بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من مقروءاتي في الحرب: المرقاة – بسام الصفدي
قرأت في أول أمري جملة من الكتب في قوانين الطلب وآدابه وما يتصل بذلك، ثم وجدتني منصرفا عنها لقلة جديدها وكثرة تكرارها، وصرت ألتقط منها ما يستهويني وينفعني، وبينما أنا محتشد على كتب الأستاذ العبقري إبراهيم السكران فرج الله عنه (وقرأتها كلها بحمد الله مرتين) أتيت على كتابه (مسلكيات) فرأيت فيه شيئا جديدا مختلفا لم أعهده فيما سبقت لي قراءته ومطالعته، ثم بينما أنا أتصفح حساب أحد حذاق المشايخ رأيته يثني أعظم الثناء على كتاب (ارتياض العلوم) لمشاري الشثري، ولم أكن أعرف الكتاب ولا صاحبه من قبل إلا لماما، وكنت قريب عهد بحج أو عمرة فاشتريت الكتاب في جملة كتب، ثم قرأته فوجدت الخُبر يوافق الخَبر.
وقرت عيني ثانية بكتاب عظيم مبنى ومعنى، وأما ثالث الثلاثة (وهو المقصود هنا) فقد ساقته إليَّ الأقدار في أيام الحرب، كنت جالسا مع أخت لي لها اشتغال بالعلم والأدب والكتب فذكرته وأثنت عليه، وكنت سمعت طرفا من خبره من قبل، فاحتملته وقرأته بنهم وشغف في بعض يوم، وفرحت به فرحي بأخويه، وحمدت لهذا الفتى النجدي تطاوله إلى هذا العَلاء، وتحليقه في هذه الجِواء.
هذه الكتب الثلاثة أوصي كل طالب علم (مهما علت رتبته) بقراءتها وإنعام النظر فيها، وهي وإن كانت متفاوتة في موضوعاتها ومسائلها لكنها متآخية في روعة بيانها، وفرادة نقولها، وغوصها على المعاني الدقيقة البعيدة لا المكرورة المبتذلة، وحفاوتها بالتراث التيمي المبارك، وقبل ذلك كله عنايتها بتشييد صرح الإيمان مع العلم، فجزى الله فتيان نجد خيرًا، وأولاهم الرحمن عطفًا وبرًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين