قصيدة باب الدار في رثاء الأم للشاعر طارق الطاهر

1 دقائق
9 رجب 1447 (29-12-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ستظل الأم مهما كبرنا وطال بنا الزمن رمزا للحنان والمحبة الحقيقية الصادقة، وبفقدها يحزن الابن ويشيب فجأة، ويتذكر أيام الطفولة فيزداد حزنًا، وها هو شاعرنا القدير طارق يسن الطاهر يعبر عن تجربته في ذلك في قصيدة ”باب الدار” واصفا ما كانت به من تنبتل وعبادة، وزيارة القريبات لها، كله صار ذكرى أحزن الفقد للأم الشاعر فعبر به بهذه الدرة الشعرية، حيث يقول:

وحين رأيتُ باب الدار سالتْ

دموعُ العين في الأنحاء نهرا

وها أنا كنتُ أستبقي حديثا

يردد دائما في الروح ذكرى

فقلبي في التوجع ذاب حزنًا

وروحي بعد فقد الأم حيرى

فهل لي من حديثٍ أرتجيه؟

فقد ملأ الخواءُ الدارَ طُرا

هنا كانت تصلي الفرض دومًا

وتقرأ”سورة الإخلاص”جهرا

وتجلس للسجود -هناك- سهوا

وتتلو وِرْدها - في السرِّ- فجرا

هنا تحكي لنا ما قد أتاها

يمرُّ حديثها للقلب مَرًّا

وأسمع ضِحكةً في الأفْق تسري

فبابُ السعد في الأرجاء مسرى

تضمِّخ مجلسا بالود تحكي

وتنضح في بخور العطر عطرا

تجمّع حولها من كل صوب

وفود الناس يلتفون عصرا

فواجعُ، تكتوي كلُّ الحنايا

وشوقي يُنبتُ الآلامَ جمرا

فبيني والحبيبة بضعُ خطوٍ

ورِجْلي تبتغي للمشيِ جَرّا

تطول بي المسافة حين أمضي

أقدِّم خُطوةً وأجُرُّ أخرى

وأرسم لوحةً بالحب تسمو

وأكتب في الهوى سطرًا فسطرا

أتوه وقد علاني الهمُّ دوما

وغابت نشوة الأفراح دهرا

فيا وجع القصيدة حين تروي

فراقًا صار في الأحشاء مُرَّا

فحسبي أنها أمٌّ رؤومٌ

بها تزهو الحياة تتيه فخرا

مضى كلُّ البهاء بلا رجوعٍ

كأنْ لم نقضِ في الأفراح دهرا

وغابت نجمة الإسعاد عنا

فكيف أطيق بعد الآن صبرا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق