سلم المالكي في أصول الفقه

85
2 دقائق
25 صفر 1447 (20-08-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- لو ترشدنا تفضلا وتكرما يا شيخ لمنهجية في أصول الفقه المالكي.

- وعند المفاضلة فيما يحفظ ويكون أصلا: بين مختصر ابن الحاجب (أو نظمه لابن رسلان) ومراقي السعود أو نظم ابن عاصم فأيها أحق بالتقديم؟

وجزاكم الله خيرا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياكم الله وأهلا بكم.

أما متون المالكية؛ فمختصر ابن الحاجب لا يُعدُّ منها إلا بالاسم، لأنه متابع للآمدي فيه، وهو ملخص لأصوله، ولم يعتن بإبراز مذهب مالك ولا تحقيقه، بل ينسب له الآراء متابعة للأصل.

وكتب المالكية المستقلة في الأصول عزيزة، وهي على عزتها متقنة.

رسم التدرُّج المالكي:

الذي يتهيَّأ للمالكيِّ أن يتدرّج به لتحقيق مذهبه من الكتب: كتب أبي الوليد الباجي وأبي العباس القرافي؛ لأنهما أصوليّان فقيهان مالكيّان معنيّان بتحقيق مذهب مالك رحمه الله على وجه الخصوص.

فيبدأ ب:

١- مقدّمة ابن القصار (مقدمة كتابه عيون الأدلة) فهي مقدّمة محققة لإمام مالكي متقدّم زمنًا ورتبةً، قصد بها إفراد أصول مالك، فالبداءة به بداءةٌ بأصول مالك مجرّدة غير مختلطة بأصول غيره، من تحرير إمام عارف خبير..

٢- ثم الإشارة للباجي. وهو ملخص من كتابه الكبير إحكام الفصول، وهو معنيٌّ للغاية بتحقيق مذهب مالك؛ لأنه محقِّقٌ لفروعه.

ويُعَدُّ أصلُه الإحكام شرحًا له؛ فيقرأه الطالب معه مستشرِحًا للمتن به.

٣- ثم التنقيح للقرافي، وقد جمع في كتابه هذا: خلاصة أربعة من كتب المالكية في الأصول، وهي كتب مفقودة، فجعل كتابه هذا للمالكية خاصة، وللأصوليين عامة، كما نصّ في مقدمته.

لذا صدّر به كتاب الذخيرة في الفقه.

وللمؤلف نفسه شرحٌ مشهور عليه، وهو نفيس، وللمالكية اعتناءٌ بالتنقيح، فتعددت شروحهم له، ومن أحسنها: شرح حلولو المسمى بالتوضيح.

٤- بهذا أظنه تأصل في مذهب مالك فيبقى عليه: الدُّربة بتخريج الفروع على الأصول؛ وفي هذا كتاب فريد منسوج على منوال المالكية لإمام مالكي نظّار وهو: «مفتاح الوصول» للتلمساني، وهو يعتني فيه بالتطبيق على فروع المالكية وغيرهم.

٥- ثم بعد هذه المرتبة يتتبّع أصول مالك رحمه الله في الموطأ وكتب أصحابه الأوائل فقها وأصولا، ويمعن في النظر في تصرُّفاته وطريقته.

ويعتني في هذه المرتبة بنوعين من الكتب:

الأول: الكتب التي استقرأت أصول مالكٍ ومبانيه الاجتهاديّة، ودرستها دراسة تحليلية.

ومن أمثلها:

- (الأصول الاجتهادية التي بني عليها المذهب المالكي)، للدكتور حاتم باي.

- (أصول فقه الإمام مالك: أدلته النقلية)، للدكتور عبدالرحمن الشعلان.

- (أصول فقه الإمام مالك: أدلته العقلية)، للدكتور فاديغا موسى.

وكذا الكتب والرسائل التي كتبت في تحقيق دليل عمل أهل المدينة عند الإمام رحمه الله، وهي كثيرة، والمفاضلة بينها تستدعي نظرا ووقتا.

الثاني: الكتب التي عنيت بتحقيق أصول الإمام مالك وتخليصها مما نسب إليها من الدّخيل.

ومن أمثلها:

- (التحقيق في مسائل أصول الفقه التي اختلف النّقل فيها عن الإمام مالك بن أنس» للدكتور حاتم باي.

ثم إن أراد أن يتحفّظ متنا أصوليا مالكيا؛ فنظم ابن عاصم: (مرتقى الوصول) أولى وأحرى؛ لأنه أسلس وأعذب، وأجمع وأوعب، وأقرب إلى أصول المالكية من المراقي، إذ المراقي أشبه بأصله: جمع الجوامع.

هذا مع ما أضاف ابن عاصم إليه من خصوصيّاتٍ مالكيةٍ، كزيادته لمبحث المقاصد مختصرا من موافقات الشاطبي، وهذه فائدة زائدة مهمة.

فهذه سبيلُ المالكيِّ في الأصول، وعلى الله قصد السبيل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق