ سَيَهْتَدِيْ
قَلَمُ المُحِبِّ فلا يَمِيْلُ إلى الرَّتابَهْ
سَيَبُوْحُ بالشِّعرِ الأصِيْلِ، فَطالَما
تاقَتْ لَهُ الأسْماعُ في غَنَجِ الرَّبابَهْ
وَكأنَّ قافِيَةَ المُرُوْجِ تَطِيْرُ بِيْ
عَبْرَ المَجالِ علَى تَسابِيْحِ السَّحابَهْ
في مَهْرَجانِ الوَرْدِ يَجْتَمِعُ الهَوَى
وشَذَى الزَّمانِ بِمُقْتَضَى هَدَفِ الإجابَهْ
لِتُرَى العَجائِبُ في تَمامِ شُمُوْلِها
بَيْنَ الزُّهُوْرِ فَلا مَجالَ إلى الغَرابَهْ
إنَّ المَحاسِنَ لا تُمَلُّ، فَها هُنا
يُهْدَى الجَمالُ على مُبارَكَةِ النَّقابَهْ
القصيدة الثالثة: سَفَرٌ بِصُحبَةِ القَمَر
سِرْ بِيْ مَعَ الإدلاجِ يا قَمَرَ الدُّجَى
فالليْلُ مَرْكَبَةُ العُبُوْرِ إذا سَجَى
لا حَدَّ للمَسْرَى فأيَنَ سَيَنْتَهِيْ
فِكْرُ المُسافِرِ عِنْدَ طائِفَةِ الحِجَى؟
ماذا سَتَصنَعُ بالرَّفِيْقِ إذا طَوَى
طُوْلَ المَسافَةِ واسْتَحالَ بِهِ الرَّجَا؟
هَلْ سَوْفَ يأخُذُكَ النَّهارُ فَتَخْتَفِيْ
حَتَّى تَعُوْدَ إلى الظُّهُوْرِ مُعَرِّجَا؟
لَوْ كانَ مِثْلَكَ صاحِبِيْ لَعَرَفْتُ أنَّ...
غَدًَا سَيَحمِلُهُ إليَّ مُوَشَّجا
لَكِنَّ ذلِكَ لا يَكُوْنُ سَجِيَّةً
وأرَى الغِيابَ مِنَ البَرِيَّةِ مَنْهَجَا
لِيْ في ضِيَائِكَ ما يُقالُ وإنَّنِيْ
لَعَلَى اليَقِيْنِ إذا سَرَيْتُ مُدَجَّجَا
ومَضَيْتُ ألْتَهِمُ الهَواءَ وأزْدَرِيْ
صِفَةَ الوُقُوْفِ، وما جَهِلْتُ الأبْلَجَا
حَتَّى أرَى ماذا تَبادَرَ للَّذي
خَطَفَ الفُؤادَ، وما لَدَيْهِ تَخَلَّجَا
عَتَبِيْ عَلَيْهِ إذا تَجاسَرَ ناطِقًا
بالحُكْمِ في قَطْعِ الوِصالِ وَهَرَّجَا
ما أمَّ ناحِيَةَ الدِّيارِ ولا بَدا
مِنْهُ اعتِذارٌ كَيْ يَكُوْنَ مُتَوَّجَا
فإلَيْهِ ناصِيَةُ السُّؤالِ وما حَوَى
إنْ كانَ يَمْلُكُ للإجَابَةِ مَخْرَجَا
ما زِلْتُ مُفْتَقِرًا لغائِبَةِ الهَوَى
أبْنِيْ لَها نَحوَ السَّواهِرِ مَعْرَجَا
ولَعَلَّ في ما تَسْتَطِيْعُ حُشاشَتِيْ
صَبْرًَا يُنالُ بِهِ النَّمِيْرُ مُثَجَّجَا
القصيدة الرابعة: شلّال من فرح شوال
عندما يكون العيدُ عيدين تأتي المشاعر هكذا في أثوابها الشعبية
سرى بالليل هاجوس المساري والحبال اطوالْ
تجيب الما من الجمّ البعيد وتروي الظامي
مساريْ في خيال الجالس اللي يشرب الفنجالْ
وفِكْرهْ في ديارٍ صيدها من حيلة الرّامي
زمام الحكمه اللي ما تخاطي حنْكة الرجالْ
على طوع اليد اليمنى وفوق الْسانه إلْزامي
ترى صفْو المشاربْ من مصادرْ قوّة الشّلّال
تجي حين الهنا رَهْنَ المُنى من غيثها الهامي
هلا يا مرحبا والصّدر للّي شرّفوا منزالْ
نحيّيْ بالوفود وقدرهمْ بالمنزل السّامي
رسمْنا دعوة الميعاد في غرّةْ شهَرْ شوالْ
ورحنا نجمع العيدين في شهْرٍ من العامِ
عسانا ما نخالفْ ظنّكم في ساير الاقوالْ
ولا تقصرْ مواجيب الوفا في طول الايامِ
فرَحنا يجمع الغالين في مستحسن الاحوالْ
توافيقٍ من المولى على مشروع الاسلامِ
هدفنا وصل حالين الجواب ومطربين البالْ
مطانيخ الرجال اللي تشرّفْ كل عزّامِ
عصام وحاتم انجوم الفرحْ والتّهنيَهْ منوالْ
مباركْ، يا عساها في مزايا كل مقدامِ
بدا نور القمرْ والشمس في عهْد الصبا مشعالْ
وفي عين الرضا زهر الربيع ابروضه الشامي
يطول العمر في دار السعادة والهنا ما زالْ
يغنّي له صدى صوتي على لحني وأنغامي
وهاذي من خصوصيات ناسٍ تَبْدَع الامثالْ
وتهديها مع التبريك للمُستقبَل النّامي
موازين الذهب في عُرْف من يستعمل المثقالْ
وراها من يثمّنْ سعرَها في سوقها الحامي
سلامي واحترامي للأسود وصفْوَة الاشبالْ
بني قومي عصابة راسي وْذخيرة احزامي