خصصت صحيفة "ذي ستار" الكندية مقالاً لوضع المسلمين المعتقلين من قبل السلطات الأمريكية منذ أحداث 11 سبتمبرº أكدت فيه أن 147 شخصاً على الأقل لا يزالون قابعين في السجون الأمريكية، أكثرهم محتجزين من قبل دائرة الهجرة، ويوجد من بين هؤلاء ربيع حداد أحد الأوجه البارزة للجالية المسلمة في مدينة آن آربر بولاية ميشغان، والذي اعتقل قبل ستة أشهر، وأعيد مع نهاية الأسبوع الماضي إلى سجن مدينة دترويت في نفس الولاية بعد أن تخلى مكتب التحقيقات الفدرالي عن متابعته بعد أشهر قضاها في سجن فدرالي بمدينة شيكاغو.
ونقلت الصحيفة عن زوجة ربيع حداد تأكيدها أن لا أحد يعرف لماذا يستمر احتجازه منذ أشهر دون أن توجه إليه أي تهمة غير كون تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة انتهت مدتها، مع أنه تقدم بملف للحصول على الإقامة الدائمة، ودفع مبلغ 1000دولار كرسوم، وقد اعترفت السلطات الأمريكية بنفسها أن لا علاقة للشيخ حداد بملف منظمة النجدة العالمية التي يعد أحد مؤسسيها، والتي قررت السلطات الفدرالية تجميد أصولها قبل اعتقاله.
ورغم تجند سلطات مدينة آن آربر والجالية المسلمة، وعدد من الناشطين غير المسلمين من أجل إطلاق سراح حداد حيث جمعوا 5 آلاف إمضاءº إلا أن أحسن ما أقدمت عليه السلطات فك العزلة عنه في المعتقل، ومنحه 300 دقيقة شهرياً للاتصال بأهله عبر الهاتف مقابل 15 دقيقة فقط في السابق حسب زوجته سلمى الرشيد، وتروي الأخيرة للصحيفة الكندية تفاصيل اعتقال زوجها يوم 14 ديسمبر الماضي، وتقول أن ثلاثة من موظفي إدارة الهجرة قصدوا البيت دون أي أمر بالتفتيش أو الاعتقال، وبقوا لمدة 40 دقيقة صامتين معظم الوقت، ثم سألوه فجأة عن السلاح الذي يملكه، وهو عبارة عن بندقية صيد، وقال لهم: بأنه يملك رخصة حيازتها لكنهم أخذوها ثم أوثقوا يديه واعتقلوه.
وقد ترك سجن حداد أثاراً سيئة على أبنائه الأربعة (ثلاثة أبناء وبنت بين سن الثالثة والثانية عشر) حسب زوجته حيث لا يزال أصغرهم (سامي) يجيب من يسأله أن والده موجود في أحد المحلات المعروفة في المنطقة، بينما لم يتخلص شقيقه الأكبر من صدمة الاعتقال.
ومع تكفل إدارة الهجرة بملف ربيع حداد لا يستبعد أن يصدر في حقه وفي حق أولاده أمر بالترحيل خلال الجلسة المقبلة والمقررة خلال شهر يوليو القادم، رغم أنه قضى سنوات طويلة في أمريكا طالباً ثم داعية.
ويذكر أن أكثر من ألفي شخص اعتقلوا عقب أحداث 11 سبتمبر معظمهم من المسلمين والعرب، وغالبية من تبقى منهم حقوقهم كمعتقلين مصادرة تحت مبررات تقدمها السلطات الأمريكية بدعوى الأمن القومي و"مكافحة الإرهاب".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد