أهمية التعاون في الإسلام

366
10 دقائق
14 ربيع الثاني 1447 (07-10-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

التَّعَاوُنَ على البر والتقوى مِن أفضل الأعمال التي يتقربُ بها المسلمُ لله تعالى.

لذلك أحببت تذكير نفسي والأحباب الكرام بفضل التعاون ومنزلته في الإسلام. فأقول وباللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى التوفيق:

معنى التعاون

التَّعَاوُنُ: الْمُسَاعَدَةُ عَلَى الْخَيْرِ. (معجم اللغة العربية ج2 ص1580)

التعاون ضرورة اجتماعية:

التَّعَاوُنُ على الخير بين أفراد المجتمع ضرورةٌ إنسانيةٌ واجتماعيةٌ، لا يستطيع الناسُ الاستغناء عنها.

قال عبدالرحمن بنُ خَلْدُوْنَ (رَحِمَهُ اللهُ): إنَّ الاجتماع الإنسانيِّ ضروريٌ، ويُعبر الحكماءُ عن هذا بقولهم: الإنسانُ مدنيٌّ بالطبع أي لا بد له من الاجتماع. وبيانه أن الله سُبحانه خَلَق الإنسان وركَّبَهُ على صورة لا يصحّ حياتها وبقاؤها إلّا بالغذاء وهداه إلى التماسه بفطرته وبما ركّب فيه من القدرة على تحصيله، إلّا أنّ قدرة الواحد مِن البشر قاصرة عن تحصيل حاجته مِن ذلك الغذاء غير موفّية له بمادّة حياته منه.

ولو فرضنا منه أقلّ ما يمكن فرضه وهو قوت يوم واحد مِن الحنطة (القمح) مثلًا فلا يحصل إلّا بعلاج كثير مِن الطّحن والعجن والطّبخ، وكلّ واحد مِن هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مَوَاعِين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعدِّدة من حدّاد ونجَّار وفاخوري. وَهْب أنّه يأكله حَبًا مِن غير علاج فهو أيضًا يحتاج في تحصيله حَبًا إلى أعمال أخرى أكثر مِن هذه الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحَب مِن غلاف السنبل، ويحتاج كل واحد مِن هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر مِن الأولى بكثير، ويستحيل أن تفي بذلك كلّه أو ببعضه قدرة الواحد، فلا بدّ له مِن اجتماع القدر الكثيرة مِن أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية مِن الحاجة لأكثر منهم بأضعاف. وكذلك يحتاج كل منهم أيضًا في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه. (تاريخ ابن خلدون ج1 ص54).

التعاون وصية رب العالمين:

قال اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

قال الإمامُ ابنُ كثير (رَحِمَهُ اللهُ): يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمُعَاوَنَةِ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَهُوَ الْبَرُّ، وَتَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ، وَهُوَ التَّقْوَى، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّنَاصُرِ عَلَى الْبَاطِلِ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْمَآثِمِ وَالْمَحَارِمِ.

(تفسير ابن كثير ج5 ص18).

قال جَلَّ شأنه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].

قال الإمامُ القرطبي (رَحِمَهُ اللهُ): اللَّهُ تَعَالَى يَأْمُرُ بِالْأُلْفَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْفُرْقَةِ، فَإِنَّ الْفُرْقَةَ هَلَكَةٌ وَالْجَمَاعَةَ نَجَاةٌ.

وَرَحِمَ اللَّهُ ابْنَ الْمُبَارَكِ حَيْثُ قَالَ: إِنَّ الْجَمَاعَةَ حَبْلُ اللَّهِ فَاعْتَصِمُوا مِنْهُ بِعُرْوَتِهِ الْوُثْقَى.

(تفسير القرطبي ج4 ص168)..

نبينا يحثنا على التعاون:

(1) رَوَى الشيخانِ عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا". وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.(البخاري حديث: 2446 / مسلم حديث: 2585).

(2) رَوَى مسلمٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". (مسلم حديث: 2586).

قَوْلُهُ: "تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ": أَيْ دَعَا بَعْضُهُ بَعْضًا إِلَى الْمُشَارَكَةِ فِي ذَلِكَ.

قال الإمامُ النووي (رَحِمَهُ اللهُ): هَذا الْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي تَعْظِيمِ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَحَثِّهِمْ عَلَى التَّرَاحُمِ وَالْمُلَاطَفَةِ وَالتَّعَاضُدِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا مَكْرُوهٍ.

(صحيح مسلم بشرح النووي ج8 ص385).

(3) رَوَى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".(مسلم حديث: 2699).

(4) رَوَى الشيخانِ عَنْ عبدالله بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ (يتركه إلى الظلم)، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ". (البخاري حديث: 2442 / مسلم حديث: 2580).

(5) روى الشيخانِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، الْعَوَاتِقَ (البنت في أول الحيض، والتي لم تتزوج)، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَانَا لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: "لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا". (البخاري حديث: 351 / مسلم حديث: 890).

أقوال السلف الصالح في التعاون:

سوف نذكر بعض أقوال العلماء مِن سلفنا الصالح في أهمية التعاون:

(1) قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: *عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَعِشْ فِي أَكْنَافِهِمْ، فَإِنَّهُمْ زَيْنٌ فِي الرَّخَاءِ وَعُدَّةٌ فِي الْبَلَاءِ*. (الإخوان لابن أبي الدنيا ص84 رقم:35).

(2) قَالَ عطاءُ بنُ أبي رباح: *تَفَقَّدُوا إِخْوَانَكُمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَإِنْ كَانُوا مَرْضَى فَعُودُوهُمْ أَوْ مَشَاغِيلَ فَأَعِينُوهُمْ أَوْ كانوا نسوا فذكروهم*. (إحياء علوم الدين للغزالي ج2 ص176).

(3) قَالَ رَجُلٌ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَوْصِنِي. قَالَ: *اصْحَبْ أَهْلَ التَّقْوَى فَإِنَّهُمْ أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ مُؤْنَةً وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً*. (الإخوان لابن أبي الدنيا ص95 رقم:43).

(4) قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: *صَدِيقٌ مُسَاعِدٌ، عَضُدٌ وَسَاعِدٌ*. (أدب الدنيا والدين للماوردي ص161).

(5) قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: *العقلُ والتجربةُ في التعاون بمنزلة الماء والأرض، لا يطيق أحدهما دون الآخَر إنباتًا*. (ربيع الأبرار للزمخشري ج3 ص445).

نبينا هو القدوة في التعاون:

(1) رَوَى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ (وهي تتحدث عن أول نزول الوحي على النبي وبعد عودته من غَارِ حِرَاءٍ):

"فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ. فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ". (البخاري حديث: 3 / مسلم حديث: 160).

قَوْلُهُا: "الرَّوْعُ": أي شدة الخوف.

قَوْلُهُا: "مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا": أي لا يضيعك اللَّهُ تَعَالَى أَبَدًا.

قَوْلُهُا: "وَتَحْمِلُ الكَلَّ": أي تُنْفِقُ عَلَى الضَّعِيفِ وَالْيَتِيمِ.

قَوْلُهُا: "وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ": أي تتبرع بالمال لمن عُدِمَه وتعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك.

قَوْلُهُا: "وَتَقْرِي الضَّيْفَ": أي تكرم الضَّيْفَ وتقدم له طعام وشراب.

قَوْلُهُا: *نَوَائِبِ الحَقِّ": هي ما ينزل بالإنسان مِن الشدائد.

(2) رَوَى البخاري عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مَا كَانَ النَّبِيُّ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ". (البخاري حديث: 676).

(3) رَوَى الشيخانِ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الخَنْدَقِ، وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ". (البخاري حديث: 3034 / مسلم حديث: 1803).

(4) رَوَى مسلمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ". (مسلم حديث: 1728).

قَوْلُهُ: "يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا": أَيْ مُتَعَرِّضًا لِشَيْءٍ يَدْفَعُ به حَاجَته.

قَوْلُهُ: "فَضْلُ ظَهْرٍ": أي زيادة على ما يركب على ظهره مِن الدواب.

قَوْلُهُ: "مَنْ لَا ظَهْرَ": أي مِن لا دابة.

قال الإمَامُ النووي: فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَالْجُودِ وَالْمُوَاسَاةِ وَالْمُوَاسَاةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرُّفْقَةِ وَالْأَصْحَابِ وَالِاعْتِنَاءِ بِمَصَالِحِ الْأَصْحَابِ. (صحيح مسلم بشرح النووي ج6 ص275).

(5) رَوَى أحمدٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "إِنَّا وَاللهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، فكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا، وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ".(حديث حسن) (مسند أحمد ج1 ص 532 حديث: 504).

صور من تعاون الصحابة:

سوف نذكر بعض النماذج المشرقة للتعاون بين أصحاب نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(1) رَوَى الشيخانِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا (فَنِيَ زَادهمْ) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ". (البخاري حديث: 2486 / مسلم حديث: 2500).

(2) رَوَى البخاريُّ عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخدْرِي قَالَ (عند بِنَاءِ مَسْجِدِ النبي ): "كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ، لَبِنَتَيْنِ". (البخاري حديث: 447).

(3) رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المَدِينَةَ أَتَاهُ المُهَاجِرُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ مِنْ قَوْمٍ نَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لَقَدْ كَفَوْنَا المُؤْنَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي المَهْنَإِ حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : لَا مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ". (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2020).

قَوْلُهُ: "مِنْ قَلِيلٍ" أَيْ: مِنْ مَالٍ قَلِيلٍ.

قَوْلُهُ: "مِنْ قَوْمٍ" أيْ: الأنصار.

قَوْلُهُ: "بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ" أَيْ: عِنْدَهُمْ.

قَوْلُهُ: "فِي المَهْنَإِ" أيْ: أَحْسَنُوا إِلَيْنَا، سَوَاءٌ كَانُوا كَثِيرِي الْمَالِ أَوْ فَقِيرِي الْحَالِ.

قَالَ الإمَامُ الطِّيبي (رَحِمَهُ اللَّهُ): قَوْلُهُ: "لَا، مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ" معناه: لَا؛ أَيْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمْتُمْ، فَإِنَّكُمْ إِذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ شُكْرًا لِصَنِيعِهِمْ وَدُمْتُمْ عليه فقد جازيتموهم. (تحفة الأحوذي للمباركفوري ج7 ص159).

(4) رَوَى البخاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "قَدِمَ عَلَيْنَا عبدالرحمن بْنُ عَوْفٍ، وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالِ، فَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ عَلِمَتْ الْأَنْصَارُ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، سَأَقْسِمُ مَالِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَطْرَيْنِ، وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَأُطَلِّقُهَا حَتَّى إِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا. فَقَالَ عبدالرحمن: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ". (البخاري حديث: 3781).

(5) رَوَى أبو نُعَيْم عَنْ مَالِكٍ الدَّارَانِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَخَذَ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ فَجَعَلَهَا فِي صُرَّةٍ فَقَالَ لِلْغُلَامِ: *اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، ثُمَّ تَلَبَّثْ سَاعَةً فِي الْبَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ، فَذَهَبَ بِهَا الْغُلَامُ فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: اجْعَلْ هَذِهِ فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ، فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ، ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلَانٍ، وَبِهَذِهِ الْخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ، وَبِهَذِهِ الْخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ، حَتَّى أَنْفَذَهَا. فَرَجَعَ الْغُلَامُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَخْبَرَهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مُعَاذٍ وَتَلَّهُ فِي الْبَيْتِ سَاعَةً حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: اجْعَلْ هَذِهِ فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ وَوَصَلَهُ، تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا، اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا، فَاطَّلَعَتِ امْرَأَةُ مُعَاذٍ فَقَالَتْ: وَنَحْنُ وَاللهِ مَسَاكِينٌ فَأَعْطِنَا، وَلَمْ يَبْقَ فِي الْخِرْقَةِ إِلَّا دِينَارَانِ فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا (أعطاهما)، وَرَجَعَ الْغُلَامُ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ: إِنَّهُمْ إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ*. (حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص237).

التعاون لحماية المجتمع من الأعداء.

قال الله سُبحانه وتعالى عن ذِي الْقَرْنَيْنِ:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف: 93-98].

في هذه الآيات الكريمة صورة مِن صور التعاون على الخير ودَفْع الشر عن الناس، والتصدي للمفسدين في الأرض.

التعاون في مجال الدعوة إلى الله:

قَال الإمام ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): *حَثَّ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى نُصْرَةِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَنُصْرَةِ نَبِيِّهِ وَمُؤَازَرَتِهِ وَمُعَاوَنَتِهِ عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ وَنَشْرِ الدَّعْوَةِ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [الصف: 14] أَيْ: مَنْ يُسَاعِدُنِي فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} [الصف: 14] وَكَانَ ذَلِكَ فِي قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: النَّاصِرَةُ. فَسُمُّوا النَّصَارَى بِذَلِكَ*. (البداية والنهاية لابن كثير ج 2 ص 489).

التعاون على صلاة قيام الليل:

كان أهلُ البيت الواحد مِن سلفنا الصالح يتعاونون على صلاة قيام الليل.

روى البخاريُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي قَالَ: *تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ (نزلتُ ضيفًا عليه)، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاَثًا: يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا*.(البخاري حديث: 5441).

رَوَى أبو نُعَيْم عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: *كَانَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَخُوهُ عَلِيٌّ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَفْضُلُ عَلَيْهِ، وَكَانَا يَقْرَأَانِ الْقُرْآنَ وَأُمُّهُمَا، يَتَعَاوَنُونَ عَلَى الْعِبَادَةِ بِاللَّيْلِ، لَا يَنَامُونَ، وَبِالنَّهَارِ لَا يُفْطِرُونَ، فَلَمَّا مَاتَتْ أُمُّهُمَا تَعَاوَنَا عَلَى الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ عَنْهُمَا وَعَنْ أُمِّهِمَا، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ قَامَ الْحَسَنُ عَنْ نَفْسِهِ، وَعَنْهُمَا، وَكَانَ يُقَالُ لِلْحَسَنِ: حَيَّةَ الْوَادِي (يَعْنِي لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ)*. (حلية الأولياء ج7 ص 328).

التعاون في طلب العلم:

رَوَى الشيخانِ عَنْ عبدالله بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِك".

(البخاري حديث: 89 / مسلم حديث: 1479).

التعاون بين الدول الإسلامية:

ما أحوج الدول الإسلامية هذه الأيام إلى تحقيق التعاون فيما بينها في جميع المجالات: الاقتصادية، والثقافية وغيرها. إن اللهَ تعالى قد وَهَبَ للبلاد الإسلامية نِعَمًا كثيرة، منها: الماء العذب، والتربة الزراعية الخصبة، والبترول، والمعادن، والأيدي العاملة، والمناخ المتنوع، والموقع الجغرافي الممتاز.

وهذه الخيرات الرَّبانية قد لا تتوفر جميعها في غير البلاد الإسلامية. ومِن العجيب أن نرى بلادًا غير إسلامية قد سبقتنا إلى تحقيق التعاون فيما بينها، كالدول الأوربية، التي قامت بتوحيد عُمْلَتها المالية، وأقامت سوقًا اقتصادية مشتركة، وأزالت الحواجز الجمركية فيما بينها، وأقامت معاهدة للدفاع المشترك ضد أي اعتداء على أي دولة أُروبية. وقد ظهر هذا التعاون في أماكن أخرى مِن العالم.

إن الدول الإسلامية أوْلى من هذه الدول بتحقيق هذا التعاون، وذلك لأن ديننا الإسلامي يدعو إلى الوحدة والمودة والإخاء، ويدعو المؤمنين جميعًا إلى التعاون على الخير في جميع مجالات الحياة.

قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

ثمرات التعاون:

نستطيع أن نُوجِزَ ثمرات التعاون في الأمور التالية:

(1) التعاونُ يُساعدُ في إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد.

(2) التعاونُ يجعلُ الإنسان يشعر بالقوة وينزعُ عنه الشعور بالعجز.

(3) التعاونُ دليلُ حُب الخير للآخرين.

(4) التعاونُ يساعدُ على مواجهة الأخطار المحيطة بالإنسان.

(5) التعاونُ ثمرةٌ مِن ثمرات الإيمان، فضلًا عن كَوْنه حاجة مَاسَّة للإنسان.

(6) التعاونُ أساسُ التقدم والإنتاج والنجاح والتفوق.

(7) التعاونُ مِن ثمرات الأُخُوَّةِ الإسلاميَّة.

(8) التعاونُ يؤدي إلى الشعور بالمساواة في الإنسانيَّة.

(9) التعاونُ ينزعُ الحقد مِن القلوب الضعيفة ويزيل أسباب الحسد.

(10) التعاونُ طريقٌ موصّل إلى محبة الله ورضاه وجَنَّته.

(11) التعاونُ سببٌ مِن أهَمِّ أسباب الألفة والمحبة بين الناس.

(12) التعاونُ يحقّقُ سُنَّة اللهِ تَعَالَى في خَلْقِهِ، ويوافق طبيعة الأشياء. (موسوعة نضرة النعيم ج3 ص1027).

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، كما أسألهُ سُبْحَانَهُ أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق